يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

إرهابيو سوريا يعترفون بالفشل الذريع

الثلاثاء 05/يونيو/2018 - 10:22 ص
المرجع
سارة رشاد
طباعة
يقترب إرهابيو سوريا من الإقرار أخيرًا بفشل تجربتهم، إذ بدأ شرعيو التنظيمات ومنظروها الفكريون، حملات تقييمات للسنوات السبع الماضية (عمر الأزمة السورية) تناولوا فيها ما حدث بالنقد الذاتي.

وبدرجة لا ترتقي لمستوى المراجعات الفكرية أو التفكير في ترك السلاح، دَشَّنَ الناشط السوري المحسوب على الكيانات المتطرفة، رامي الدالاتي، حملة للبحث عن إجابة لسؤالين: «أين عَثَرَتْ الثورة السورية؟»، و«أين عَثَرَتْ الفصائل الإسلامية؟».

وخلال تفنيده لمحطات الفشل، حمّل «الدالاتي» المسؤولية للفصائل المتطرفة التي تغاضت عن كون الشعب السوري محافظًا ومتدينًا بطبعه، مشيرًا إلى أن الفصائل ذهبت إلى صياغة فكرها الديني بصورة متعالية على الشعب السوري، وكأنه شعب منحل أو علماني، على حدِّ قوله.

وأضاف عبر قناة تابعة له عبر تطبيق «تليجرام»، تُدعى «ومضات حركية»، أن أفراد الفصائل الدينية المسلحة، لم يتعالوا فقط على أبناء الشعب، بل تعالوا أيضًا على الفصائل المسلحة الأخرى غير الدينية؛ ما دفع لبناء أسوار بين الفصائل المختلفة.

وتطرق «الدلاتي» إلى هشاشة المنتج الديني الذي خلفته فصائل الإسلام الحركي، قائلًا: «‏أخطأت الفصائل الإسلامية عندما عقدت المفاهيم الإسلامية (الولاء والبراء _ الراية العمية _ المكفرات العملية)، ولم تُراعِ عفوية فهم الناس للإسلام، وصار الدين صعب التناول للعامة، بل تعرفه النخب فقط، وباتت طبقة الشرعيين أقرب لرجال دين منهم لدعاة حق، وباتت الدورات الشرعية تحشو المفاهيم حشوًا».

وفي هذا السياق، علق الناشط السوري، عبر حسابه على «تويتر» على فشل الفصائل، قائلًا: إن خطأهم أنهم سمحوا للقوى الإقليمية والدولية باستخدامهم لتنفيذ مصالحهم في سوريا، متابعًا: «كل أهداف الدول الداعمة للمعارضة السورية تحققت في سوريا إلا أهداف المعارضة السورية، فلم يتحقق منها شيء.. ولم تحصد المعارضة السورية إلا الفشل الذريع».

بدوره، قال نبيل نعيم، الجهادي السابق: إن توجه الفصائل إلى النقد الذاتي في الفترة الأخيرة، أمر طبيعي، مشيرًا إلى أن الصدمة التي تلقتها عقب الخسائر المتتالية كفيلة لدفعهم نحو مراجعة أنفسهم.

وقلل في تصريحات لـ«المرجع» من أهمية هذه المراجعات، مشيرًا إلى أن أزمات هذه الفصائل ليس فقط في الفكر الفاسد، ولكن لكونها تحولت لآلة في أيدي القوى الخارجية الممولة لها.
 
وشدد على أنه حتى لو راجعت هذه الفصائل أفكارها فلن تجد الفرصة؛ لأنها باعت نفسها للقوى الإقليمية والدولية.

وتوقع الجهادي السابق أن تنتهي الفصائل إلى مزيد من الانشقاق والتشرذم، حتى تتحول من مرحلة التنظيم إلى مرحلة الأفراد، مرجحًا أن تستمر العمليات الإرهابية، ولكنها ستكون أقل خطورة.

وتمرُّ فصائل الإسلام الحركي فى سوريا بخسائر مركبة، إذ تُعاني من تراجعات أمام تقدم قوات النظام السوري الذي دفعهم للانحسار في رقع ضيقة، لاسيما الخلافات الداخلية، سواء على مستوى المواجهات الفكرية أو المسلحة.
"