المحامون الأتراك تحت مقصلة قوانين «أردوغان» الاستبدادية
ضمن مسلسل استبداد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مرر حزب العدالة والتنمية الحاكم، قانون «التعددية النقابية»، الذي ينص على إمكانية إنشاء العديد من منظمات المحامين في محافظات معينة مثل إسطنبول وأنقرة، بدلًا من نقابة واحدة، كما يحدد العدد الأدنى من الأعضاء المطلوب لتشكيل واحدة من هذه المنظمات بألفين، فيما يعتبر محامون، هذا القانون مناورة للحد من استقلاليتهم.
وبحسب وكالة «الأناضول» الرسمية، فقد صوت على مشروع القانون من قبل حزب العدالة والتنمية، وحليفه القومي حزب الحركة القومية، واعتبر «العدالة والتنمية» أن القانون سيعزز المنافسة في القطاع القانوني وسيسمح بإحلال الديمقراطية في جمعيات المحامين القوية.
وتسبب القانون في موجة غضب بين المحامين والمعارضين لنظام أردوغان، معتبرين أنه محاولة لشق النقابات بهدف إضعافها، فيما أعلن حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي، أنه سيستأنف القرار أمام المحكمة الدستورية.
انتهاكات قديمة
تتعرض نقابة المحامين في أنقرة لمضايقات دائمة من قبل الحكومة، تعود أحدثها إلى أبريل الماضي، حين تمت دعوة مجلس النقابة للتحقيق على إثر انتقاد رئيس أكبر هيئة دينية في البلاد.
وحقق المدعي العام في أنقرة مع المجلس بتهمة إهانة «القيّم الديني»، وهو رئيس هيئة الشؤون الدينية المعروفة باسم «ديانت».
ويقول حزب الشعوب الديمقراطي (يسارى)، إن عددًا كبيرًا من المحامين الأتراك يحاكمون بسبب دفاعهم عن الآلاف من أنصار الحزب وأعضائه المعتقلين منذ انهيار محادثات السلام بين السلطات التركية وحزب العمال الكردستاني.
وبحسب صحيفة «زمان»، تمارس حكومة «العدالة والتنمية» منذ عام 2014، السيطرة على الجيش والأمن وصولًا إلى القضاء والاقتصاد وحتى الانتخابات عبر تمرير قوانين في البرلمان تسمح لها بإسكات معارضي سياسات «أردوغان» المثيرة للجدل.
ومن جانبه قال عبدالخبير عطا الله، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط المصرية، إن الرئيس التركي يريد أن يستحوذ على القضاء لأنه يستطيع من خلاله تمرير الأحكام التي تناسب استبداده، مؤكدًا في تصريح لـ«المرجع»، أن المحامين يعلمون نية أردوغان ويتصدون له، ولذلك أردوغان وحزبه يريان أن المحامين يمثلون مصدر إزعاج لهم، أو عبارة عن «غصة فى الحلق»، لذلك مرر قانون التعددية النقابية ليضيق الخناق على سلطة القضاء.
للمزيد.. الجنس مقابل الإيجار.. أتراك يستغلون اللاجئين السوريين وأردوغان يتربح منهم





