الأخت الجديدة.. سياسة الإخوان في أستراليا لاختراق المجتمع النسائي

 يكتسب الحدث الذي يعيشه الكيان الإخواني المسمى "مجلس الأئمة الفيدرالي الأسترالي" ويتمثل في ضم سيدة بين أعضائه، دلالة سببها التعارض مع نظرة الإخوان العامة نحو دور المرأة.

ويعود الحدث إلى الأول من مارس 2020، عندما أعلن "الفيدرالي الإسترالي" خلال اجتماعه الثالث عشر، برئاسة شادي سليمان إنشاء مجلس إستشاري وطني للمرأة تحت إدارة مجلس الأئمة، هدفه -كما جاء خلال الاجتماع- الاهتمام بشؤون المرأة المسلمة.

ويمثل ذلك اختلافًا مع الفكر الإخواني الذي يحصر المرأة في كونها مربية للأجيال، وهو ما فُسر على أنه محاولة إخوانية لاختراق مجتمع المرأة الأسترالية.

 زينب الغزالي.. الأخت تبايع على السلم

لا يختلف تعامل الإخوان مع المرأة عن بقية التنظيمات التي ترى جماعة الإخوان أن لديها تشويشًا في فهم الدين.

وتنظر الجماعة إلى المرأة كشخص أقل درجة من الرجل، ومن ثم يتوقف ترتيبها داخل التنظيم عند درجة "منتسب/ أو منتظم" لا تتخطاها، وهي درجة دنية في تسلسل الترقي الذي صممته الجماعة للأعضاء المنضمين لها.

وأمام هذه النظرة، تكون المرأة مطالبة في هذه الدرجات بالإذعان التام وإعلان طاعتها ورغبتها في الانضمام للجماعة، لكنها تحرم لنفس السبب من  المجيء بالنص المعروف ببيعة على عكس الذكور.

الأمر لم يتوقف عند ذلك فقط بل تحرم المرأة لديهم أيضًا من أن تعلن انتماءها للجماعة في الوضعية المنصوص عليها في كتب الإخوان من الجلوس أمام المرشد وتلاوة نص البيعة أثناء وضع اليد على المصحف.

 وأثبتت الممارسات أن هذا المشهد يقتصر على الرجال فقط، حتى أن زينب الغزالي، أبرز نساء الجماعة، على الرغم من ثقلها داخل التنظيم فإنها  أعلنت تبعيتها لحسن البنّا على السلم وبنص ارتجالي.

وعن ذلك تقول في مذكراتها التي نشرتها في رواية  بعنوان "أيام من حياتي": " فقد كنت ذاهبة إلي صالة دار الشبان لإلقاء محاضرة، والتقيت بالأستاذ البنا فقلت له ونحن نصعد الدرج: "اللهم إني أبايعك على العمل لقيام دولة الإسلام وأرخص ما أقدم في سبيلها دمي، والسيدات المسلمات بشهرتها" فقال: "وأنا قبلت البيعة".

ويتفق ذلك مع المنظومة الإخوانية تجاه المرأة فـ"الأخت" داخل الجماعة لا يحق لها تولي أي مناصب إدارية ولا يكون لها حق الانتخاب، وحال تم تكليفها بأي عمل إداري يكون زوجها أو أخوها المسؤول الاسمي وتقوم هي فعليًا بالتنفيذ.

وفي ضوء ذلك، يكون دور المرأة هو تربية الأبناء. وتنص كتابات الإخوان على أن هذا الدور يحمل من الأهمية قدرًا كبيرًا لاعتبارها منتجة الأجيال القادمة.

وترى الجماعة في هذا التبرير منطقًا كافيًا لإقناع عضواتها بأهمية دورهن الذي يأتي دائمًا في المرتبة الثانية.

للمزيد... مجلس الأئمة الأسترالي.. الفكر الإخواني يستقطب الأسر المسلمة بذريعة حماية الفتيات