يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

خط سرت الجفرة.. جدية القاهرة في الردع تجبر أنقرة على التراجع

الأربعاء 01/يوليو/2020 - 11:39 ص
المرجع
سارة رشاد
طباعة

على هامش تصريحات تطلقها حكومة الوفاق الإخوانية المنتهية ولايتها، والحاكمة بالعاصمة الليبية طرابلس، بشكل شبه يومي، وتؤكد فيها مضيها نحو الحل العسكري في مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس)، يوجد واقع مغاير يقول إن تنفيذ هذه التهديدات العنترية أمر صعب التنفيذ.

خط سرت الجفرة.. جدية

حرب كلامية

يعزز ذلك الطرح المدة التي قضتها الوفاق في التلويح باقتحام المدينة دون تحرك على الأرض، فمنذ مطلع يونيو 2020، وتتطلع الميليشيات لشن هجمات على سرت إلا أنها حتى الآن تعجز عن ترجمة تلك الأمنيات الإرهابية لواقع على الأرض.


تخاريف الأناضول.. هذيان الجزيرة

تركيا نفسها تقر بذلك، إذ فندت عبر وكالة «الأناضول» المعبرة عنها، الأسباب وراء تأخير حسم المعارك في سرت، وقالت الوكالة في تقرير بعنوان لماذا تأخر حسم معركة سرت؟ (تحليل)، إن السبب الأول يرجع لدفع روسيا بطائرات متطورة تساعد قوات الجيش الوطني الليبي في حماية المدينة التي يسيطر عليها تمامًا.


وزعمت الوكالة أن روسيا لديها طموح في إقامة قاعدة عسكرية بقاعدة الجفرة التي تبعد عن سرت 30 كيلومترًا، ومن ثم من مصلحتها وقف تمدد قوات الوفاق أكثر من ذلك نحو الشرق.


ورأت الأناضول أن اقتحام سرت لن يتم إلا إذا تمكنت قوات الوفاق من تحييد طيران الجيش الوطني الليبي، وذلك لا يتم إلا عبر تنصيب مظلة للصواريخ المضادة للطيران تمتد إلى ما بعد سرت، تسمح للمشاة بالتقدم تحتها، تسبقهم قذائف المدفعية الثقيلة طويلة المدى لتسهيل مهمتهم.


من جانبها، روج موقع قناة الجزيرة القطرية لنفس الرواية التركية، إذ ذهب إلى أن استعادة الوفاق لسرت لن يحدث إلا بوجود غطاء جوي يحمي المشاة.


إلى جوار ذلك تحل التحذيرات المصرية التي تمثلت في خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، السبت 19 يونيو 2029، والذي اعتبر فيه خط سرت الجفرة خطًّا أحمر مصريًّا، يترتب على كسره، التدخل العسكري المباشر من جانب القاهرة.


وتتحرك فرنسا هي الأخرى في خط موازٍ لتوحيد الموقف الأوروبي ضد التحرك التركي في ليبيا.

 الكاتب السياسي محمد
الكاتب السياسي محمد فراج

القاهرة لا تمزح

وأمام هذه التفاهمات، يرى الكاتب السياسي محمد فراج أبو النور في مقال بعنوان «خط سرت ـ الجفرة الأحمر ـ وأولويات الأمن القومى المصري» أن التحذيرات المصرية كان لها دور في تعطيل مسيرة الأطماع التركية في ليبيا، إذ تقف اليوم أنقرة للتمهل والتباحث في مدى جدية التهديدات المصرية بالتدخل العسكري.


ويعتبر أبو النور أن القاهرة لا تمزح، ولا تهدد فقط، وأنها جادة جدًّا في تهديداتها، إذ لن يكون أمامها أي خيارات سوى الدفاع عن أمنها الغربي، مشيرًا إلى أنها تتعاون في ذلك مع دول أوروبية وروسيا في نفس الرؤية.

الكاتب عبد الباري
الكاتب عبد الباري عطوان

رهان خاسر

ويعتبر الكاتب عبد الباري عطوان في صحيفته الرأي اليوم، أن تركيا تراهن على التخوف المصري من تكرار تجربة الجيش المصري باليمن خلال حقبة الستينيات، مشيرًا إلى أن أنقرة تعتقد أن القاهرة وضعت لنفسها قاعدة تمنع الجيش المصري من التدخل في أي قضايا غير مصرية.


ولفت في المقال المنشور عقب خطاب الرئيس السيسي بيوم واحد، إلى أن القضية الليبية تمثل للقاهرة أمنًا قوميًّا ومسألة مصرية بدرجة أولى؛ ما يعني أن الرهان التركي سيخسر.


يشار إلى أن كافة التقارير الإعلامية المتناولة لمسألة سرت تفيد بأن المسيطر على المدينة الواقعة في منتصف الجغرافيا الليبية سيكون له الكلمة الأولى في المشهد الليبي، الأمر الذي يفسر استماتة كل من الجيش الليبي والوفاق على الفوز بها.


وبخلاف الحسابات الليبية فهناك حسابات مصرية وأوروبية وأمريكية وروسية تزيد من تعقيد المشهد.


وبينما تدافع مصر عن أمنها وتهدد بالتدخل العسكري تبحث أوروبا عن حل سياسي يحول دون سيطرة الميليشيات على الجانب الآخر من القارة الأوروبية، في الوقت نفسه تقول أمريكا بحسب قائد القوات البحرية الأمريكية في أوروبا وأفريقيا، الأدميرال جيمس فوغو: إن روسيا لديها أطماع لتكوين قاعدة عسكرية على غرار قاعدة حميميم الجوية غربي سوريا، لتهديد حلف الناتو، ردًّا على تهديدات «الدرع الصاروخية» للأخير بالقرب من الحدود الغربية الروسية.


ولهذه الاعتبارات تحل أمريكا المنافس الأول لروسيا كمعطى مهم في حسابات مدينة سرت التي تشهد اليوم صراعًا دوليًّا وإقليميًّا يهدد بحرب كبرى في المنطقة.


للمزيد... «صادات» صانعة الإرهاب.. المرتزقة قنبلة موقوتة تهدد عرش أردوغان «3-3»

"