يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

من الإرهاب إلى التمرد الشمولي.. رؤية أكاديمية لما وراء «داعش»

الإثنين 15/مارس/2021 - 12:03 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تسبب الظهور الدرامي لتنظيم داعش على الساحة الدولية في إحداث صدمة للعالم الغربي لا يزال صداها مسموعًا حتى الآن، بالرغم من مقتل الزعيم المؤسس «أبوبكر البغدادي» على يد القوات الأمريكية، إذ يحاول الباحثون بمجال التيارات الإرهابية في أوروبا فهم المتغيرات التي أدت لسيطرة جماعة غير قانونية على مساحات شاسعة من أراضي الشرق الأوسط ويسكنها ملايين من البشر.


ففي كتاب «الدولة الإسلامية.. من الإرهاب إلى التمرد الشمولي» أو «The Islamic State: From Terrorism to Totalitarian Insurgency» قدم الأستاذ المساعد في كلية الحقوق جامعة بالاك في أولومك بجمهورية التشيك والباحث في ملف الإرهاب وأمن الاتحاد الأوروبي، أوندرج فيليب، رؤية وصفها بالأكاديمية حول تنظيم داعش، لافتًا إلى أن المصطلح الرائج عن التنظيم في الدول الأوروبية باعتباره دولة مزعومة يحمل ما ينفي أركانه، فمن وجهة نظره، لم يكن داعش دولة ولا حتى شبه دولة، ولكنه مجرد تنظيم حاول بناء كيان سياسي فاشل موصومًا بالشمولية.

 


من الإرهاب إلى التمرد

الكيان الفاشل والإرهاب الدولي


يشير الباحث في مقدمة مطبوعته إلى أن سيطرة داعش على أراضٍ كبيرة في سوريا والعراق وفرضه نظامًا متطرفًا عبر تحريف الشريعة الإسلامية لإخضاع السكان لقبضته الحديدية فضلًا عن الطريقة التي أعلن بها ظهوره في يوليو 2014 عند اعتلاء «أبوبكر البغدادي» للمنبر وإلقائه لخطبة الصلاة محاولًا عبثًا تقديم نفسه كخليفة للمسلمين تعد تطورًا في خريطة التنظيمات الإرهابية ذات الطابع الدولي.


فداعش؛ من وجهة نظر الكاتب، كان يسوق لنفسه كدولة، بيد أنها تفتقد الشرعية القانونية والاعتراف الدولي والجميع يبغضها ويعمل للقضاء عليها، فهي لا تتعد كونها نظامًا فاشلًا حاول مداعبة الكيانات السياسية، وهي وفقًا لتعريفات فيليب؛ مجموعة من القيم والقوانين التي تدار بها المؤسسات، ولذلك فأن هذه المحاولة الداعشية يجب ألَّا تمر دون دراسة لعدم تكرارها.


إذ يبدو من الكتاب أن الخوف من تكرار التجربة أضحى هاجسًا لدى المهتمين بالأمن في أوروبا، وبالتالي يحاولون تحليل الأسباب التي مكنت تنظيم إرهابي كداعش من بسط السيطرة لفترة على سوريا والعراق، واستقطاب الشباب الغربي للانضمام لصفوفه عبر شبكة من الحسابات الإلكترونية التي روجت لإقامة كيان مشوه سياسيًّا وعرفيًّا ونفسيًّا.


من الإرهاب إلى التمرد

شمولية الإرهابيين


وعن «داعش» كتجربة شمولية؛ يقول الكاتب إن استخدام التنظيم لتعاليم الدين الإسلامي، ولكن بطريقة مُحرفة تخدم أهدافه فقط، جعلت من النظام المفروض على المواطنين طوقًا للشمولية العنيفة، مرجحًا بأن هذا التطور لا يرتبط فقط بتنظيم القاعدة ودور تعاليم الزرقاوي في تنشئة البغدادي على مفاهيم بناء الكيانات الهشة إبان علاقتهما في سجن بوكا بالعراق، ولكنه عمق أيديولوجي متطرف يهدد الأنظمة الديمقراطية التي رحل عدد من شبابها للانتماء لنظام إرهابي قمعي.


ويضيف الباحث التشيكي بأن الإرهاب الذي شكله «داعش» لا يرتبط فقط بمفاهيم فقهية أو أيديولوجية متطرفة بالرغم من كونها الطريقة التي يحشد بها التنظيم أتباعه من المهمشين نفسيًا، ولكن الأمر يرتبط بالسياسة وبهواجس الجماعات الإرهابية نحو الحكم والسيطرة على شعوب العالم، فهذا الإرهاب من وجهة نظر فيليب يتجاوز مفاهيم التعبير عن العنف كوسيلة للسيطرة إلى طرح شكل مخيف لنظم الحكم التي تروج لها تلك الجماعات بما يهدد أمن المناطق الهشة.


للمزيد.. الجيش الأمريكي يعلن مقتل زعيم "داعش" في العراق


"