ad a b
ad ad ad

«البوركيني».. أداة نساء «الإخوان» لتجنيد مسلمات أستراليا

الأربعاء 29/أبريل/2020 - 04:28 م
المرجع
سارة وحيد
طباعة

على مدار عقود، استخدمت جماعة الإخوان، قطاع «الأخوات» في مؤسساتها، لتجنيد الفتيات، واختيار من يصلح من بينهن للتنظيم، تلك الاستراتيجية انتهجتها الجماعة أيضاً لتجنيد المسلمات فى أستراليا ولكن بشكل آخر، مستغلة لباس البحر الإسلامى المعروف بـ«البوركيني» كوسيلة للتقرب إليهن.

ومع انتشار «البوركيني»، وتضارب أصوات المنظمات الحقوقية حول اللباس الإسلامي للمرأة في أوروبا ما بين التأييد والرفض والمنع، بدأت نساء الإخوان في أستراليا فى استخدام هذا الزي كأحد الأسلحة الحديثة لجذب وتجنيد المزيد من المسلمات، والمساهمة في نشر أفكارهن بين عموم النساء في أستراليا.

في النصف الثاني من عام 2017، حظى زي «البوركيني» بإقبال كبير بين المحجبات في أستراليا، بالتزامن مع  حظر بعض الدول الأوروبية ومنها فرنسا وإيطاليا وألمانيا ارتداؤه على الشواطئ وفى المسابح، وفرض غرامات على من يرتدينه، لاسيما بعد سلسلة الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها فرنسا منذ عام 2015.

وهنا استغلت نساء الجماعة هذا الحظر ولعبت على وتر «مواجهة العنصرية ضد المسلمات في أوروبا»، وشرعن في تأسيس مجموعة أطلقن عليها اسم «سباحة الأخوات»، وعللت القائمات على تلك المجموعة السبب في إنشائها بالرد على بعض مظاهر العنصرية التي شهدها الغرب مؤخرا ضد المحجبات، وكان من بينها حظر البوركيني، وانضم بالفعل إليهن نحو 200 عضوة في أقل من شهر.

 الكاتب الفرنسي محمد
الكاتب الفرنسي محمد سيفاوي
دعاية للجماعة الإسلامية

بالرغم من انتقاد لباس السباحة (بوركيني) من قِبَل السلفيين التقليديين والإخوان، في أكثر من بيان لهم منذ بداية ظهور هذا الزي، بجانب أن الأخوات في الجماعة لا يذهبن برفقة أزواجهن إلى المسابح والشواطئ، فإن جماعة الإخوان استخدمت حظر ذلك الزي، كذريعة للدعاية للجماعة في الدول الأوروبية.

وبهذا الشأن، ذكر الكاتب الفرنسي محمد سيفاوي، في كتابه (التقية كيف تريد جماعة الإخوان المسلمين التسلل إلى فرنسا)، أن «البوركيني» ليس سوى «حجاب إسلاموي»، ولا يعكس حقيقة الدين الإسلامي الذي لم يفرض الحجاب كمطلب صريح، وأن الأمر لا يعدو كونه دعاية تحاول جماعة الإخوان وغيرها من التيارات السلفية، التكسُّب منها على حساب الدولة.

وتابع «سيفاوي» في كتابه أنه يتم تشجيع المرأة على ارتداء هذا الزي، لأنه جزء من استراتيجية التبشير التي تجعل من الإسلام مرئيًّا في كل مكان، واصفا التظاهرات التي تمت بلباس السباحة البوركيني؛ بكونها مجرد" سيرك" قدَّمه بعض النساء اللواتي استخدمنه لإيصال رسالة ذات دلالات أيديولوجية وسياسية، لا تخدم صورة المسلمين ولا صورة الإسلام.

كما أكد أن عملاء جماعة الإخوان، يحاولون زرع فكرة بسيطة في أذهان المسلمين، ألا وهي أن المعتقدات الشخصية تحل محل قوانين الجمهورية وقواعدها واستخداماتها في جميع الظروف؛ فالأمر لا يتعلق بأسلمة الدول بقدر ما هو الاستيلاء على السلطة داخل المجتمع المسلم الأوروبي، ليكون هذا التنظيم قادرًا على فرض عدد معين من الخيارات المجتمعية.


حميد زنار
حميد زنار
تجنيد المسلمات للسيطرة على الدولة


«تعويد العالم الأوروبي على رؤية البوركيني في المسابح لتحضيرهم لما هو آت» كانت أيضًا رسالة الباحث والمفكر السياسي الجزائري حميد زنار، والذي أكد في مقال له بعنوان «البوركيني سلاح الإخوان المتطور لمواصلة مسلسل البكائيات» نشر فى صحيفة «العرب» اللندنية، أن الإخوان يسعون لتجنيد أكبر عدد من المسلمات من خلال معركة «البوركيني» للدفاع عن حريات مشبوهة بتقديم الأمر على أنه تمييز ضد المسلمات من أجل خلق بلبلة ولعب دور الضحية.

وتابع في المقال أن «البوركيني» إحدى طرق الإخوان الخبيثة التي يعملون من خلالها على خلق ميزان قوى يضغطون من خلاله على الدول الأوروبية وتحديدًا السلطات الفرنسية، متابعًا أن ذلك هو أسلوب الإخوان في الأسلمة، إذ يدفعون بتلك «البوركينيات» للمطالبة بمعاملة خاصة تسبيقا لإيمانهن على قوانين البلد، وهكذا يقضمون الفضاءات شيئا فشيئا، ويحاربون الحرية باسم الدفاع عن الحرية.

كما أشار إلى أن الإخوان يهدفون إلى تعويد الناس على رؤية البوركيني في المسابح وعلى الشواطئ من أجل تحضيرهم لما هو آت من أسلمة قد تذهب بعيدًا جدًا، وتحاول الإخوانيات المرتديات للبوركيني تمرير الأمر على أنه عبارة عن مطالبة المجتمع الأوروبي بالتكيّف مع ممارسة دينية إسلامية، وتوسيع من مجال الحريات الفردية، بينما الحقيقة هي السعي الحثيث والمتواصل إلى جعل بعض الفضاءات خاضعة لتصوّر الإخوان المسلمين للدين الإسلامي.


الحفاظ على الهوية الإخوانية


وبالرغم من أن نساء الجماعة يزعمن تشجيع النساء على ارتداء «البوركيني»، كرغبة منهن في الاندماج مع العلمانية والانفتاح لا التطرف، إلا أن الهدف الرئيسي من هذا الزي هو تمييز ذاتهم عن المجتمع الأوروبي، للحفاظ على هويتهم الإخوانية، وهذا ما أكد عليه الباحث الجزائري حميد زنار، موضحًا أن جماعة الإخوان تطالب منذ 30 عامًا بالحق في ارتداء الحجاب بالمدارس وتخصيص أوقات للنساء المسلمات في المسابح وأماكن للصلاة في أماكن العمل، وبالتالي البوركيني هو بداية لتحقيق أهدافهم، ورغبة منهم للتميز عن المجتمعات الأوروبية، والحفاظ على هويتهم.

 للمزيد.. أخوات المقاصد المحددة.. نساء «الإخوان» في مهمة تجنيد المرأة الأسترالية  

"