«ذو القرنين».. القائد العسكري لفرع «القاعدة» بإندونيسيا في قبضة الأمن
أعلنت السلطات الإندونيسية، تمكنها من إلقاء القبض
على القائد العسكري للجماعة الإسلامية التابعة لتنظيم «القاعدة» الإرهابي في البلاد ويدعى «آريس سومارسونو» وشهرته «ذو القرنين»، المتهم بتصنيع المتفجرات والقنابل التي استخدمها
المتطرفون في هجوم بالي في 2002، والهجوم على أحد الفنادق الشهيرة
بجاكرتا في 2003.
وصرح المتحدث باسم الشرطة الإندونيسية للإعلام المحلي بإن «سومارسونو» ألقي القبض عليه في أوائل ديسمبر الجاري بمنطقة «إيست لامبونج» في جزيرة «سومطرة» دون مقاومة بعد عمليات بحث استمرت سنوات منذ 2003، وبعد التأكد من تورطه في الهجمات الكبرى التي طالت المنطقة.
من هو القائد العسكري للقاعدة في إندونيسيا؟
تعتقد السلطات الإندونيسية بأن «ذي القرنين» كان يشغل منصب القائد العسكري لفرع «القاعدة» بالبلاد، وهو الجماعة الإسلامية، كما أنه أشرف على تصنيع المتفجرات بالهجمات الكبرى، والتي أسفرت عن مقتل المئات من السائحين بالمنطقة، إذ تسبب تفجير بالي الذي وقع في 12 أكتوبر 2002 في مقتل 202 مواطن، منهم رعايا لأستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية والسويد، فضلا عن مواطني البلاد، كما تورط في تفجير فندق ماريوت الشهير بجاكرتا في 5 أغسطس 2003، والذي راح ضحيته 12 شخصًا إلى جانب مئات الجرحى، وتورط أيضًا في تفجير سوق بمنطقة بوسو بجزيرة سولاويزي بإندونيسيا في 2005، والذي أدى إلى وفاة أكثر من 20 مواطنًا.
كما تشير أجهزة الأمن وفقًا للمعلومات المتاحة إلى أن «ذي القرنين» من المتطرفين الإندونيسيين الذين التحقوا بمعسكرات تنظيم «القاعدة» في أفغانستان، واهتم بتدريب غيره من مواطني البلاد الملتحقين بالتنظيم، وهو عضو رئيسي بالجماعة الإسلامية.
ما هي الجماعة الإسلامية؟
تأسست الجماعة في عام 1993 على يد «أبي بكر باعشير» و«عبدالله سنغكر» الذي تولى زعامتها حتى وفاته في 1999، وكانت تسعى لتأسيس دولة إسلاموية راديكالية تمتد بين إندونيسيا وماليزيا وبروناي وتايلاند وسنغافورة والفلبين، ومن ثم بايعت تنظيم «القاعدة» معلنة تبعيتها له وانخرطت في عمليات استهدفت بشكل أساسي الرعايا الأجانب ومناطق وجودهم.
ومن أبرز هجماتها بالإضافة إلى تفجير بالي في 2002، هجوم انتحاري نفذ في يوليو 2009 ضد فندق ريتز كارلتون في جاكرتا، وأودى بحياة ما لا يقل عن 50 شخصًا، وتفجير انتحاري في أبريل 2011 بمسجد في مدينة سيريبون أثناء تأدية المسلمين صلاة الجمعة، ما أدى إلى مقتل العشرات، وفي يناير 2016 هاجمت عناصر الجماعة نقطة ارتكاز أمنية لتقتل 10 أشخاص آخرين.
ونتج عن العمليات الكبرى التي نفذتها الجماعة اتجاه دولي لتصنيفها «منظمة إرهابية»، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا وماليزيا وإندونيسيا والفلبين وسنغافورة وتايلاند وغيرها من الدول.
وكانت الجماعة أثارت لغطًا دوليًّا، حين قررت الحكومة الإندونيسية في يناير 2019، الإفراج عن زعيمها «أبي بكر باعشير» من السجن لظروف صحية، الأمر الذي أجج المخاوف من عودة العمليات العنيفة ضد الأجانب مع خروجه، إذا ما سعى لتقوية شوكة التنظيم عبر الإفلات من قبضة المراقبة الأمنية.
ويتعرض تنظيم «القاعدة» لضربات متلاحقة في القارة الآسيوية يُنتظر أن تؤثر على التنظيم، وليس بالضرورة أن يكون التأثير في الاندثار أو خفض وتيرة العمليات، ولكن ربما زيادتها أو تغير منهجيتها وأهدافها وفقًا للقادة الجدد، ما يستوجب تغييرًا في طرق المواجهة يشمل الفكر والأيديولوجية.
المزيد.. جماعات سفك الدماء في إندونيسيا.. فكر متأصل لـ«القاعدة» و«داعش»





