دلالات النتيجة.. سقوط كبير لرجال الغنوشي في انتخابات المكتب التنفيذي
استهلت حركة النهضة التونسية (امتداد جماعة الإخوان بتونس) العام الجديد بانتخابات المكتب التنفيذي التي أسفرت عن خسارة مقربين من رئيس الحركة راشد الغنوشي في الانتخابات، أبرزهم صهره وزير الخارجية التونسي السابق، ورئيس مجلس الشورى السابق فتحي العيادي ورضا السعيدي، وزير الإقتصاد السابق، إلى جانب كل من رضا إدريس ومحمد القوماني.
نتائج ودلالات
وفيما تناولت القوى المدنية التونسية النتائج للتدليل على ضعف جناح الغنوشي الذي يرفض التخلي عن منصبه؛ في تعارض مع القوانين الداخلية للحركة التي تنص على أن أطول مدة ولاية لرئيس الحركة لا تزيد على دورتين متلاحقتين، يأتي رأي بعض المحللين الذين يرون أن الغنوشي ما زال صاحب نفوذ قوي ويملك المزيد من أوراق اللعبة.
الباحث والأكاديمي المتخصص في حركات ما يعرف بالإسلام السياسي، عبيد الخليفي كان أحد هؤلاء؛ إذ قال في تصريحات إعلامية إن انتخابات المكتب التنفيذي لن تقف أمام طموحات الغنوشي في الإبقاء على سيرته، مشيرًا إلى أن الرجل يعتمد على برجماتية تدعم وجوده.
أجواء مشحونة
أجريت الانتخابات في أجواء مشحونة تعرفها الحركة منذ الربع الأخير من العام الماضي، على خلفية رفض الغنوشي ترك منصبه كونه أنهى فترتين رئاسيتين للحركة. وعلى خلفية ذلك حشد المعترضون ضد الغنوشي ما أسفر عن ما يعرف بـ«مجموعة المائة» وهي مجموعة جمعت الأصوات المطالبة بتغير الدماء وإتاحة فرصة لوجه جديد لإدارة الحركة.
الغنوشي بدوره لا يعتقد في هذا الرأي، معتبرًا أن النهضة ستهتز، إذا ما تركها باعتباره القيادة التاريخية لها.
سقوط كبير
يعتقد أن الغنوشي فقد جزءًا من وزنه داخل الحركة، عندما فشل المقربون منه من تحقيق تقدم على منافسيهم المنتمين لمجموعة المائة، وربما سقوط صهره تحديدًا يحمل من يعزز هذا الرأي، إذ تبدو الخلافات شخصية.
ولكن ثمة رأي آخر يناظر ذلك؛ مفاده أن الغنوشي يحاول امتصاص غضب المعارضين لوجوده عبر التضحية ببعض المقربين كحل مناسب بدلًا من التضحية بنفسه، وبمنطق السير مع الرياح لا مقاومتها فلجأ الغنوشي للتخلي عن بعض رجالاته علها تكون خطوة في تهدئت الخلافات.
وتبدأ «النهضة» العام الجديد وهي منقسمة إلى فريقين مختلفين على فائدة بقاء الغنوشي من عدمه، الأمر الذي تسبب في موجة استقالات بدأها القيادي عضو مجلس الشورى، العربي القاسمي، لحقته النائبة يمينة الزغلامي التي قالت إنها لن تتحمل لاحقًا أي مسؤوليات قيادية.
وفيما يتوقع زيادة وتيرة الاستقالات في ظل الاتهامات الموجهة للغنوشي بالتحايل والنفاق، يجد الغنوشي نفسه محاصرًا سواء على مستوى الأحزاب السياسية التي باتت ترفض التعامل معه أو داخل البرلمان الذي تجددت فيه دعوات سحب الثقة، لاسيما التوترات القائمة بينه وبين رئيس البلاد، قيس بن سعيد.
للمزيد... غياب الغنوشي يساوي اختفاء «النهضة».. قراءة في المشهد السياسي لإخوان تونس





