أوكرانيا اليقظة.. كييف تسلم «جاسوس الإخوان» للقاهرة وتحبط مخططات الجماعة
الثلاثاء 12/مايو/2020 - 02:21 م
شيماء يحيى
يفتح قرار السلطات الأوكرانية، إلقاء القبض على أحد أخطر العناصر الإخوانية الهاربة وتسليمه إلى مصر، الحديث عن الوجود الإخواني في الدول الأوروبية، وطبيعة نشاطات الجماعة الإرهابية على أراضيها، وحجم مؤسساتها ونفوذها.
معتز محمد ربيع
وفي الخميس 8 مايو الجاري، ألقت قوات الأمن الأوكرانية «إس بي أو» القبض على معتز محمد ربيع، مواطن مصري هارب، متهمًا بالاشتراك في جرائم عنف وإرهاب بمحافظة الفيوم في مصر، وقال المتحدث باسم الإدارة الإقليمية لجهاز الـ«إس بي أو» ألكسي سكريلنيك، بأن الهارب ينتمي إلى التنظيم الدولي لجماعة «الإخوان» الإرهابية، وينشر الأفكار الأصولية وسط المجتمع الإسلامي في منطقة بولتافا.
وقالت مصادر إن الهارب مطلوب عبر جهاز الإنتربول الدولي، وتقدمت السلطات بطلب رسمي بتسليم الهارب للقاهرة، وذلك لتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بحقه، فهو متهم بالتجسس وترويج أفكار متطرفة ونشرها في صفوف الطلاب الدارسين بجامعات بولتافا، خاصةً المصريين، كونه إمام المصلين في مسجد جمعية الفجر «الهدى سابقًا» التابعة لمنظمة الرائد الموجودة في العاصمة كييف، التي تعد أحد أذرع تنظيم الإخوان الدولي خاصةً في أوروبا الشرقية، وتعتبر مظلة لمئات الجمعيات الموجودة في أوكرانيا.
هشام النجار
وقد علّق هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، على هذا الحدث لـ«المرجع» بأن دلالة القبض على المدعو معتز المصري المنتمي لجماعة الإخوان، تدل على إدراك جهاز المخابرات الأوكراني لأبعاد مشروع الرئيس التركي أردوغان وأهدافه، وكون أنشطة هذا العنصر ليست طبيعية بل موظفة لمصالح وخطط أجهزة استخبارات خارجية ضمن شبكات تنشط في الداخل من شانها هز استقرار البلاد.
وأردف «النجار» أن الوجود الإخواني في أوكرانيا، مرتبط بمشروع أردوغان الذي حرص طوال السنوات الماضية في اختراق تلك المجتمعات تحديدًا؛ لاستعادة ماضي الهيمنة العثمانية، ولو رمزيًّا، عبر أدوات منها ضخ عناصر الإخوان، ومنها نشر المراكز والجمعيات الثقافية والدينية، ومنها بعث خطباء أتراك يروجون لخلافة أردوغان وللعثمانيين الجدد
وأضاف الباحث أن الإخوان في أوكرانيا يعملون تحت راية هذا المشروع، لكنهم يعملون تحت عناوين أخرى منها، الخيرية والاستثمارية والتجارية، والكثير منهم يعمل بصورة منفردة، لكن الجميع مرتبط بإشراف التنظيم الدولي للإخوان، الذي يعد الذراع الرئيس لمشروع خلافة أردوغان حاليًّا في العالم كله.
مفاوضات مشتركة
وكان لجماعة «الإخوان» مطالبات لمنظمات دولية للضغط على السلطات الأوكرانية حتى لا يتم تسليم الإخواني المصري الهارب للسلطات المصرية، وستجري مفاوضات بين الطرفين المصري والأوكراني لتسليم الشاب الهارب مقابل الموافقة على تسليم مواطن أوكراني محتجز لدى السلطات المصرية منذ عام 2012، يدعى إدوارد تشيكوس قبض عليه في القاهرة بتهمة المشاركة في أعمال شغب.
دور المنظمات الإسلامية
كانت أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات شاهدًا على بروز «الجيل الثاني» من المؤسسات الإخوانية، وذلك من خلال التوسعات في القارة العجوز، عن طريق توظيف التنظيم الدولي للإخوان للموجات الجديدة للهجرات العربية الإسلامية لأوروبا تزامنًا مع بدء انتشار الجيل الثاني من مسلمي أوروبا في تلك الحقبة، واستغل ذلك التنظيم الدولي للإخوان وأنشأ ما يسمى باتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا؛ ليكون واجهة للتنظيم الدولي ومظلة تضم كل الكيانات الإخوانية والإسلامية في أوروبا.
وقد كانت جمعية «الفجر» التابعة لمنظمة «الرائد» الموجودة في العاصمة كييف، أحد أذرع تنظيم الإخوان الدولي؛ خاصةً في أوروبا الشرقية، وكانت تعمل في السابق تحت مسمى «الهدى»، وحين تم مداهمتها من قبل قوات الأمن الأوكرانية، تم التحايل على الأمر بتأسيس جمعية جديدة باسم «الفجر».
وسبق أن تم مداهمة قوات الأمن الأوكرانية منظمة «الرائد» في كييف مرات عدة، ففي مارس 2018، قامت قوات من الاستخبارات الأوكرانية برفقة النيابة العامة والشرطة، بمداهمة المركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة كييف التابع لاتحاد مفتي الإرهاب يوسف القرضاوي، وقد وجدت أجهزة الأمن الأوكرانية كتبًا ومطبوعات محظورة تدعو إلى الكراهية والعنف.
ومن المعلوم أن منظمة الرائد تتبع ما يسمى بـ«الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» الذي يرأسه القرضاوي، الزعيم الإخواني، وتقوم وفود من الرائد والجمعيات التابعة له بالمشاركة في مؤتمرات وندوات ولقاءات عمل اتحاد المنظمات في أوروبا، وكذلك مركز القرضاوي في قطر.
وذُكر في كتاب «كبرى الحركات الإسلامية» لعضو مكتب الإرشاد لتنظيم الإخوان الدولي، توفيق الواعي، أن منظمة «الرائد» جاءت ضمن قائمة مكونة من 40 منظمة تمثل الإخوان وفكرهم في العالم؛ إذ جاءت المنظمة في أوكرانيا إلى جانب تنظيم الجماعة الإسلامية والجهاد وحماس وغيرها من التنظيمات الإرهابية.
