دوريات أردوغان في إدلب.. الدول تواجه كورونا وعين الديكتاتور على سوريا
مشهدٌ عسكري جديدٌ بعد مضي أكثر من شهر على توقف إطلاق النار في إدلب بمنطقة شمال سوريا، وتوقيع الاتفاق المبرم بين أنقرة وموسكو في 5 مارس الماضي، والانشغال بجائحة فيروس كورونا «كوفيد-19» التي شغلت دول العالم.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية عن انطلاق الدورية الرابعة من ضمن الدوريات المشتركة بين أنقرة وموسكو في 15 أبريل، تنفيذًا لقرار وقف إطلاق النار في إدلب، من قرية ترنبة بالقرب من سراقب متجهة إلى بلدة النيرب شرق إدلب، وبحسب بيان لوزارة الدفاع التركية أنه تم تسيير الدورية بالتشارك مع قوات جوية وبرية من جانب الطرفين الروسي والتركي.
وغطت الدورية طريق «M4» السريع الذي يربط بين مدينتي حلب واللاذقية، ولكنها لم تستكمل دورتها بالكامل، التي كانت مقدرة أن تتجه من ترنبة حتى عين الحور في ريف اللاذقية.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، انتشارًا بشكل مكثف للقوات التركية على «أتستراد حلب - اللاذقية الدولي» بالقرب من بلدة النيرب في ريف إدلب الشرقي؛ إذ كانت هناك تعزيزات عسكرية كبيرة مكونة من جنود وآليات في الوقت الذي كانت هناك استطلاعات تركية ومتابعات جوية لطائرات، تمهيدًا للدورية المشتركة.
وفي الوقت ذاته، رصد المرصد السوري توافدًا كبيرًا للمواطنين إلى منطقة الاعتصام «اعتصام الكرامة» الرافض للاتفاق التركي - الروسي حول إدلب، وقد فضت القوات التركية اعتصامًا لأهالي إدلب واقتحمت مقره، وأزالت الخيام التي يعتصمون بها على طريق اللاذقية - حلب الدولية، قرب قرية ترنبة.
ومنذ 15 مارس الماضي تم تسيير 3 دوريات مشتركة بين القوات التركية والروسية حتى الآن، كان آخرها في 8 أبريل الجاري، ولكن بسبب اعتراض أهالي المنطقة على الوجود الروسي، ورفض الاتفاقات التركية – الروسية في كل من أستانة وسوتشي وموسكو، لم تكمل هذه الدوريات مسارها الأخير.
وللمزيد.. ما بعد الاتفاق.. تداعيات التوافق «الروسي - التركي» في منطقة إدلب
وقال مصطفى كمال، الباحث المساعد بوحدة الدراسات الأمنية والعسكرية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية: إنه رغم الموافقة على صفقة وقف إطلاق النار في 5 مارس، فإن الاتفاق لا يزال هشًّا؛ حيث فشلت كل من روسيا وتركيا بالفعل في تنفيذ العناصر الرئيسية للصفقة، بما في ذلك الدوريات المشتركة على طول الطريق السريع، في حين تواصل تركيا تعزيز مواقعها في إدلب؛ استعدادًا لاحتمال استئناف الأعمال العدائية.
وأضاف «كمال» أن الأمر الذي دعا المبعوث الأممي في سوريا غير بيدرسن، إلى العمل على وقف كامل وفوري لإطلاق النار على المستوى الوطني في سوريا، لتمكين القيام بجهد شامل للقضاء على فيروس كورونا في هذه البلاد، بعد أكثر من 9 سنوات من الحرب؛ إذ يعد السوريون هم الأكثر ضعفًا في مواجهة فيروس «كوفيد-19»، فالمنشآت الطبية إما دُمرت أو تدهورت، وهناك نقص في المواد الطبية الأساسية والكوادر الطبية، ويعيش النازحون واللاجئون والمعتقلون والمختطفون الذي يفوق عددهم الـ6.5 مليون سوري في ظروف تجعلهم أكثر عرضة لخطورة الإصابة بالفيروس المميت.
نقاط تركية
وفي الوقت الذي يزال فيه الجيش التركي مستمرًا على دعم نقاطه المنتشرة في إدلب بالإمدادات العسكرية المختلفة، حتى بعد قرار وقف إطلاق النار المُبرم، كان هناك ما يقارب من 110 آلاف نازح سوري تمكنوا من العودة إلى ديارهم في شمال غربي سوريا؛ حيث إن هناك حوالي مليون مدني نزحوا من مناطقهم بمحافظة إدلب، وتفرقوا إلى مخيمات قريبة من الحدود التركية – السورية، ومنهم من توجه إلى بلدات أخرى، وذلك إثر العمليات العسكرية التي شهدتها المحافظة منذ أواخر عام 2019.
لكن اليوم، ومع إصرار روسيا وتركيا على تنفيذ الاتفاق عبر بند تسيير الدوريات المشتركة على طريق «M4»، لم يعد بالإمكان حصر عدد النقاط التركية في إدلب ومحيطها، بحسب سكان تلك المناطق، ولم تعلن تركيا عن عدد مقاتليها أو نوعية الإمدادات والأسلحة التي تدفع بها إلى المنطقة.
وذكر معهد «دراسات الحرب» الأمريكي، الذي قام بتقدير عدد المقاتلين الأتراك الذين دخلوا إلى الشمال السوري بالفترة بين 1 من فبراير و31 من مارس الماضيين، نحو 20 ألف مقاتل، وبحسب دراسة نشرها المعهد في مطلع أبريل الجاري، فإن المقاتلين الأتراك عبارة عن قوات خاصة تركية ذات خبرة، إلى جانب الوحدات المدرعة والمشاة المعروفة أيضًا باسم «الكوماندوز»، بما في ذلك لواء «الكوماندوز الخامس» المتخصص في العمليات شبه العسكرية والحروب الجبلية.
وللمزيد.. بحثًا عن المال.. فصائل إدلب تستغيث بـ«الصحة العالمية» لمواجهة كورونا





