الدائرة «18».. ملتقى الإرهابيين في باريس
الإثنين 21/مايو/2018 - 09:25 م

أحمد لملوم
من منا لم يحلم بالتجول في شوارع العاصمة الفرنسية، باريس، حيث رائحة المخبوزات الطازجة تداعب أنوف المارين والملابس الأنيقة تطل من نوافذ المحلات على عشاق الموضة، لكن مع استهداف الإرهاب لفرنسا خلال الأعوام القليلة الماضية، أصبح السائرون في أحياء باريس يشعرون بالخوف من حدوث اعتداء إرهابي يكونون هم ضحاياه.
وتكرر ذكر حي الدائرة الثامنة عشرة في وسائل الإعلام مع حدوث هجمات إرهابية، ويعد الحي السكني هو ثاني أكبر الأحياء الباريسية من حيث عدد السكان، ويبلغ عدد قاطنيه قرابة ربع المليون نسمة، يشكل المهاجرون الغالبية العظمى منهم.
وتم تأسيس حي الدائرة الثامنة عشرة (الواقع على الضفة اليمنى لنهر السين) عام 1859، ويعد من المناطق الفقيرة في فرنسا، وتقطنه طبقة العمال وأصحاب الوظائف المنخفضة والمتوسطة.
واحتل اسم هذا الحي عناوين الصحف العالمية عند وقوع هجمات باريس الدامية في نوفمبر 2015، ما أسفر عن مقتل 130 شخصًا، وعثرت قوات الشرطة الفرنسية على السيارة التي قادها منفذو الهجوم في أحد الشوارع الجانبية، إضافة إلى عثورهم على حزام ناسف ملقي في إحدى سلات القمامة بالحي.
كما شهد الحي السكني محاولة هجوم إرهابي على مركز شرطة الحي باستخدم «ساطور» في يناير 2016، وهو الهجوم الذي تعاملت معه الشرطة بإطلاق النار لتردي منفذه قتيلًا، وعثر معه على رسالة يعلن من خلالها انتماءه لتنظيم داعش الإرهابي.
وقام أتباع التنظيم الإرهابي بتنفيذ عمليات إرهابية جعلت فرنسا أكثر الدول الأوروبية استهدافًا من قبل تنظيم داعش، كانت أولى هذه الهجمات في مارس 2012، عندما قام شاب فرنسي من أصول جزائرية يدعى محمد مراح بتنفيذ 3 هجمات بسلاح ناري في جنوب غرب فرنسا، أوقعت 7 قتلى بينهم 3 عسكريين و3 أطفال.
وخلال تنفيذه عملية طعن بسكين في حي الأوبرا المزدحم بوسط باريس الشهر الجاري، قتل حمزة عظيموف (فرنسي من أصول شيشانية، يسكن في الدائرة الثامنة عشرة)، رجلًا وأصاب 4 آخرين قبل أن تطلق عليه الشرطة النار وتقتله.
وأحبطت الشرطة الفرنسية خطة لتنفيذ هجوم إرهابي بسم «الريسين» بداية هذا الأسبوع، كان يخطط له شاب جامعي مصري يعيش في حي الدائرة الثامنة عشرة، وقالت الشرطة إنها عثرت في مسكنه على «كيس يحوي مسحوقًا أسودَ مستخرجًا من حزمة مفرقعات»، إضافة إلى مقطع فيديو مسجل يوضح كيفية إنتاج سموم أساسها مادة «الريسين».
وهذا هو ثالث اعتداء يتم إحباطه منذ بداية السنة الجارية من قِبل الإدارة العامة للأمن الداخلي الفرنسي، بعد ذلك الاعتداء الذي خطط له رجل تم توقيفه في جنوب البلاد في يناير الماضي، وآخر كان يستهدف مركزًا رياضيًّا كبيرًا في غرب البلاد.
وفي العام الماضي، دشنت مجموعة من النساء عملة على وسائل التواصل الاجتماعي للتحذير من السير في حي الدائرة الثامنة عشرة باعتباره منطقة غير آمنة قد يتعرضن فيه للخطر، وقالت إحدى المشاركات في الحملة «هذا الحي لا ينتمي لفرنسا، لا تذهبن إليه».