ad a b
ad ad ad

مستقبل «طالبان» بعد اتفاق السلام مع أمريكا

الأربعاء 04/مارس/2020 - 11:05 م
المرجع
سارة وحيد
طباعة

بعد الاتفاق التاريخي الذي وقعته الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان لإنهاء الوجود العسكري للأولى في أفغانستان السبت 29 فبراير 2020، تدور التكهنات حاليًا حول مستقبل حركة «طالبان»، وما الشكل الذي ستظهر عليه.
.



مستقبل «طالبان» بعد

ونصت بنود الاتفاقية على سحب التحالف باقي القوات من أفغانستان خلال 14 شهرًا بعد نشر هذا الإعلان المشترك والاتفاق بين الولايات المتحدة والحركة شريطة أن تفي طالبان بالتزاماتها بموجب الاتفاق".


ووفقًا للاتفاق، ستقوم الولايات المتحدة مبدئيًا بخفض قواتها من خمس قواعد في أفغانستان إلى 8600 جندي، خلال 135 يومًا من الاتفاق، ثم سحب جميع القوات الأجنبية خلال 14 شهرًا.


وتزامنًا مع عملية انسحاب القوات، من المفترض أن تبدأ مفاوضات سلام مباشرة غير مسبوقة بين حركة طالبان وسلطات كابول، وأن يتم إطلاق سراح "نحو خمسة آلاف سجين (من طالبان) ونحو ألف سجين من الطرف الآخر (القوات الأفغانية) بحلول العاشر من مارس2020، كما ستعمل الولايات المتحدة على رفع كل العقوبات المفروضة على حركة طالبان بحلول 27 أغسطس 2020.


بالمقابل، تلتزم حركة طالبان بقطع علاقاتها مع كل الحركات التي تصنفها الولايات المتحدة تنظيمات إرهابية، وعدم استخدام طالبان الأراضي الأفغانية لاستهداف الآخرين



مستقبل «طالبان» بعد

حركة سياسية مشاركة في الحكم 


وفيما يتعلق بمستقبل حركة« طالبان» بعد توقيع ذلك الاتفاق، قال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن مستقبل حركة طالبان مرتبط بالمفاوضات التي ستتم بينها وبين حكومة «كابول»، ففي حالة التزام الحركة بالاتفاق، وتوقف عمليات القتل وأيضًا التزام أمريكا بالجانب الخاص بها المتعلق بسحب قواتها تدريجيًّا من قواعد في أفغانستان، حينها يمكن الجزم بنجاح الاتفاق، وستتحول طالبان لحركة سياسية مشاركة في حكم أفغانستان، كبديل عن قيامها بعمليات إرهابية.


وأضاف في تصريح لـ«المرجع»، أن الاتفاق ماهو الإ وسيلة لمعرفة مدى تقبل الحركة، لإيقاف أعمال العنف، وأيضًا التزام أمريكا بسحب قواتها، متابعًا أن «ترامب» يرغب في تحقيق مكاسب شخصية من هذا الاتفاق، وهو كسب التأييد الشعبي قبل إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وأيضًا الاستثمار في العلاقات الأسيوية الأمريكية. 


وتابع أن نجاح هذا الاتفاق يتوقف على إرادة سياسية من قبل الطرفين، وسحب القوات الأمريكية، ووقف العمليات الإرهابية من قبل طالبان.



مستقبل «طالبان» بعد

الالتزام الأمريكي


بينما قالت نورهان الشيخ، أستاذة العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن مستقبل حركة «طالبان» مرتبط بالمفاوضات التي ستتم بينها وبين حكومة كابول، وغالبًا سيلتزم الطرفان بها، ولكن ما يثير التخوف حاليًا هو مدى التزام الولايات المتحدة الأمريكية بالمعاهدة، لأن ما نراه أنها لن تنسحب بالكامل.


وتابعت لـ«المرجع»، أن هناك تيارًا معارضًا داخل حركة طالبان، فبمجرد عدم التزام أمريكا بانسحاب قواتها بالكامل، ستعتبر المعاهدة لاغية تمامًا، وستعود الحركة لعملياتها الإرهابية مجددًا.
.



مستقبل «طالبان» بعد

انتصار عظيم


ووقع الاتفاق المفاوض الأمريكي «زلماي خليل زاد» ورئيس مكتب الحركة السياسي ونائب زعيمها الملا عبدالغني برادر بحضور وزير الخارجية الأمريكي مارك بومبيو وممثلين عن عشرات الدول.


ووصف زعيم حركة«طالبان» أفغانستان، الملا هبة الله أخند زاده، توقيع اتفاق السلام مع الولايات المتحدة الأمريكية بـ«الانتصار العظيم»، مؤكدًا عبر فيديو بثته الحركة على مواقع تابعة لها، التزام الحركة بالاتفاق المبرم مع أمريكا.



مستقبل «طالبان» بعد

تهديدات الانسحاب


وأثنى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاتفاق الذي وقعته واشنطن وحركة طالبان، بوصفه خطوة لإنهاء أطول حروب الولايات المتحدة وإعادة القوات الأمريكية من أفغانستان.


وبناء على هذا الاتفاق، ستبدأ القوات الأمريكية فورًا، الانسحاب التدريجي، على أن ينخفض عدد الجنود من 13 ألفًا إلى 8600 خلال 135 يومًا، بحسب الاتفاق، لكن تنفيذ ذلك مرتبط بمدى تطبيق «طالبان» بنود الاتفاق والتقدم المحرز في المفاوضات السياسية الداخلية.


وتحذيراً من عدم التزام المتمردين ببنود الاتفاق، أعلن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر أن الولايات المتحدة "لن تتردد في إلغاء" اتفاقها التاريخي مع طالبان في حال تراجعت الحركة المتمردة عن الضمانات الأمنية والالتزام بعقد محادثات مع الحكومة الأفغانية.


والتزم المتمردون بحسب نص الاتفاق «بعدم السماح لأي من عناصرهم أو لأي أفراد أو جماعات أخرى، وبينها القاعدة، باستخدام الأرض الأفغانية لتهديد أمن الولايات المتحدة وحلفائها».


إنهاء عقود من النزاعات


وتأمل الحكومة الأفغانية أن ينجح هذا الاتفاق في إنهاء أربعة عقود من النزاعات، وكذلك فتح باب الحوار بين حكومة كابول والحركة المتطرفة بهدف وضع حد للمعاناة في البلد الفقير، والاتفاق الموقّع ليس اتفاق سلام كونه لا يشمل السلطات الأفغانية الرسمية التي تعصف بها الخلافات، لكنه يمهد الطريق لسحب كامل الجنود الأمريكيين من هذا البلد.


للمزيد: بخفض العنف بين الطرفين.. أمريكا تغازل طالبان وتطالبها بالجدية

"