إخوان الجزائر.. انتهازية راسخة على وقع الأزمات


تذبذب المواقف
على الرغم من أن حركة «حمس» أوضحت أنها تثمن فتوى تجنيب
المساجد أن تكون مكانًا لنقل العدوى وانتشارها، مع المحافظة على استمرار الشعيرة
وفق ما يقرره العلماء والجهات المسؤولة، فإن رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية
عبدالله جاب الله، انتقد ما سماه "تعطيل الجماعات والجمعات"، مؤكدًا أن غلق
المساجد وتعطيل الصلوات بسبب انتشار فايروس كورونا يحتاج إلى التريث.
وقال في منشور عبر صفحته بموقع التواصل «فيس بوك»: إن أمر
المساجد والصلوات ليس كغيره ولا يقاسُ بغيره، فالصلاة هي أحب الأعمال إلى الله
تعالى وهي الفريضة التي لا تسقط على المسلم أبدًا من ساعة تكليفه إلى الوفاة،
وتؤدّى في جميع الأحوال والظروف بالطريقة المقدورة، زاعمًا أن ظهور الأمراض الجديدة
جاء بسبب تفشي الفاحشة بين الناس وحول ما وصفها بـ«محاولات الهروب من كورونا» من
خلال تطبيق «الحجر الصحي».
ويوجد في الجزائر 5 حركات تنتمي لتيار الإخوان، بعضها منشق عن أخرى،
وهي: «حركة البناء» المنشقة عن «حركة مجتمع السلم»،
و«جبهة العدالة والتنمية» المنشقة عن تياري «النهضة» بالإضافة
إلى «الإصلاح».

انتهازية راسخة
في يوليو 2019 اتهم حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية
بالجزائر، التيارات الإخوانية في البلاد بـ«الانتهازية والخوف من الديمقراطية
والشفافية».
وشن محسن بلعباس، رئيس الحزب، المعروف اختصارًا بـ«الأرسيدي»، هجومًا لاذعًا على كل من "عبدالله جاب الله"
رئيس ما يعرف بـ«جبهة العدالة والتنمية» الإخوانية، و"عبدالرزاق
مقري" رئيس ما تُسمى «حركة مجتمع السلم» الإخوانية، قائلًا إنهما
يتحليان بـ«انتهازية راسخة».
ويرى مراقبون أنه بعد فشل الإخوان فى الجزائر في ركوب موجة الحراك
الشعبي وما تعرضوا له من لفظ شعبي غير مسبوق، يحاولون استغلال أي أزمة في البلاد
لفرض منطقهم وتمرير أجنداتهم عبر تصريحات متناقضة ومواقف متملقة للحكومة حينًا، ثم
الزعم بتبني مطالب المتظاهرين حينًا آخر.

ليس لهم قوة في الحراك
من جانبه قال الدكتور محمد مجاهد الزيات، مدير المركز القومي لدراسات
الشرق الأوسط بالقاهرة، إن إخوان الجزائر ليس لهم تأثير في تعليق أو استمرار
الحراك الشعبي في البلاد، فهم ليسوا القوى الرئيسية المحركة للحراك الشعبي، فهناك
طوائف وفئات من الشعب هي المحرك، مؤكدًا أن البيان الذي أعلنته حركة مجتمع
السلم «حمس» بشأن إطلاق المعتقلين على وقع أزمة كورونا، لن يكون أداة ضغط
على حكومة الجزائر.
وأضاف في تصريح لـ«المرجع»، أن هذا البيان جاء بهدف إثبات وجودهم
في الحراك الشعبي، والحقيقة أنهم ليس لهم أي تأثير أو دور، ولن يؤخذ برأيهم أو
مقترحاتهم.
وأوضح مدير المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، أن الرئيس الجزائري
عبدالمجيد تبون، لم يتخذ أي قرار ضد الإخوان خلال الفترة الحالية، وذلك يرجع إلى
أن الجماعة مازالت تسيطر على بعض الجهات في الدولة.
المزيد: حزمة عقوبات تطوق «حزب الله».. وخبير
لـ«المرجع»: تُقلّص نفوذه في لبنان