الكاظمي في إيران.. سعي محموم لإعادة التوازن الضائع
تأتي زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى إيران في إطار محاولاته لإعادة التوازن الضائع في العلاقات بين بلاده ونظام الملالي، إذ تنتشر الميليشيات والجماعات التابعة لإيران في العراق والتي كان رؤساء الوزارء السابقون يغضون الطرف عنها رغم ما تمثله من تحدٍ أمني صارخ لسيادة حكومة بغداد.
واستقبل المرشد الإيراني علي خامنئي، رئيس الوزراء العراقي، في أول لقاء يجريه المرشد مع شخصية خارجية أو داخلية رسمية منذ تفشي فيروس كورونا.
ترتيب الأوراق
ورافق رئيس الوزراء العراقي في زيارته إلى طهران، وزراء الخارجية والنفط والمالية والدفاع والصحة والكهرباء والتخطيط ومستشار الأمن القومي.
وكشف الجانب الإيراني عن تغيير مراسم استقبال الضيف العراقي إذ أرجع مساعد مدير مكتب الرئيس الإيراني لشؤون العلاقات والإعلام، علي رضا معزي، التغيير في مراسم استقبال الكاظمي إلى التقیید بالبروتوكولات الصحية المرتبطة بتفشي كورونا.
واجتمع الكاظمي بالرئيس الإيراني حسن روحاني الذي قال خلال مؤتمر مشترك، إنهما ناقشا «توسيع العلاقات التجارية ومحاربة فيروس كورونا وجهود حفظ الاستقرار الإقليمي»، مبديًا رغبة بلاده في رفع مستوى العلاقات التجارية الثنائية لتبلغ نحو 20 مليار دولار، إذ يعد العراق إحدى الوجهات الرئيسية للصادرات الإيرانية غير النفطية، لكن التجارة بين الدولتين تراجعت مع انتشار دعوات المقاطعة لها داخل العراق وإغلاق الحدود المشتركة بسبب جائحة كوفيد-19.
وخلال المؤتمر، طالب روحاني بـ«تكريم قاسم سليماني وأبومهدي المهندس»، لكن رئيس الوزراء العراقي لم يعلق على هذا الطلب، لكنه قال إن «العراق وقف مع إيران في أزمتها الاقتصادية»، مضيفًا أن «السياسة في العراق تبنى على حسن النية».
البحث عن التوازن
ولفت الكاظمي إلى أن «علاقات العراق الخارجية تعتمد على مبدأ التوازن والابتعاد عن أي محاور»، متعهدًا بعدم السماح لأي تهديد لإيران من الأراضي العراقية.
وشهد لقاء الكاظمي وخامنئي انتقادات لطريقة وقوف الكاظمي أمام المرشد الإيراني، والتي قال عنها إيرانيون إنها تبين «عظمة خامنئي» مما أثار انتقادات حادة في العراق.
وكان من المقرر أن يزور رئيس الوزراء العراقي السعودية، الإثنين 20 يوليو 2020، قبل التوجه إلى طهران، لكن زيارته إلى الرياض تأجلت بسبب دخول الملك سلمان إلى المستشفى.
وكان يفترض أن تحصل الزيارتان وفق خطة لرئيس الوزراء العراقي يلعب فيها دور الوساطة بين الرياض وطهران.
وقبل زيارته، استقبل الكاظمي في بغداد الأحد 19 يوليو 2020، وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.
مسرح التوترات
ويشكل العراق بصورة متكررة مسرحًا للتوترات العسكرية بين إيران والولايات المتحدة، وكلاهما تربطهما علاقات وثيقة مع بغداد.
ويحاول الكاظمي التأكيد أنه لا يحمل مشروعًا معاديًا لإيران لكنه يحمل مشروعًا لإعادة التوازن وترميم علاقات العراق بعمقه الخليجي والعربي لاستعادة العراق موقعه الطبيعي في توازنات المنطقة.
وتحدثت تقارير إعلامية روسية عن زيارات مرتقبة للكاظمي إلى أمريكا والسعودية، لتقريب وجهات النظر بين واشنطن وطهران، والتخفيف من التوتر بين طهران والرياض وتُركز المباحثات المرتقبة أيضًا على دور هذه الدول في تخفيف هذا التوتر.





