ad a b
ad ad ad

في انتظار عودة الخلافة.. نساء «داعش» يتوعدن الأكراد في مخيمات الاحتجاز

السبت 14/سبتمبر/2019 - 08:10 م
المرجع
أحمد سلطان
طباعة

«عندما تعود الخلافة سأقطع رأسك وأعلقها على واحد من هذه القضبان الحديدية»، بهذه الكلمات صاحت إحدى «أسيرات داعش» في وجه الحارس الكردي المكلف بحماية مخيم الاحتجاز في مدينة «عين عيسى» السورية.


قبل نحو عام من الواقعة أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحقيق الانتصار على «داعش»، لكن نساء التنظيم المحتجزات ما زلن يعتقدن أن «خلافة التنظيم» ستعود، وأنهن سينتقمن من المقاتلين الأكراد الذين يحتجزونهن في مخيمات الاحتجاز.

في انتظار عودة الخلافة..

تتوعد «أسيرات داعش» في كل مناسبة ممكنة المقاتلين الأكراد بالثأر والانتقام، مطلقين تهديداتهم علانية، وهم في قبضة القوات الكردية، وذلك بحسب عدد من التقارير التي نشرتها مؤسسة روفاجا الكردية، والمركز الدولي لمكافحة التطرف العنيف.


ولا تزال المحتجزات يلتزمن بالزي الذي كان يفرضه التنظيم على النساء أثناء سيطرته على المدن والقرى السورية منذ عام 2014، وحتى مارس 2019.


تقول إحدى المحتجزات في مخيمات الأكراد إن أزواج «أسيرات داعش» أخبروهن بالخروج عبر الممرات التي فتحتها القوات الكردية، وتسليم أنفسهن، والبقاء في مخيمات الاحتجاز حتى يعود مقاتلو «داعش» لتحريرهن، موضحةً أن النساء ما زلن متمسكات بالفكر الداعشي.


واعتدت مجموعة من «أسيرات داعش» على رئيسة الأمن في مخيم عين عيسى خلال زيارة روتينية قامت بها للمخيم، وجذبنها من شعرها حتى جاء مجموعة من حراس السجن لإنقاذها.


وتشير رئيسة الأمن بالمخيم إلى أن النساء صحن أثناء الاعتداء عليها قائلات: «لسنا أقل من نساء الأكراد، وسنقاتل كما قاتلت نسائكن في مدينة الباب».


وفي مخيم الهول، أكبر مخيمات الاحتجاز في سوريا، اعتدت عضوة سابقة في «الحسبة الداعشية» -وحدة أسسها داعش لضبط ما اعتبره المخالفات الشرعية العامة- على إحدى الحارسات وجرحتها في ذراعها.


وعندما أطلق حراس المخيم النيران في الهواء لتفريق النساء، ردت «الداعشيات» بأنهن لا يخفن من الرصاص، وأنهن يستطعن استخدام السلاح أيضًا، وإطلاق النيران.


من وجهة نظر «أسيرات داعش» فإن التنظيم الإرهابي لم ينهزم، وإنما دخل في مرحلة هدنة أو استراحة مؤقتة ليعيد بناء قوته، ومن ثم يعود للسيطرة على الأراضي من جديد.

مخيم عين عيسى
مخيم عين عيسى

إرهاب ضد رفيقات السلاح السابقات

لم تقتصر تهديدات «أسيرات داعش» لعناصر القوات الكردية، بل تخطتها لتهديد النساء اللاتي كنا في التنظيم، ثم أعلن رفضهن لأفكاره داخل مخيمات الاحتجاز.

وخلال إقامتهن بمخيمات الاحتجاز، كشفت بعض النساء الأوروبيات والسوريات عن وجوههن، وتخلين عن «النقاب» الذي كان داعش يفرضه كزي رسمي للنساء في «خلافته المكانية»، لكن النساء اللاتي ما زلن متمسكات بفكر داعش هددن «خالعات النقاب» واعتدين عليهن، وأشعلن النيران في الخيام الخاصة بهن.


وبحسب مسؤول أمني في مخيم عين عيسى فإن اعتداءات «أسيرات داعش» أسفر عن إصابة إحدى المحتجزات بجرح قطعي في الوجه، واستلزم الأمر 9 غرز لتقطيب الجرح.


وبحسب المسؤول الذي تحدث لـ«المركز الدولي لمكافحة التطرف» فإن مخيم عين عيسى يوجد به 265 امرأة ونحو 1000 طفل.


ويضيف المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه أن هناك 9 نساء من قومية واحدة يقدن الأسيرات في مخيم الاحتجاز، ويشتبكن مع ضباط المخابرات الكردية، ويصعب تفريقهن عن بعضهن.


مخاوف من عودة داعش

في ذات السياق، حذرت نساء أوزبكيات تم إعادتهن إلى بلدهن من أن مخيمات الاحتجاز قد تعطي «داعش» فرصة ذهبية لإعادة تجنيد مقاتلين وأنصار جدد، والاستفادة منهم في إعادة تأسيس ما يُسمى بالخلافة المكانية.

ويشبه المركز الدولي لمكافحة التطرف مخيمات الاحتجاز بالأحياء الفقيرة الضيقة التي يصعب السيطرة عليها أو ضبطها.


ويقول المركز: إن هناك شبكات داعشية تعمل داخل مخيمات الاحتجاز، لافتًا إلى أن أسرى داعش في سجن ديريك المركزي حاولوا الفرار من السجن قبل فترة، لكن القوات الكردية أحبطت المحاولة.


ومنذ إعلان هزيمة «داعش» وإسقاط الخلافة المكانية في مارس 2019، لا تزال الخلايا الداعشية نشطة في مناطق سيطرة الأكراد.


وشنت الخلايا الداعشية سلسلة من الهجمات ضد قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، كما أحرقت مقرات وأراضي زراعية لمسؤولين في «قسد» ضمن ما سماه التنظيم «غزوة الاستنزاف».

"