بالوساطة الأوروبية.. طهران تناور واشنطن حول «النووي»
الإثنين 15/فبراير/2021 - 05:47 م
اسلام محمد
في
محاولة جديدة من النظام الإيراني لفك طوق العقوبات الأمريكية،
تسعى طهران لتكثيف الضغط على إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن،
لإيلاء أولوية لحل أزمتها الاقتصادية، والعودة للاتفاق النووي، إذ اقترحت أن يقوم الاتحاد الأوروبي بدور الوساطة بينها
وبين واشنطن لإنقاذ الاتفاق الذي انسحبت منه الإدارة الأمريكية السابقة.
وفي خطوة تهديدية مرافقة، أعلنت طهران نجاح إطلاق صاروخ قادر على حمل
أقمار اصطناعية؛ ما يعني ضمنًا تطوير قدرتها على استخدام صواريخ تحمل
الرؤوس النووية.
وفي تصريحات لشبكة «سي.إن.إن» الأمريكية، اقترح وزير الخارجية
الإيراني «محمد جواد ظريف» دورًا تنسيقيًّا للأوروبيين لإعادة إحياء الاتفاق
الذي انسحبت منه الولايات المتحدة قبل نحو عامين، مشيرًا إلى إمكانية وجود
آلية إما عبر عودة متزامنة للبلدين إلى الاتفاق النووي، وإما عبر تنسيق
ما يمكن القيام به.
وطرح «ظريف»، بأن يقوم الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في
الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، بعملية تنسيق الإجراءات الضرورية للجانبين
من أجل العودة للاتفاق.
وبسؤاله عما إذا كانت هذه العودة تتطلب تنفيذ شروط مسبقة من قبل بلاده أو
من قبل واشنطن، ردّ «ظريف» بأنه يمكن اتخاذ الخطوات اللازمة في وقت واحد أو
بطريقة منسقة.
ويفتح هذا الخطاب الإيراني للمرة الأولى، المجال أمام آلية متزامنة، على الرّغم من تشديد ظريف في الوقت ذاته على أنّ الأمريكيين،
الذين خرجوا من الاتفاق، يتعيّن عليهم أولاً أن يبدوا حسن نيتهم.
واستبقت تصريحات «ظريف» هذه، إعلان صدر باسم المفوضية الأوروبية يقول إن
«الاتحاد الأوروبي يحاول إيجاد السبل الكفيلة بعودة الولايات المتّحدة إلى
الاتفاق، وبعودة إيران إلى احترام التزاماتها بالكامل».
ومن
جهته، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في مقابلة مع شبكة
«ان.بي.سي» الإثنين 1 فبراير 2021، أنّ عودة طهران إلى الالتزام ببنود
الاتفاق
النووي تتطلّب بعض الوقت، ومن ثم بعض الوقت لكي تجري الولايات المتحدة تقييمًا لمدى وفاء الإيرانيين بتعهّداتهم.
وهو ما ردّ عليه نظيره الإيراني بالقول: ليست المشكلة بالتوقيت، موضحا
أنّه يمكن إعادة الالتزام بقيود معيّنة في أقلّ من يوم، وأنّ الالتزام بقيود أخرى قد يتطلّب أيامًا أو أسابيع، لكنّ هذا الأمر لن يتطلّب وقتًا أطول مما يتطلّب الولايات المتحدة لتنفيذ المراسيم الرئاسية اللازمة لرفع
العقوبات.
يذكر أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قرر من جانب واحد في عام 2018، انسحاب بلاده من الاتفاق، مشيرًا إلى أنه غير كافٍ على الصعيد النووي ولا
يتصدّى للبرنامج الصاروخي البالستي الإيراني وغيره من الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط.
وأعاد «ترامب» فرض عقوبات على طهران ثم
شدّدها.
في المقابل قال وزير الخارجية الأمريكي الجديد أنتوني بلينكين إن واشنطن
ستعود إلى الاتفاق إذا عادت طهران إلى الالتزام بالشروط المنصوص عليها فيه،
بينما دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني، الولايات المتحدة إلى اتخاذ الخطوة
الأولى تجاه فض النزاع، لكون واشنطن هي التي انسحبت من الاتفاق.





