يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«قَاتِلُوهُمْ».. حملة تحريضية «قاعدية» لاستقطاب ألف لاجئ سوري

الخميس 10/مايو/2018 - 02:19 م
المرجع
سارة رشاد
طباعة
خلف أطباق فاكهة، تراص أفراد من عمر الطفولة، وحتى السبعين عامًا، يلتهمون حبات البرتقال، لا يعنيهم من جاء به إليهم، ولا ماذا يريد منهم، فقط اهتموا بواقعهم، إنهم لاجئون وأحيانًا لا يتوافر لهم الطعام.

«قَاتِلُوهُمْ»..
واقع الحاجة الذي تفرضه ظروف الحرب السورية على ساكني المخيمات، استغلته فصائل مسلحة، عندما أطلقت حملة تحريضية باسم «قَاتِلُوهُمْ»، واعتمدت في الترويج لها بين اللاجئين على شحنات الطعام.

«قَاتِلُوهُمْ»، حملة دُشنت حديثًا عبر فصائل سورية محسوبة على تنظيم «القاعدة»، لتعويض الهاربين من المعارك بعد الخسائر الكبيرة التي تلقتها من النظام السوري على مدار عامين، إذ أطلق عضو مجلس شورى تنظيم «حراس الدين»، القيادي القاعدي، «أبو مالك التلي»، منذ بداية يناير الماضي، حملة ميدانية اعتمد فيها على دعاة نزلوا الأسواق والجامعات، وملاجئ النازحين لإقناعهم بحمل السلاح، وما اعتبروه «حتمية الجهاد». 
وحددت الحملة أهدافها عبر القناة التابعة لها على تطبيق «تليجرام»، إذ قالت إنها تسعى لإلحاق ألف سوري بما سموه «ثغور العز والكرامة». 

ولم تحدد الجهة أو الفصيل الذي يفضل الالتحاق به، شرط ألا يخرج عن الفصائل المدرجة تحت راية «هيئة تحرير الشام» (أكبر الكيانات المسلحة السورية).
«قَاتِلُوهُمْ»..
خطاب مخادع 
وكما استعانت كل الجماعات المسلحة من قبل بوعود «الجنة» و«حور العين»، لإقناع الناس بالالتحاق بهم، لجات «قَاتِلُوهُمْ» إلى خطاب شبيه، إذ اعتمدت على دعاة معروفين في الساحة السورية، للتحدث إلى الناس عن أن الخسائر التي تعرضوا لها، ما هي إلا ابتلاء من الله يلحقه نصر مبين، مدعمين خطابهم بقصص الأنبياء وبالصعوبات التي واجهوها.

وخصصت الحملة جزءًا من خطابها لاستقطاب الأطفال، حتى إن داعية تابعًا لتنظيم «القاعدة» يُدعى «أحمد القعقاع»، ظهر في فيديو بثته الحملة عبر قناتها، وهو يتحدث إلى تجمع من الشيوخ (كبار السن) والأطفال في مخيم لاجئين لم يحدد موقعه، قائلًا لهم: «إن الأطفال من عمر 13 ليسوا صغارًا، ومثلهم كان لهم دور في العهد الأول للإسلام».
«قَاتِلُوهُمْ»..

ولجأت في دعايتها على ملصقات عالية الجودة، يُرجّح أن من تحمل تكلفتها، صاحب الحملة «أبو مالك التلي»، الذي حصد في 2014 ثروة كبيرة، إثر مساومته لحزب الله اللبناني، للحصول على مبالغ مالية مقابل الإفراج عن عناصر من الحزب قُبض عليهم بعد سيطرة جبهة النصرة على عرسال (شمالي شرق لبنان).

كما استعانت الحملة بقصائد حماسية، ومقاطع فيديو لأطفال، يبكون آباءهم الذي قتلوا في معارك مع النظام، مدونين عليها تعليقات من قبيل «نحن وراء والدك يا صغيرتي».

وإلى جانب المقاطع المؤثرة، استندت الحملة إلى قصص ورسائل وهمية، زعم القائمون على القناة الرسمية أنها وصلتهم، وكان أغلبها لنساء وأطفال يترجون فيها أعضاء الحملة، بقبولهم بين صفوفها بدعوى نقص الأعداد، ليعلق القائمون على القناة بعد ذلك، بأن النساء يتطوعون فماذا بالرجال؟

ورغم عدم تحديد القائمين على الحملة -أماكن نشاطها على وجه التحديد- فإنه يرجح أن تكون في محافظة «إدلب»، شمال غرب سوريا، إذ تشهد المدينة هذه الآونة تَجمُّع أغلب الفصائل المسلحة، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام، التي دعت الحملة الناس إلى الانضمام إلى أي من فصائلها، كما تشير الصور التي نشرتها الحملة عبر قناتها، إلى نشاط مكثف في مخيمات تُشبه تلك التي تنتشر قرب مدينة «إدلب» على الحدود السورية التركية.

وكانت الفصائل السورية قد تعرضت خلال العامين الأخيرين لخسائر على مستوى الأفراد، منذ فر أعداد كبيرة من عناصرها، عقب اندحارها في المعارك أمام النظام السوري، ولتعويض هذه الأعداد، بدأت الفصائل حملات استقطاب، رافقها خطاب تحفيزي، يُعد، حسب وصفها «ثورة إسلامية سورية»، غير تلك التي فشلت.

"