تسليح المواطنين.. آخر حلول دول الساحل الأفريقي لمواجهة الإرهاب
تُعاني منطقة الساحل الأفريقي -وتشمل كلا من مالي والنيجر وبوركينافاسو وتشاد ونيجيريا والكاميرون- من زيادة كبيرة في وتيرة العنف والإرهاب، وهو ما دفع حكومات تلك الدول إلى اللجوء لتسليح المدنيين، خاصة الشباب؛ بهدف مواجهة الجماعات الإرهابية، وذلك بحسب ما جاء ففي صحيفة «الصومال الجديد» و«مركز مقديشو للدراسات السياسية والاستراتيجية».
وكان برلمان بوركينا فاسو في يناير 2020 قد وافق على تمويل وتسليح وتدريب «الحراس المحليين»، وتعتبر بذلك هي أول دولة من دول منطقة الساحل تنفذ خطة تسليح المحليين لمواجهة الإرهاب.
ضعف الجيوش
وبحسب مركز أبحاث مقديشو، تعاني منطقة الساحل من ضعف كبير في النواحي العسكرية، فجيوش تلك المنطقة تحتاج إلى كميات كبيرة من السلاح والذخيرة والدعم المالي واللوجستي، فضلًا عن قلة عدد الجنود المدربين على الحرب والقتال.
وللتعليق على ذلك، يقول محمد عز الدين، الباحث في الشأن الأفريقي: إن منطقة الساحل خلال الشهور الماضية وصل لها دعم مالي ولوجستي كبير من دولة فرنسا وإنجلترا، وقامت كل من مالي وبوركينافاسو والنيجر بتزويد جيوشها بالعتاد العسكري والتدريبات اللازمة، بالإضافة إلى مساهمة فرنسا في تدريب جيوش تلك المنطقة.
وأكد عز الدين في تصريح لـ«المرجع»، أن حكومات الثلاث دول بعد أن قاموا بتزويد جيوشهم بالأسلحة والعتاد اتجهوا للشباب المحليين، وأعطوهم التدريبات العسكرية اللازمة والأسلحة لمساعدة ودعم الجيش في حربة على الإرهاب.
وأشار الباحث إلى أن فرنسا دعمت القوات المسلحة المحلية في النيجر لدعم الجيش هناك بسبب ضعفه، حتى يتم مواجهة الإرهاب المتزايد في تلك المنطقة.
الأكثر فاعلية
وفي دراسة بعنوان «تسليح المدنيين في الساحل الأفريقي» نشرها مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، أن تسليح المحليين في أفريقيا، قد يكون أكثر فعالية بكثير من قوات الجيش الوطني في توفير الأمن للمجتمعات المحلية، وفي تحديد وتتبع ومحاربة المتمردين والعناصر الإرهابية.
وبحسب الدراسة، فإنه يرجع ذلك إلى معرفتهم باللغات والثقافات المحلية والطبيعة الجغرافية للمنطقة، ثم إن مشاركة جماعات الحراس المحليين في محاربة الإرهاب تقتضي المزيد من الحرص والرقابة من جانب الدولة، بما في ذلك، توفير الإشراف العسكري، وضمان المساءلة عن الأفعال المسيئة التي يقوم بها الحراس.
تخوفات سياسية
وتابع محمد عز الدين، الباحث في الشأن الأفريقي: هناك تخوفات سياسية من اللجوء للجماعات المحلية لمواجهة الإرهاب، على الرغم من الحاجة لهم، بسبب أنهم قد يرتكبون -مع الوقت وامتلاك السلاح- انتهاكات بحق المدنين أو يتجهون للسرقات والسطو المسلح.
وأضاف: الأمر الثاني من الممكن أن يصبحوا هؤلاء الجماعات قنبلة موقوته في وجه الحكومات في المستقبل، لذلك يجب أخذ الحذر، وكافة التدابير في التعامل مهم.





