وطن الإنسانية.. الإمارات تساعد ماليزيا في مواجهة كورونا

منذ انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، سعت دول عدة لتوفير المعدات الطبية اللازمة لمكافحة الفيروس؛ ما دفع بعض الدول لطلب دعم ومساعدات طبية من بلدان العالم، ولأن الإمارات كانت من أولى الدول التي قدمت الدعم الطبي للدول التي تفشى بها الفيروس كالصين وإيران، وإمدادها بالأدوات اللازمة لكل من اليمن وأفغانستان، ومساعدتها لطلاب السودان، بعد إجلائهم من مدينة ووهان الصينية «معقل انتشار الفيروس»، كل ذلك دفع ماليزيا إلى السعي للحصول على مساعدات طبية من الإمارات.

طلب ماليزي واستجابة إماراتية
وأعلن وزير الخارجية الماليزي «داتوك سيري هشام الدين حسين»، في 24 مارس 2020، أن الحكومة الماليزية ستتوجه إلى دولتي الصين والإمارات للحصول على الخبرة والمعدات الطبية اللازمة؛ للحد من انتشار كورونا في البلاد، مبينًا أن الحكومة ستسعى عبر علاقاتها الجيدة مع «أبوظبي» للحصول على المعدات الطبية، مشددًا على أن الإمارات تمتلك قدرات كبيرة في المنطقة، يمكن أن تستفيد منها ماليزيا في هذا المجال، وبين أن الإمارات مستعدة لمد العون بكل أشكاله، ومن المنتظر أن يتم إجراء تفاوض بين البلدين بشأن ذلك.
وفي إطار ذلك، أعلن سفير الإمارات في ماليزيا «خالد غانم الغيث» استعداد حكومة بلاده للتعاون مع ماليزيا في مكافحة «الكوفيد-19»، وإمدادها بكل المعدات التي تريدها.
وبلغت حالات الإصابة بفيروس كورونا في ماليزيا 2470 حالة، وارتفع إجمالي الوفيات إلى 34 حالة، وهي ثالث أعلى دولة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بعد الصين وكوريا الجنوبية، وفقًا لما أعلنته وكالة الأنباء الماليزية «برناما»، في 25 مارس 2020.

خفوت الأصوات
ومن الأسباب التي دفعت ماليزيا للتوجه إلى الإمارات تحديدًا.. إدراكها أنها الدولة الوحيدة التي يمكن أن تساعدها على مكافحة الفيروس، والتي ستستجيب فورًا للنداء الماليزي، خاصةً أن منظمة الصحة العالمية صنفت «أبوظبي» من الدول الرائدة للتصدي لانتشار الفيروس.
ولذلك لم تلجأ ماليزيا إلى كل من قطر وتركيا -حلفائها- الذين باتوا يهللون عند انعقاد قمة كوالالمبور في ديسمبر 2019، وبات إعلامهم يوجه الانتقادات إلى باقي الدول العربية، أما في حالة وجود أزمة إنسانية، خرست وسائل الإعلام القطري والتركي، حول مبادرات الإمارات ومساعداتها للبلدان للخروج من الوباء المتفشي في تأكيد سافر، بأن تلك الأنظمة وما يشابهها، لا يهمها سوى مصالحها فقط، بغض النظر عن مصالح الدول الأخرى، وتعلي المصلحة السياسية على أي اعتبارات إنسانية.
وبالطبع، لم تكن هذه المرة الأولى التي تقدم فيها الإمارات مساعدات لماليزيا لمواجهة الأزمات الإنسانية والكوارث الطبيعة، كما في فبراير 2015، وقدمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي المساعدات الإنسانية لمساندة المتضررين من الفيضانات التي شهدتها ماليزيا، ووفرت الهيئة قوارب لتسهيل تنقل السكان في المناطق التي غمرتها مياه الفيضانات، إضافةً لتوزيع المساعدات العينية بمختلف أشكالها على السكان المتضررين.

وطن الإنسانية
وتفاعل الناشطون من مختلف دول العالم على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، مع الطلب الماليزي؛ للحصول على مساعدات من الإمارات، وأطلقوا «هاشتاج» جاء تحت عنوان «الإمارات وطن الإنسانية»، ورأوا أن ما دفع ماليزيا للسعي للحصول على الدعم الإماراتي؛ لأن «أبوظبي» تساعد كل الدول في جميع أنحاء العالم، ولأن الإمارات هي عاصمة الإغاثة والإنسانية عالميًّا، ونموذجًا مشرفًا لدولة السلام، وبينوا أنه رغم أن دول العالم تغلق حدودها وتكافح لتوفير احتياجات شعوبها، إلا أن الإمارات ترسل المساعدات، وتجلي الرعايا، وتضع الإنسان في مقدمة اهتماماتها.
للمزيد: اتصالات محمد بن زايد الإنسانية مع الزعامات الدينية والاقتصادية في العالم لمواجهة «كورونا»