ad a b
ad ad ad

«تحرير الشام» تغلق مساجد إدلب.. وقادة الهيئة ينشقون ويهاجمون القرار

الخميس 16/أبريل/2020 - 11:34 م
المرجع
سارة رشاد
طباعة

مازال القرار الذي أصدرته ما تسمى حكومة الإنقاذ، التابعة لهيئة تحرير الشام الإرهابية في شمال سوريا، مطلع أبريل 2020، وخاطبت فيه وزارة الأوقاف بإدلب بالتعميم على خطباء المساجد بالمدينة الحدودية، بتعليق صلاة الجمعة لأسبوعين؛ تجنبًا لانتشار فيروس كورونا المستجد، محل خلاف بين قادة الهيئة.


 انتقاد متصاعد وانشقاقات بالجملة

فبينما تخشى «تحرير الشام»، تبعات انتشار الفيروس في الأماكن التي سيطرت عليها، جاءت أصوات ناقدة من قيادات منشقة عن الهيئة للقرار، معتبرةً أن غلق المساجد بدعة وابتعاد عن الدين، حسب وصفهم.


وتلتزم الهيئة الصمت تجاه الانتقاد، فيما صعدت تلك القيادات الرافضة للقرار، وعلى رأسهم أبو اليقظان المصري، الذي نشر عبر قناته على تيليجرام، صورًا له وهو يقف أعلى منبر، وعلق عليها «من خطبة اليوم بعنوان أشدُّ حبًا لله».


مؤكدًا رفضه الكامل لغلق المساجد لأي سبب كان، زاعمًا أن كورونا باعتباره محنة يزيد من أهمية المساجد؛ إذ تكون المكان الذي يعود إليه المسلم للدعاء.


وأضاف أنه «قد يمنع الناس من صلاة الجمعة، ومن حضور الجماعات في المساجد، إذا انتشر الوباء في البلدة، ولكن لا تغلق المساجد».


بدوره علّق القيادي العائد إلى الهيئة بعد انشقاقه لبضعة أيام، جمال زينية الملقب بـ«أبو مالك التلي»، على قرار غلق المساجد، قائلًا خلال فترة انشقاقه: «إن الأمة الإسلامية ابتليت بتعطيل الجمعة والجماعات في المساجد؛ بحجة انتشار الوباء والمحافظة على حياة الناس، دون ضبط الأسواق المكتظة التي تكثر فيها المنكرات»، متابعًا، أن ذلك فيه امتناع عن تعظيم شعائر الله.


واشترط لإغلاق المساجد، إجماع أهل الشرع على حتمية غلقها، إلى جانب منع أي شكل من أشكال التجمعات، الموجودة في الحياة اليومية.


وكان «التلي» قد وجه انتقادًا للهيئة؛ لتبرير قرار انشقاقه؛ إذ قال: «إن رأيه لم يعد يؤخذ به داخل الهيئة، وكثير من الأمور داخلها لم يعد يعرف عنها شيئًا».

«تحرير الشام» تغلق

الضوء الأخضر الأمريكي

ويأتي قرار غلق المساجد وتعليق صلاة الجمعة بمدينة إدلب، تزامنًا مع محاولات من قبل تحرير الشام؛ لتقديم نفسها للمجتمع الدولي، وتحديدًا أمريكا، ككيان معتدل غير جهادي؛ لتجنب أي قرارات بحلها أو تفكيكها.


ويتسق ذلك مع تقارير تقول: إن أمريكا تستعد لخلق دور لتحرير الشام بسوريا في الفترة القادمة؛ إذ قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، أواخر يناير 2020: إن تحرير الشام لم تمثل أي خطر على المستوى الدولي، وتركز نشاطها على محاربة النظام السوري فقط.


وبينما اعتبرت هذه التصريحات ضوءًا أخضر من أمريكا بالرضى عن الهيئة، فظهر زعيم الهيئة «أبو محمد الجولاني»، على موقع مجموعة الأزمات الدولية، فبراير2020؛ ليتحدث عن عدم اتخاذ الهيئة من سوريا قاعدة؛ لتنفيذ عمليات على المستوى الدولي.


واعتبر منح مساحة للجولاني للظهور على الجمهور الأمريكي، بمثابة تحسين لصورة الجولاني وتنظيمه، وفي ذلك السياق، يفهم تصرفات وقرارات الهيئة المتباعدة بها عن السلوك الإرهابي، مثل قرار غلق المساجد، وإن كانت في داخلة على قناعة بالفكر المتطرف.

محمد فراج أبو النور
محمد فراج أبو النور

الهيئة إرهابية

وفي تصريح للمرجع، يؤكد الكاتب السياسي، محمد فراج أبو النور، على إرهاب الهيئة وانتمائها غير المشكوك فيه لتنظيم القاعدة، معتبرًا أن خطتها نحو تحسين صورتها أمام العالم، لن تنجح إلا برعاية تركية أمريكية.


وشدد أبو النور على أن الهيئة ستواجه أزمة مع القيادات المتطرفة داخلها أو المنشقة عنها، مشيرًا إلى أنها قد تلجأ إلى تصفيتهم أو استبعادهم من داخل صفوفها، كما حدث مع «أبو اليقظان» قبل عام.

"