يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

ثلاثون عامًا من الانتهازية.. إخوان الجزائر وتاريخ من الغباء السياسي والمبادرات الفاشلة

السبت 28/مارس/2020 - 09:48 ص
المرجع
منة عبد الرازق
طباعة

تحاول جماعة الإخوان بالجزائر- عبر ذراعها السياسية حركة مجتمع السلم «حمس» بقيادة عبد الرزاق مقري- الاستحواذ على المشهد السياسي مرة أخرى، مستغلة الحراك الشعبي الذي انبثق منذ فبراير 2019  ضد الولاية الخامسة للرئيس الجزائري بوتفليقة، محاولة لتمرير مبادرات تصب في صالحها السياسي بشتى السبل، استمرارًا لنهج الجماعة الفاشل منذ تسعينيات القرن العشرين.


ثلاثون عامًا من الانتهازية..

سياسة فرض المبادرات

منذ 2011، وحتى انتفاضات 2019، تحاول الحركة فرض مبادرات والدخول بأغلب التحالفات للسيطرة على الأوضاع السياسية.  

تأسست حركة السلم عام 1990 على يد الشيخ محفوظ نحناح، وتعتبر أحد أحزاب التحالف الرئاسي الحاكم في الجزائر، وفي 1991 عقد أول اجتماع للحزب لوضع منهجيته السياسية، ومنذ الوهلة الأولى سارع الحزب في المشاركة في الانتخابات التشريعية في ديسمبر من العام ذاته وتروج الحركة لنفسها بأنها "لم تكف عن محاولات جمع الشمل ورأب الصدع"، بل لم تتأخر عن تقديم المبادرات السياسية التي وصفتها بالإصلاحية ومحاولة جمع الشتات، ما جعلها تُوصف «بحركة المبادرات».

التوافق الإخواني

وفي صيف 2016 طرحت حركة حمس «مبادرة التوافق الوطني»؛ تمهيدًا للانتخابات التشريعية في عام 2017، للمشاركة بين الأحزاب بثلاثة شروط وهي؛ انتخابات تشريعية ذات مصداقية، وكتلة برلمانية، ورؤية سياسية واقتصادية توافقية، وبررت فشل هذه المبادرة بسبب التزوير الفاضح للانتخابات كما زعمت، لتعيد طرحها مرة أخرى في منتصف 2018، بشأن التوافق على مرشح رئاسي في الانتخابات التي كانت مقررة في ربيع 2019، وفشلت هذه المحاولة أيضًا؛ حيث لاقت ردود أفعال رافضة لها من جبهة التحرير الوطني الذي أبدى تحفظه على  الأفكار والمواقف التي لا تتماشى مع توجهات الحزب.

كما رفضها حزب التجمع الوطني الديمقراطي برئاسة رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحي والذي يعتبر ثاني قوى سياسية بالجزائر، وبهذا خسرت المبادرة دعمًا حزبيًّا السلطة وأكبر كتلة موجودة بالجزائر، ورفضهم التام لوجود فترة انتقالية قد تستغلها جماعة الإخوان وحلفاؤها وأن الإجماع السياسي يتنافى مع فكرة التعددية الحزبية، فضلًا عن رفضه لإقحام الجيش في الصراعات على السلطة.

ورغم اعتراف ضمني بفشل هذه المبادرة على الموقع الرسمي للحركة، واعترافهم بأنه هناك ردود أفعال متباينة حول المبادرة، فإنهم متمسكون بها لأنها مبادرة وطنية وليست سياسية كما وصفوها.

 


ثلاثون عامًا من الانتهازية..

مبادرات فاشلة

رغم تحالف الحركة مع أغلب التحالفات، وفشلها، فإنها لم تكف عن طرح المبادرات طيلة الثلاثين عاماً الماضية منذ التسعينيات، والتي وصفها السياسيون بأن مبادراتهم الأخيرة تسير نحو الفشل شأنها شأن المبادرات التسع الأخرى الماضية.


ففي كل انتخابات تشريعية أو رئاسية تحاول الحركة طرح مبادرة تخدم مصالحهم، لدرجة أن رئيس الحزب «مقري» نشر كتابًا بعنوان «مبادرات حل الأزمة» منذ 1990 وحتى 2019، قبل إعلان فوز الرئيس الجزائري "عبد المجيد تبون" بشهر.

وكانت أولى هذه المبادرات هي مبادرة التحالف الوطني الإسلامي سنة 1990 في محاولة منهم لجمع الحركات والأحزاب السياسية الإسلامية؛ لكن هذه المبادرة لم تفلح بسبب موجة التطرف كما وصفوا، والثانية مبادرتا وحدة التيار الإسلامي سنتي 1991, 1992،  مبادرة نداء السلام الوطني في فبراير 1992، ومبادرة مبادرة مجموعة السبعة لنفس العام، مبادرة الصلح الوطني في مارس 1995 وهي مبادرة فريدة من الحركة لمواجهة الصراع الدموي والإرهاب بعد فشل مبادرتين من السلطة كما وصفوا وانسحابهم من مبادرة عقد روما، ومبادرة الجدار الوطني عام 1997، اعترف المقري في كتابه أن بعد فشل جميع المبادرات السابقة حاولوا طرح هذه المبادرة  للتوجه نحو ما أسموها الشرعية الشعبية والعودة للانتخابات بسبب ما زعموا أنه تزوير الانتخابات والانهيار الأمني، ومبادرة التنسيقية الوطنية لمكافحة التطبيع والتمدد الصهيوني، حسب ادعائهم، ومبادرة فساد قف 2006، ومجموعة الدفاع عن الذاكرة والسيادة عام 2012 ضد التطبيع وسيادة اللغة الفرنسية.

انتهازية مكشوفة

في كل مرحلة انتقالية سياسية تحاول حركة حمس تقديم مبادرات تنتهز فيه الموقف السياسي بما يخدم أهدافها، والتلون مع كل فصيل وحقبة سياسية، فرغم رفضها مبادرة الحوار قبل الانتخابات الرئاسية في نهاية 2019، فإن الحزب أعلن دعمه للرئيس الجديد في جلسة مع وفد من الحزب كمحاولة لكسب تأييد الكل، رغبة في طرح مبادرات جديدة تتماشى مع الوضع السياسي الجديد.

 للمزيد..على إيقاع الجماعة الأم.. إخوان الجزائر تؤدي رقصة الموت الأخيرة

 

"