ad a b
ad ad ad

كيف عمقت الأزمة الليبية معضلة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء؟

الأحد 26/أبريل/2020 - 05:51 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
عمقت الأحداث الجارية في ليبيا منذ فبراير 2011، الأزمات في منطقة الساحل والصحراء الإفريقي، ما جعلها أيضًا تتجرع من مرارة التنظيمات الإرهابية المنتشرة في المنطقة.

وأثرت الفوضي التي تعيشها ليبيا، في الدول المتاخمة لها كالنيجر وتشاد؛ حيث إن إرهاب الحركات المسلحة المنتشرة فى العاصمة طرابلس ومنطقة الجنوب الليبي، يعطي غطاءً حيويًّا لتلك التنظيمات على تنفيذ عمليات ضد الدول المجاورة لها، والدخول فى صراعات داخلية داخل بلدان الساحل الأفريقي.
وتأكيدًا على ذلك، قال الرئيس التشادي إدريس ديبي في مقابلة مع إذاعة راديو فرنسا الدولي RFI، الخميس 23 أبريل 2020، إن إذا لم تكن ليبيا غير مستقرة، لما كان هناك ما يتم القيام به اليوم فيما يتعلق بالإرهاب في منطقة الساحل، متسائلًا أن قبل الانفجار في ليبيا، هل سمعتم يوما عن أفريقي فجر نفسه؟.

وقال الرئيس النيجيري محمدو يوسفو في اللقاء الإذاعي، إن مصدر الإرهاب الحقيقي قادم من ليبيا، نتيجة للتدخلات الدولية في البلاد، وعدم الوصول إلي حل سياسي موحد يرضي جميع اللليبين.

كيف عمقت الأزمة الليبية
تشاد وليبيا:

وفي سبتمبر 2019، وبسبب حالة الإرهاب المتزايد من قبل التنظيمات المسلحة في منطقة الغرب الإفريقي، والنزاعات العراقية التي اجتاحتها، عملت دولة تشاد على تأمين نفسها من امتداد خطر الإرهاب من حدودها مع لييبا إلى الداخل التشادي، حيث أعلنت السلطات في تشاد، غلق حدودها مع ليبيا والسودان، وأفريقيا الوسطى، بعد فرض حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر في محافظات الحدود، وتم تمديد المدة مرة أخري.

وفي أغسطس 2019،  أكد الرئيس التشادي، إدريس ديبي، خلال الاحتفال بالعيد الوطني  للبلاد، أن عمليات تهريب السلاح تحدث في ليبيا عبر بوابة بلاده ودول الساحل الإفريقي، متوعدًا بخوض حرب شاملة ضد عصابات السلاح والمسؤولين عن مقتل هؤلاء الأشخاص الأبرياء، مشيرًا إلى أن المنطقة لن تنعم باستقرار وهدوء في ظل الأحداث الجارية بليبيا.

كيف عمقت الأزمة الليبية
النيجر ليبيا:
وفي عام 2019، أعلن رئيس النيجر، محمد إيسوفو، في كلمة خلال ذكرى استقلال البلاد، أن جميع النزاعات في بلدان الساحل الأفريقي تأتي بسبب تربص التنظيمات الإرهابية بالمنطقة وتحالفها مع الجماعات المسلحة التشادية، والذي ظهر متجليًا خلال الأزمة الليبية والتي تمثل خطرًا كبيرًا على منطقة الساحل الأفريقي.

وفي سبتمبر 2019، وخلال حوار أجراه «إيسوفو» مع مجلة «جون أفريك» الفرنسية، أكد أن بلاده تتصدى أكثر من أي وقت مضى لأنشطة الجماعات الإرهابية، لافتًا إلى أن هذا الأمر مرتبط بعدة أمور: الأول هو التهديدات الأمنية في غرب أفريقيا منذ تسعينيات القرن الماضي؛ بسبب تنامي نفوذ الجماعات الإرهابية في الجزائر، فيما يُعرف آنذاك بحقبة «العشرية السوداء»، وظهور جماعة بوكوحرام في نيجيريا منذ نحو 10 سنوات.

أما الثاني فيتعلق بتعاظم سطوة الجماعات الإرهابية عقب انهيار الدولة الليبية في أحداث فبراير 2011، بعد الإطاحة بنظام معمر القذافي، وهو ما وصفه رئيس النيجر بـ«الخطأ الفادح الذي تورطت فيه قوى غربية»، وثالثهما انتشار الإرهاب في منطقة بحيرة تشاد، خاصًة إرهاب جماعة بوكو حرام، ورابعًا الحدود الغربية مع مالي ونشاط التنظيمات الإرهابية وجماعات الجريمة المنظمة.


وتتعاون الجماعة المسلحة في ليبيا مع عصابات الاتجار بالمخدرات وبالبشر، وتلك العصابات تتعاون مع التنظيمات المسلحة الموجودة في نطاق منطقة الساحل والصحراء، مستغلًة السيولة الحدودية، وغياب الأجهزة الأمنية عن تلك المنطقة، التي باتت تؤرق دول الجوار مثل تشاد والنيجر تحديدًا.

الكلمات المفتاحية

"