ad a b
ad ad ad

المنطقة الآمنة.. أردوغان يهدد بخطط خاصة في سوريا إذا لم تتعاون واشنطن

الإثنين 09/سبتمبر/2019 - 10:07 م
المرجع
معاذ محمد
طباعة

على الرغم من بدء واشنطن وأنقرة، الأحد 8 سبتمبر 2019، تسيير دوريات مشتركة بين الجنود الأتراك والأمريكيين في المنطقة الآمنة في سوريا، وتحديدًا في المناطق الحدودية بين مدينتي رأس العين وتل أبيض، إلا أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، هدد في نفس اليوم بتنفيذ ما أسماه «خطط خاصة» في البلد المجاورة، حال عدم بدء إنشاء المنطقة المتفق عليها مع الجنود الأتراك، متهمًا الولايات المتحدة بالسعي لحماية إرهابيين أكراد.


خلافات حول «الآمنة»

وفي كلمته التي ألقاها الأحد، خلال افتتاح عدد من المشاريع التنموية في ولاية ملاطية وسط البلاد، أشار «أردوغان» إلى وجود خلافات كبيرة بين تركيا والولايات المتحدة حول هذا الموضوع، واتهم الرئيس التركي الولايات المتحدة بالعمل على تغطية وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها بلاده تنظيمًا إرهابيًّا وذراعًا لحزب العمال الكردستاني، وهدد «أردوغان» بتنفيذ خطة خاصة إذا لم تتعاون معه الولايات المتحدة بشأن المنطقة الآمنة، حسب تصورات أنقرة.


وكشف «رجب أردوغان» في الكلمة التي ألقاها، عن أسباب عدم رضاه عن تسيير الدوريات المشتركة بين بلاده والولايات المتحدة الأمريكية والتي بدأت في نفس اليوم، قائلًا: «لا يمكن إنجاز المنطقة الآمنة عبر تحليق 3 إلى 5 مروحيات، أو تسيير 5 إلى 10 دوريات، أو نشر بضعة مئات من الجنود في المنطقة بشكل صوري»، مشددًا على أنه «يجب جعل المنطقة برمتها آمنة بشكل فعلي بمدنها وريفها؛ حتى يتسنى إسكان مليون شخص هناك».


سوريا تندد بـ«انتهاك سيادتها»

من جهة أخرى، نددت الحكومة السورية، ببدء الدوريات المشتركة في شمالي سوريا، تنفيذًا لاتفاق المنطقة الآمنة بين البلدين، ونقلت وكالة الأنباء الرسمية بدمشق «سانا» عن مصدر لم تذكر اسمه بوزارة الخارجية، قوله: «تدين الجمهورية العربية السورية بأشد العبارات قيام الإدارة الأمريكية والنظام التركي بتسيير دوريات مشتركة في منطقة الجزيرة السورية».


واعتبر المصدر، أن هذه الخطوة، تعد «انتهاك سافر للقانون الدولي، ولسيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية»، متابعًا: «هذه الخطوة تمثل عدوانًا موصوفًا بكل معنى الكلمة، وتهدف إلى تعقيد وإطالة أمد الأزمة في سوريا».


وتخشى تركيا من توسع الأكراد، لذلك شنت منذ 2016 عمليتين عسكريتين في سوريا، سيطرت خلالها على مناطق حدودية، وتمكنت في العام الماضي من السيطرة مع فصائل سورية موالية لها على منطقة عفرين.


ومع مطلع الشهر الماضي، قال وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، في تصريحات للصحفيين: إن بلاده تعتزم منع أي غزو تركي أُحادي الجانب في شمال سوريا، مضيفًا أن أي تحرك تركي من هذا القبيل سيكون «غير مقبول».


حلفاء أمريكا

في تصريح للمرجع، يرى الخبير التركي محمد حماد، أن واشنطن لا تتقاعس في إنشاء ما يسمى بـ«المنطقة الآمنة»، و أن المصالح المتضاربة للبلدين في المنطقة، هي التي تؤخر سعي الولايات المتحدة في التعاون مع تركيا لإتمام تلك الخطوة.


وأوضح «حماد»، أن المشكلة بين البلدين تكمن في أن تركيا اعتبرت أن أمريكا تخدم مصالح «الأكراد» أكثر من مثيلتها بالنسبة لهم، خصوصًا أن أنقرة تتعامل معهم كـ«جماعة إرهابية»، بينما هم بالنسبة للولايات المتحدة «حلفاء»، مشيرًا إلى أن الأخيرة دعمتهم عسكريًّا منذ عام 2013؛ لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي.


وعن تهديد «أردوغان» بإنشاء ما أسماه «خطط خاصة»، شدد «حماد» على أن الرئيس التركي لا يمكنه فعل أي شئ في هذا الشأن بدون الولايات المتحدة، مؤكدًا أن تهديداته ما هي إلا محاولات للضغط على واشنطن وابتزازها فقط.


وتابع: «كما أن واشنطن تدعم أنقرة في الكثير من المصالح المشتركة، فهي تدعم الأكراد أيضًا في حق الوجود، وهو الأمر الذي لا تقبله أنقرة، فهي تريد إقصاءهم بعيدًا عنها بكل الطرق، منوهًا إلى أن سوريا أيضًا لن تقبل بالوجود التركي الأمريكي على أراضيها.  

"