يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«قراءة الفاتحة» تكشف انتقام بقايا «داعش» من المنشقين عن التنظيم بسوريا

الخميس 27/فبراير/2020 - 04:06 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

مازالت الاغتيالات أهم أدوات بقايا تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، فلم تفرق عمليات القتل الممنهج بين منافسي التنظيم من الجماعات الإرهابية الأخرى، وبين قتل كبار القادة المنشقين أو المدنيين الذين وقعوا في مناطق نفوذه قبل انهياره في البلاد، مرورًا بالذبح أو الحرق أو التعذيب، بما أسموه «مشاوي الخونة»، أو إغراق المعارضين والمنشقين في الماء المغلي، قبل الإجهاز عليهم برصاصة في الرأس، وتمارس خلايا التنظيم الإرهابي المتبقية، عمليات القتل والاغتيال، ضد من يكشفون فضائح التنظيم وسقطاته الشرعية، ومن بينها عدم إجادة قياداته لتلاوة سورة الفاتحة في الصلاة، والتي دفع حياته مقابل لها أحد المنتمين للتنظيم في دير الزور، الذي أعلن اعتراضه على الأخطاء الشرعية لقائده.


للمزيد: بـ«قاعدة بيانات».. السلطات العراقية تلاحق فلول «داعش»

«قراءة الفاتحة» تكشف
فضيحة شرعية
كشف مقتل سعد خليل العجاج، المكنى بـ«أبو إسلام الطياني»، منتصف يناير 2020، فضائح التنظيم الإرهابي في سوريا، وتلفيق الاتهامات للمعارضين، الذين يكشفون أخطاءهم الشرعية، التي طالت أبسط الأمور، ومنها عدم قدرة عدد من قيادات التنظيم على قراءة القرآن بشكل صحيح.

ونشرت مؤسسة التراث العلمي، المنشقة عن تنظيم داعش الإرهابي، في 25 فبراير 2020، اعترافات المنشق السوري «حكيم القرعاني»، على عملية قتل سعد العجاج في دير الزور.

وقال القرعاني: «إن العملية ليست جديدة على التنظيم، فهي جزء من فصل قبيح من جرائم الفرقة المارقة، التي خطتها أيدي أمنيً التنطيم الإجرامي المنقرض، تحت مظلة قائد لا يعرفونه؛ بحثًا عن شيء ينعش أحلام الصعود، بعد السقوط المدوي الذي كان أثرًا متحتمًا للتهاوي الديني المنهجي».

وأضاف القرعاني: «الأربعاء1 يناير 2020»، عند الثامنة والنصف مساءً، كان سعد موجودًا في بيته آمنًا، ففوجيء باقتحام شخصين ملثمين لمنزله، قال أحدهما: أنت سعد؟ فأجاب: نعم أنا سعد، فقال: التفت للحائط، وعائلة سعد وأطفاله ووالدته وزوجته وأخواته جميعهم ينظرون، قال سعد للملثم: ماذا تريد؟ دعنا نفهم، فقال: لا تفاهم، ثم أطلقا النار عليه في وقت واحد، 40 طلقة، فُرغت في جسده وفجعت أهله، كما فقدت والدته الوعي من هول المنظر أمام أطفاله الذين تتراوح أعمارهم ما بين ثلاث إلى خمس سنوات».

هرب الملثمان، وأطلقا النار على المنزل؛ كي يبعدا النظر عنهما، وعقب ذلك تفاجأ الجميع بتبني تنظيم داعش رسميًّا للجريمة على اعتبار أن سعد قيادي في «استخبارات القوات الكردية».

وأكد المنشق في اعترافاته، أن السبب الرئيسي لاغتيال سعد، هو اعتراضه على الأخطاء الشرعية للتنظيم وخلافاته المستمرة معهم في هذا الشأن، والتي بدأت بإنكاره على أميره «همام الطيانة»؛ لعدم معرفته قراءة سورة الفاتحة عند الصلاة بهم إمامًا.
«قراءة الفاتحة» تكشف
وأوضح، أنه رغم خلاف سعد مع التنظيم الإرهابي، إلا أنه كان يأمن جانبهم ويثق فيهم، واتضح فيما بعد أن عملية اغتياله كانت مدبرة، عن طريق توفير شهود الزور، الذين استعان بهم قيادات التنظيم، ولفقوا له اتهامًا يعلمون كذبه؛ للتخلص من انتقاداته الشرعية للتنظيم، مضيفًا أن التنظيم يأخذ بشهادة كل من هب ودب دون تحرٍ؛ حتى إنه نشر اسم سعد خطأ في البيان الذي تبنى فيه اغتياله وكتب «فهد» بدلًا عن سعد، ولهذه اللحظة لم يقدم أي من منتسبي التنظيم الإرهابي دليلًا واحدًا من بعد الحادثة على صحة ادعائهم، وإنما أثبتوا أنهم يستحلون دماء المسلمين بالوشايات الكاذبة والتقارير الكيدية.

وقال: إن التنظيم لم يكن يأبه من البداية بالعقيدة أو المنهج أو الدين، وكثير من الذين يعملون معه الآن من القتلة المأجورين أو الرصاد بائعي الذمة والضمير؛ من أجل المال وتنفيذ الانتقامات الشخصية، فعلى سبيل المثال، أحد أكبر رؤوس المنطقة ممن كان ينتسب لفصيل حركة «أحرار الشام»، وعند سيطرة تنظيم داعش على دير الزور، ذهب إليهم مدعيًّا التوبة، فعمل في المجال النفطي، ولم يلتحق بالتنظيم فعليًّا، بل كان يصرح بكراهيته لداعش، وكان رأسًا في السرقات وهامة في السوء، معلومة الصيت، والآن يعمل لدى الجماعة؛ من أجل جني المال، فتحول التنظيم إلى محض عصابة من المجرمين.

"