بالأكاديمية الإسلامية.. أوزبكستان تعلن الحرب على الإرهاب بمعاونة الأزهر

في إطار مساعي الدول الإسلامية لتأسيس مراكز علمية تواجه التطرف والغلو واستخدام الدين كوسيلة للسيطرة على الشعوب والحكم، وأيضًا مواجهة التنظيمات الارهابية وحماية النشء والشباب من التأثر بالفكر المتطرف، أسست دولة أوزبكستان، أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية.

مرسوم الإنشاء
ففي 16 أبريل 2018 وقع رئيس أوزبكستان شوكت ميرزيوييف مرسومًا بشأن التدابير الرامية إلى تحسين أنشطة المجال الديني والتربوي بشكل جذري، ووافق المرسوم على برنامج تحسين الإطار التنظيمي، ونظام التعليم والتدريب، وإعادة تدريب الموظفين، وتنفيذ تدابير لتعزيز التسامح الديني، والحفاظ على القيم الوطنية والثقافية، وخلق شروط لسياحة الحج.
وفقًا للمرسوم ، يتم إنشاء الأكاديمية الإسلامية الدولية في أوزبكستان مع فروع إقليمية في مناطق سمرقند، نامانجان، وسورخانداريا، إضافة إلى مركز للتدريب المتقدم. وتقوم الأكاديمية بتدريس مناهج معهد طشقند الإسلامي.
ووفقًا للمرسوم أيضًا سيتم فتح صندوق «الوقف العام الخيري»، ممولًا للمؤسسات الدينية في البلاد.
وقد تم تأسيس أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية وفقًا لقرار رئيس جمهورية أوزبكستان بشأن الإجراءات الخاصة حول التحسين الجزري للنشاط الديني والمعرفي، الذي صدر في 16 أبريل 2018.
نظرة على أوزبكستان
أوزبكستان هي واحدة من أكبر دول منطقة آسيا الوسطى، وتضم أقاليم ومدن معروفة في تاريخ الإسلام مثل بخارى، سمرقند، طشقند، خوارزم، وينتمي إليها كل من أبرز علماء الحديث «البخاري والترمذي»، ويجيد السكان اللغة الروسية، إضافة إلى اللغة الأوزباكية، وتضم أكبر عدد من السكان في آسيا الوسطى (33) مليون نسمة.
وفي تصريح لـ«المرجع» أكد الدكتور شهرت يوقاتشييف، رئيس أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية، أن القيادة السياسية في بلد الإمام البخاري، تعتبر العلم والمعرفة وإنشاء مراكز بحثية متخصصة هي أول طرق مكافحة الإرهاب والأفكار المتطرفة.
وأضاف رئيس أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية، أن الأكاديمية تهتم بالعلوم الدينية والإسلامية، إلى جانب العلوم الدنيوية.

الأكاديمية الإسلامية.. مهام وأهداف
وتهدف الأكاديمية إلى إعداد الكوادر العلمية والتربوية في التخصصات الدينية، مثل (علوم القرآن وعلم الحديث والألوهيات والفقه الإسلامي والعقيدة والتصوف والاقتصاد والمالية في الإسلام ودراسة المخطوطات وتاريخ الإسلام وفلسفته)، والعلوم المعاصرة، مثل العلاقات الدولية واللغات الأجنبية (العربية والفارسية والإنجليزية والروسية والأوردو والتركية وغيرها من اللغات)، والسياحة والآداب الشرقية الكلاسيكية، وكذلك القيام بالبحوث العلمية في المجالات المذكورة.
كذلك تهدف الأكاديمية إلى دراسة الإسلام من حيث الأدلة العلمية بصفته دينًا يدعو الى الخير والأعمال الصالحة، وكذلك تعمل الأكاديمية على توفير المؤسسات التعليمية الإسلامية كافة في أوزبكستان بالبرامج التعليمية والقانونية والمنهجية وتنسيق أنشطتها.
التقسيمات الهيكلية:
ووفقًا للتقسيمات الهيكلية الرئيسة للأكاديمية، فإنها تضم مركز البحوث العلمية والمشروعات المبتكرة، وتم تأسيس المركظ على أساس المركز السابق للبحوث والدراسات الإسلامية لدى جامعة طقشند الإسلامية، وتتمثل المهام الرئيسية للمركز في وضع توصيات مستندة إلى الدراسات الإسلامية والتحاليل الشاملة للقضايا التاريخية والمعاصرة للعمليات الدينية.
ومن التقسيمات الهيكلية، قسم الايسيسكو، (المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة) لدراسة الحضارة الإسلامية، وتم تأسيس القسم في 26 أغسطس عام 2017، بمبادرة من الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيايف.
ويقوم هيئة أعضاء التدريس بقسم الأبحاث العلمية بالموضوعات، مثل «خصائص وأهمية جيوساسية لتطوير المجال الديني، وسبل ووسائل تعزيز ثقافة التسامح الديني بين الشباب»، و«تشكيل لدى الشباب العقيدة الصافة استنادًا إلى التحليل المتهجي لمشكلات الدراسات الإسلامية من المصادر المبدئية والتراث الديني والعلمي لأجدادنا».. إلخ.
كما تضم أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية مكتبة المخطوطات، وهي تعمل بهدف الحفاظ على التراث الثقافي الغني بالمخطوطات التاريخية ودراستها ونشرها، التراث الذي جمع الأعمال العلمية والثقافية لعلماء الأوزبك كالبخاري والترمذي، والعلماء الذين أبدعوا على مدار العصور في بلاد ما وراء النهر وفي العالم الإسلامي كله.
وتمتلك أوزبكستان أكثر من 20 ألف كتاب و3 آلاف مخطوطة من المفكرين والعلماء الإسلاميين العظماء في مجال علم الفلك والرياضيات والطب، وكذلك الحديث، والقوانين وتفسير القرآن.
وكذلك هناك موسوعة الإسلام، وأحد المهام الرئيسية للأكاديمية الإسلامية الدولية في أوزبكستان هو تأليف موسوعة الإسلام وتجديدها بشكل دائم.
كما تمتلك الأكاديمية مركز إعلامي «ziyo» الذي يضم الخبراء المتخصصين المحترفين في مجال الإعلام.
وتبلغ مدة الدراسة (البكالوريوس) في أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية 4 سنوات والماجستير، فمدة الدراسة عامان والدكتوراه.
ولفت الدكتور شهرت يوقاتشييف، رئيس أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية، أن الأكاديمية يدرس فيها أكثر من 1000 طالب بكالوريوس و200 طالب ماجستير، و70 طالب دكتوراه وذلك في العلوم الدينية والدنيوية، ويوجد بها استوديو خاص بالطلاب يتم فيه تحضير برامج تليفزيونية خاصة بالأخبار الدينية المعرفية.

التعاون مع الأزهر
وحول التعاون مع الأزهر الشريف في إظهار صورة الإسلام الوسطي، قال الدكتور شهرت يوقاتشييف: إن الجامعة تسعى للاستفادة من الأزهر الشريف في مواجهة التطرف والغلو والفكر الظلامي والإرهابي، وإنقاذ شباب الأوزبك والمسلمين من براثن الجماعات الإرهابية والمتطرفة.
وأضاف خلال ندوة، عقدها أمس الأحد 6 يناير 2019، بمقر سفارة أوزبكستان بالقاهرة، أن أكاديمية أوزبكستان الإسلامية، أبرمت اتفاقًا مع جامعة الأزهر الشريف، لإنشاء قسم خاص بالعلوم الشرعية واللغة العربية، توفد مصر 3 أساتذة كل عام من جامعة الأزهر للتدريس في القسم الجديد الذي أطلق عليه اسم «كرسي الأزهر».
وقال رئيس أكاديمية أوزبكستان الإسلامية: إن الأوزبك يقدرون دور الأزهر الشريف باعتباره منارة الوسطية والاعتدال في العالم الإسلامي، والأكاديمية ولدت من جديد بعد زيارة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في أكتوبر الماضي.
وتقلد شيخ الأزهر الشريف، خلال زيارته لأوزبكستان، درجة الدكتوراه الفخرية من أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية، وذلك خلال الحفل الذي أقامته الأكاديمية للترحيب بزيارة الدكتور الطيب لجمهورية كازاخستان، بحضور نخبة من كبار الشخصيات الدينية والأكاديمية.
وأضاف «يوقاتشييف»، أن الأكاديمية اتفقت أيضًا مع جامعة الأزهر الشريف على تبادل المنح الدراسية، بناء على اتفاق موقع بين شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والرئيس شوكت ميرضيائيف، مؤكدًا أن أوزبكستان سوف تقدم 25 منحة دراسية لطلبة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه كل عام، وذلك في الأكاديمية ومؤسسات دينية أخرى، منها مدرسة مير عرب.
وأضاف أن شيخ الأزهر الشريف سيكون حاضرًا مؤتمرًا تعقده أوزبكستان نهاية العام الحالي بعنوان الإسلام والسياسة، بدعوة من رئيس الدولة في طشقند العاصمة، فضلًا عن مؤتمر الإمام الماتريدي خلال أكتوبر المقبل، وأن تلك الزيارات سوف تكون متوافقة مع الاحتفال بذكرى مرور 20 عامًا على إنشاء جامعة طشقند الإسلامية، التي دشنها الرئيس الراحل، مؤسس الدولة إسلام كريموف، بحضور شيخ الأزهر الراحل الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي عام 1999.