هدم مقار أحزاب موالية لإيران ينذر باحتدام المشهد على الأراضي العراقية
احتجاجات واسعة النطاق عمت مدينة الناصرية جنوبي العراق؛ إثر سلسلة من الاغتيالات المجهولة استهدفت متظاهرين ضد الأوضاع المعيشية والسياسية، ومناهضين للنفوذ الإيراني في البلاد.
ووصلت الاحتجاجات ذروتها، السبت 22 أغسطس 2020، إذ قام عراقيون غاضبون بتدمير وإحراق مقار ومكاتب أحزاب شيعية موالية لإيران، في محافظة «ذي قار» جنوبي العراق، إضافةً لاحتجاجات أخرى عنيفة في مدينة البصرة؛ احتجاجًا على استهداف المتظاهرين.
ونشط الحراك الثوري ضد ميليشيات إيران، بعد ساعات من انفجار استهدف إحدى خيام الاعتصام في ساحة الحبوبي وسط الناصرية مركز محافظة ذي قار؛ إذ تجمهر المتظاهرون اعتراضًا على سياسة الاغتيالات التي طالت نشطاء خلال الأيام القليلة الماضية.
غضب عارم
بدأت موجة العنف على خلفية استمرار عمليات اغتيال النشطاء والنزاعات العشائرية في المحافظة وملاحقة المحتجين؛ إذ اغتيل الناشط «تحسين أسامة» المناهض لإيران، الأسبوع الماضي، كما لقيت الناشطة «ريهام يعقوب» مصرعها، الأربعاء؛ إثر فتح النار عليها من قبل مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية، فضلًا عن محاولة اغتيال الناشط «فلاح الحسناوي».
ونجمت عن تلك الاغتيالات في الأيام القليلة الماضية، مظاهرات واسعة في الشوارع استمرت 3 أيام، احتشد فيها المحتجون، وأشعلوا النيران في مكتب البرلمان؛ للمطالبة بإقالة محافظ البصرة، إضافةً لإحراق المتظاهرين الغاضبين صورًا لرئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، واتهموه بالتورط والتحريض على قتل المتظاهرين.
إجراءات حكومية
تعهدت الحكومة العراقية الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي، بالسعي خلف المتورطين في اغتيال الناشطين والمتظاهرين، وتقديمهم للمحاكمة، في حال توافر الأدلة، لكن لم يتم تقديم أي متهم للمحاكمة حتى الآن، وهو ما ساعد على تفاقم المشهد.
واتهمت أطراف عراقية مسلحين منتمين لأحزاب شيعية عراقية موالية للنظام الإيراني بتورطها في عمليات الاغتيال المستمرة بحق نشطاء ومتظاهرين، فيما يستهدف رصاص القناصة الأصوات المنددة بالنفوذ الإيراني في البلاد.
ووفقًا لأرقام حكومية، فإن 565 شخصًا من المتظاهرين وأفراد الأمن قتلوا خلال الاحتجاجات، بينهم عشرات الناشطين الذين تعرضوا للاغتيال على يد مجهولين.
ويرى مراقبون أن «الكاظمي» يسعى للنأي بالعراق عن الهيمنة الإيرانية، وذلك عبر التقليل من نفوذ ميليشياتها، خاصةً أنه قام بتشديد المراقبة على المعابر والحدود، لكن خطواته تظل محدودة.
إدانات دولية
وأعرب الاتحاد الأوروبي، الخميس 20 أغسطس، عن إدانته للاعتداءات والاغتيالات التي طالت ناشطي المجتمع المدني ومحتجين بشكل خطير في البصرة، وطالب بمحاسبة المتورطين باغتيال الناشطين العراقيين.
وعلّق سفير الاتحاد الأوروبي في العراق، مارتن هوث، على الاغتيالات في تغريدة على «تويتر» قائلا: «أشعر بالحزن الشديد، في عشية السنة الهجرية الجديدة، لرؤية المزيد من الاغتيالات التي تستهدف الناشطين الشباب في البصرة، ولابد من اخضاع الميليشيات وجميع العصابات المسلحة للسيطرة، وتقديم الجناة للعدالة هو أمر حاسم لأجل مستقبل العراق».
كما أدانت السفارة الفرنسية في بغداد، بشدة حملة الاغتيالات التي طالت نشطاء في العراق، وشددت على ضرورة تقديم الجناة المتورطين للعدالة.
وأعربت الولايات المتحدة عن إدانتها للاعتداءات التي طالت عددًا كبيرًا من المتظاهرين والنشطاء، كما عبرت السفارة الأمريكية في بغداد عن تأييدها لالتزام الحكومة العراقية بمحاسبة المسؤولين عن الاغتيالات بحقِّ الناشطين، الذين زادت وتيرة القتل ضدهم في الآونة الأخيرة.
وقالت السفارة في بيان: «تعد هذه الاعتداءات انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، ونؤيد التزام الحكومة العراقية بمحاسبة أولئك المسؤولين بموجب القانون، وتؤكد الولايات المتحدة مجددًا على دعوتها بأن يتمكن الناشطون المدنيون من العيش والعمل بسلام وأمان دونما خوف من أعمال انتقامية عنيفة ضد نشاطاتهم».
وللمزيد.. واشنطن تدعم قبرص في المتوسط.. وتترك القرصان التركي تائهًا بعرض البحر





