ad a b
ad ad ad

برعاية أمريكية.. طالبان تحرق أفغانستان وحكومة كابول مشلولة

الأربعاء 06/مايو/2020 - 11:00 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

على عكس ما روجت له الولايات المتحدة من نتائج لأوضاع هادئة نسبيًّا في أفغانستان، عقب توقيع الاتفاق التاريخي مع طالبان، تظهر المتابعة، تصاعد العنف بالداخل وإطلاق يد الحركة؛ لمهاجمة المواقع الحكومية، وخصوصًا العسكرية منها.


ففي صباح الإثنين 4 مايو 2020، أعلنت طالبان عبر صفحة متحدثها الرسمي، قاري يوسف أحمدي، بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، مسؤوليتها عن تفجير مركز عسكري يضم المئات من عناصر الجيش والمخابرات الأفغانية بإقليم هلمند في جنوب البلاد، عن طريق شاحنة مفخخة، انفجرت أمام المبنى؛ ما أدى إلى سقوط العشرات بين قتلى وجرحى.

برعاية أمريكية..

ملاحظات قتالية

لقد نفذت العملية على الرغم من تنفيذ الحكومة لعملية إفراج جديدة عن معتقلي طالبان بسجونها كما هو متفق عليه مع واشنطن قبل تنفيذ الهجوم بساعات؛ إذ أطلقت السلطات الأفغانية سراح 89 من سجناء طالبان؛ ليصل مجموع ما أفرج عنه حتى الآن حوالي 650 سجينًا من أصل 5000، كانت تريدهم طالبان دفعة واحدة، ولكن الحكومة تطلقهم على دفعات؛ إذ تعول الحركة المتشددة احتدام القتال في أفغانستان على عدم التزام الحكومة بالإفراج عن مسلحي طالبان دفعة واحدة.


ولكن الحكومة كطرف سياسي تم تغيبه عن الاتفاق مع واشنطن، يسعى لكسب ميزات سياسية متفاديًا الضغط الأمريكي والتهديد بسحب المعونات المالية والعسكرية إذا لم تفرج الحكومة عن معتقلي الحركة كشرط موضوع في الاتفاقية، كتمهيد لبداية المفاوضات الداخلية وإقرار السلام.


بيد أن الضغط الأمريكي لم يأتي مباشرًا في هذا الإطار، بل جاء مغلفًا بصبغة سياسية؛ لحفظ ماء وجه واشنطن، التي تخلت عن ما غزت من أجله «كابول»؛ إذ أعلن مايك بومبيو مع بداية تعنت الحكومة في الإفراج عن المعتقلين، أن واشنطن ستسحب مساعداتها إلى كابول على أثر الانشقاقات في الصف الرئاسي بين الرئيس الحالي، أشرف غنى، والمرشح الرئاسي السابق، عبدالله عبدالله؛ ليعلن الاثنان فيما بعد توافقهما على مقدرات السلطة؛ لتفويت الفرصة على واشنطن وإظهار جديتهما إزاء ما تصيغه الحكومة الأمريكية من مبررات وضعية.


والملاحظ من ذلك، أن حركة طالبان لا تزال تضغط على الحكومة؛ من أجل إجبارها على الإفراج عن القيادات والعناصر المهمة، وليس التابعين الغير مهمين، التي تفرج عنهم على دفعات، مستخدمةً في ذلك قوتها العسكرية والسياسية أيضًا ،التي منحتها إياها القوى الخارجية المجاورة وعززتها الولايات المتحدة الأمريكية، فبحسب تصريح الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، حسن أبو طالب لـ«المرجع»، فإن طالبان تمارس حربًا نفسيًّا على الحكومة؛ لإضعافها وإرباكها؛ لتقديم نفسها كنموذج سياسي وحيد، قادر على إدارة شؤون البلاد، مرجحًا بأن الحركة ستعمل على إقصاء الحكومة من المشهد، كلما أمكن ذلك.

المتحدث باسم المكتب
المتحدث باسم المكتب السياسي للحركة سهيل شاهين

تراجع أمريكي

الملاحظ في المشهد الحالي، أن العملية نفذت أيضًا، بعد أقل من يومين من معركة لفظية إلكترونية، دارت بين المتحدث باسم المكتب السياسي للحركة، سهيل شاهين، والكولونيل سوني ليجيت، المتحدث باسم القوات الأمريكية في أفغانستان على صفحات تويتر؛ إذ كتب سوني مخاطبًا شاهين في السبت 30 أبريل 2020، بأن الحركة عليها التوقف عن العنف، إذا إرادت إتمام اتفاق السلام، وإلا اضطرت واشنطن للرد؛ ليعقب شاهين، بأن الولايات المتحدة عليها أولًا الالتزام بتنفيذ بنود الاتفاق، مؤكدًا أن هذه التهديدات لن تؤثر على المشهد.


وفي خضم ذلك، أثارت رويترز قضية تصاعد العنف في البلاد، عبر إحصائية بيانية، وردت إليها، تشير إلى زيادة هجمات التنظيم بنسبة 70% بعد توقيعها الاتفاق مع واشنطن، والذي من المفترض، أنه اتفاق للسلام وخفض العنف، ولكن يبدو أن الحكومة الأمريكية تريد تحقيق الوعود الانتخابية للرئيس دونالد ترامب، بشأن سحب القوات من الخارج، بغض النظر عن النتائج.


وما يزيد الأمر تعقيدًا في هذا الصدد، هو قرار وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» في 1 مايو 2020، بعدم تقديم المعلومات الدورية عن نسب هجمات طالبان في أفغانستان؛ لأن ذلك سيعقد سير المفاوضات من وجهة نظرها.


المزيد.. هدنة رمضان تعري مصالح الأقوياء في أفغانستان

"