ad a b
ad ad ad

محاولات لإسكات كابول.. إرهاب الملالي يتواصل بحق المهاجرين الأفغان

الجمعة 26/يونيو/2020 - 07:45 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

عقب أزمة الطائرة الأوكرانية التي أسقطها الحرس الثوري الإيراني عن طريق الخطأ في يناير 2020، وراح ضحيتها 167 شخصًا من مختلف الجنسيات، أتت أزمة الرعايا الأفغان الذين تم قتل العشرات منهم على يد قوات حرس الحدود الإيراني في مايو 2020، لتؤكد مواصلة نظام الملالي في طهران على ارتكاب كافة الأعمال الإرهابية بحق المدنيين، وتبرهن على تعنت الملالي المستمر في رفضه الاعتراف بالجرائم التي ترتكب من قبل مؤسساته الأمنية.


وكان عناصر من حرس الحدود الإيراني، قامت في مايو الماضي بإجبار عدد من المهاجرين الأفغان على إلقاء أنفسهم في البحر؛ لمنعهم من دخول البلاد؛ ما أدى إلى مصرع العشرات منهم، وتسبب هذا في قيام احتجاجات أمام مقر السفارة الإيرانية في «كابول» في 7 يونيو 2020، معلنين رفضهم التدخل الإيراني في بلدهم، وطالبوا بإغلاق السفارة.


كانت الأزمة المتعلقة بـ«المهاجرين الأفغان» على رأس القضايا التي تم مناقشتها في المباحثات «الإيرانية ــ الأفغانية»، التي تمت في 21 يونيو 2020 بين كل من وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ونظيره الأفغاني محمد حنيف اتمر خلال زيارة الأخير إلى طهران، إذ ناقش الطرفان على مدى يومين، سبل التعاون الاقتصادي والحدودي، والتعاون الإعلامي والأمني والصحي وشؤون الرعايا الأفغان في إيران، وفرقة العمل الخاصة بالتعاون في مجال المياه والطاقة، ونجم عن ذلك وفقًا لوكالة الأنباء الإيرانية «إرنا»، توقيع «وثيقة التعاون الإيراني الأفغاني الشاملة».

محاولات لإسكات كابول..

مطالبات إيرانية وأفغانية

ورغم ذلك، فإن طهران لا تزال ترفض إدانة المسؤولين عن حادث الرعايا الأفغان، بل وتحذر أفغانستان من الهجمات الإعلامية التي تستهدفها، إذ طالب ظريف بتوخي الحذر من الأنشطة الخبيثة التي تحاول تقویض العلاقات بين كابول وطهران، مشددًا على رفضه الهجمة الإعلامية والتحركات الأخيرة ضد إيران من قبل بعض اللاعبين الأجانب والتيارات السياسية داخل أفغانستان.


يأتي ذلك في الوقت، الذي تطالب فيه الخارجية الأفغانية إيران بمعاقبة المسؤولين عن الحادث، وذلك بعد إعلان كابول تقديمها كافة الأدلة والوثائق التي تدين حرس الحدود الإيراني، إلا أن طهران تؤكد أن «الحرس» لم يكن له دور في مقتل المهاجرين الأفغان، وجاء ذلك على لسان «حجة الإسلام شكر الله بهرامي»، رئيس جهاز القضاء في القوات المسلحة الإيرانية.


ويوجد في إيران عدد من اللاجئين الأفغان الذي يعملون في وظائف صعبة، وتمارس طهران بحقهم أبشع الجرائم، ففي يونيو الجاري فتحت الشرطة الإيرانية النار على سيارة تقل مهاجرين أفغان؛ ما أسفر عن مقتل ثلاثة، وإصابة آخرين في مدينة «يزد» الإيرانية.


للمزيد: الجار المزعج.. همجية إيران تضعها في أزمات مع أفغانستان وباكستان


ويوضح مسعود إبراهيم، أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة كفر الشيخ في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن العلاقات الثقافية والاجتماعية دائمًا كانت مصدر قوة للنفوذ الإيراني في أفغانستان، وتسعى طهران دومًا للحفاظ على مكانتها هناك، ونتيجة للترابط الثقافي بين البلدين كانت إيران هي الملاذ للكثير من الأفغان.


وأكد أن طهران تسعى جاهدة لإغلاق ملف الرعايا الأفغان، وكانت المكاتبات الأخيرة منها إلى الحكومة الأفغانية خير دليل على ذلك؛ لأن طهران لا تريد فتح جبهة، وتسعى لاستمرار العلاقات الطيبة؛ خاصة مع التيار السني، ولذا فمن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة محاكمة المتسببين لحادث «يزد»، وكذلك حادث الحدود كمبادرة إيرانية لحسن النية، وإزالة التوتر القائم.


للمزيد: التوجه شرقًا.. التمدد الإيراني في «أفغانستان» و«باكستان»

"