ad a b
ad ad ad

خلافات المصالح تشتعل داخل ميليشيات سوريا وليبيا.. والقضيتان على وشك الحل

الخميس 05/مارس/2020 - 10:56 م
المرجع
سارة رشاد
طباعة

تتواصل الحروب على الفصائل الإرهابية في كل من ليبيا وسوريا؛ إذ تواجه الجماعات المسلحة حملات عسكرية يشنها الجيشان الليبي والسوري على الترتيب؛ لتصفية الوجود الإرهابي على أراضيهما.

خلافات المصالح تشتعل
آخر المعاقل
تعتبر مدينة إدلب آخر نقاط تجمع الفصائل في سوريا، بعدما نجح الجيش السوري في استعادة السيطرة على كامل الجغرافيا السورية، تعتبر مدينة طرابلس هي الأخرى، آخر معاقل الإرهابيين في ليبيا، بعدما فرض الجيش الليبي سيطرته على الشرق والجنوب الليبي.

الحرب على الإرهاب ليست هي النقطة الوحيدة في التشابه بين الملفين الليبي والسوري؛ إذ تمثل خسارة كل من الدولتين خسارة كبيرة لتركيا باعتبارها الداعم الأبرز للميليشيات؛ إذ تعني خسارة أي منهما، خسارة للنفوذ التركي كله داخل تلك الدولة المفقودة.

مؤخرًا حلَّ تشابه جديد، ملخصه الخلافات الداخلية بصفوف كل من ميليشيات إدلب وطرابلس، وإذا كانت الخلافات وفقًا لشهادات الفصائل عبر قنواته على تيليجرام قد تسببت في تسهيل مرور الجيش السوري إلى المساحات الخاضعة للفصائل، فهل ستكون حلًّا في ليبيا لإنهاء المعارك لصالح الجيش الليبي؟

وتمر جبهة الفصائل في سوريا بخلافات داخلية؛ إذ تحمل الفصائل هيئة تحرير الشام، كبرى الفصائل العاملة في إدلب والحاكمة لها، مسؤولية فقد أراضي لصالح الجيش السوري، متهمين إياها بالخيانة والانسحاب من المعارك.

بشكل متوازي، دبت الخلافات داخل صفوف الفصائل الليبية؛ إذ هاجم وزير حكومة الوفاق، فتحي باشاغا، ميليشيا طرابلسية الأمر الذي دفع الأخيرة لاتهام الأول بتبني مشروع مصراتي؛ لتمكين الميليشيات المصراتية الإخوانية بالعاصمة على حساب الميليشيات الطرابلسية.

وكان باشاغا قد تطرق في مؤتمر صحفي، الأحد قبل الماضي، إلى دور غير قانوني تقوم به ميليشيا النواصي «طرابلسية»، متوعدًا بمحاسبتها.

وزعم وزير داخلية السراج، خلال المؤتمر الصحفي، أن ما أسماه بـ«جهاز المخابرات» يوجد به «ضباط أكفاء»، مشيرًا إلى أن الجهاز تعرض للاختراق من قبل ميليشيا، لم يسمها، في إشارة إلى ميليشيا النواصي.

وقال باشاغا: «إن هذه الميليشيا بدأت تتآمر على الشرطة ومكتب النائب العام، لن نتساهل في التعامل مع الميليشيات التي تستغل الأجهزة الأمنية، وهناك فساد سنواجهه، وسأتعامل معها بالقانون، نحن نريد تفكيك الإجرام والجريمة المنظمة والميليشيات التي تعتدي على الأجهزة الشرطية، مدعيًّا أنه لا يوجد فرق بين كل الميليشيات في كل ليبيا شرقًا وغربًا ونحن ضدها جميعًا.

ولم يتوقف الأمر عند ذلك؛ إذ سارع ما يسمى بـ«لواء الصمود» بقيادة الميليشياوي صلاح بادي؛ للإعلان عن دعم باشاغا في موقفه الأمر الذي بدى مستفزًا لميليشيات العاصمة وسببًا في الهجوم عليه؛ ليتراجع وزير الداخلية خطوة للوراء، قائلًا: «لم أكن أقصد في حديثي عنها كلها، ففيها «شرفاء» وأناس يقاتلون على الطابية وموجودون في التبات، وفيها ناس تستغل المخابرات التي من المفترض أن تعمل معكم.

لكن يبدو أن ذلك لم يكن كافيًا؛ إذ خرج أحد عناصر ميليشيات النواصي ويدعى علي الرملي، في فيديو ليهاجم باشاغا، متوعدًا المرتزقة السوريين الذي أقر بوجودهم في سوريا.

وردًا على ذلك، واصل وزير داخلية الوفاق هجومه، ولكن هذه المرة عبر حسابه على تويتر، قائلًا: «الدولة المدنية، هي التي تضمن الأمن والرفاهية والاستقرار، لن تقوم بوجود التطرف والإرهاب، ولن تقوم بوجود الدكتاتورية والاستبداد، ولن تقوم بوجود أدعياء الثورية والميليشيات، الثوار هم من يساندون الدولة ولا يعتدون على مؤسساتها ويحمون الوطن والمواطن».

وتُوجت هذه المشاحنات الكلامية باشتباكات على الأرض بين الفصائل الإرهابية؛ إذ أفادت مواقع إخبارية ليبية منها صحيفة «الساعة 24»، بأن اشتباكات وقعت بين ميليشيات بعضها محسوب على باشاغا وآخر تحسب على طرابلس وفائز السراج؛ ليصبح السؤال هل ستكون الانشقاقات الداخلية كلمة السر في حسم المشهد العسكري في سوريا وليبيا؟
خلافات المصالح تشتعل
تتفق نورهان الشيخ، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، مع هذه الفرضية؛ إذ تقول: إن الجيش السوري على سبيل المثال لم يقدم على خطوة الحل العسكري في إدلب قبل عامين؛ لعلمه بقوة جبهة الفصائل وقتها، مشيرةً إلى أن القرار جاء فقط عندما تأكدت دمشق من تفرق الفصائل وتناحرها.

ليبيًّا، قال السياسي الليبي عبد المنعم اليسير: إن أمد المعاك في العاصمة طرابلس طال لتوحد صف الميليشيات، مشيرًا إلى أن الخلافات الناشبة ستكون نقطة ضعف مهمة لنفوذ الجيش الليبي إلى قلب العاصمة طرابلس.

ولفت إلى أن الجيش الليبي أمامه فرصة مهمة لإنهاء المعارك لصالحه، موضحًا أن ذلك سيحدث سيحدث، ولكنه يحتاج فقط إلى الوقت.

وشدد على أنه بعد هذه الخلافات فالوقت المنتظر قصير للغاية على حد قوله.

من جانبها، قالت نورهان الشيخ: إن سوريا تطوي الآن صفحة الميليشيات، مشيرةً إلى أن انتصارات الجيش السوري تزيد من عمق الخلافات الداخلية للفصائل.

"