يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

التقييد بدلًا من العزل.. وزير داخلية تركيا يتراجع عن تهديده «أوغلو» ويحجم صلاحياته

الإثنين 09/سبتمبر/2019 - 11:02 م
المرجع
أحمد سامي عبدالفتاح
طباعة

عاد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إلى الأضواء مجددًا، بعد أن هدد أكرم إمام أوغلو عمدة إسطنبول، الأسبوع الماضي بالتدمير، على خلفية زيارة «أوغلو» لبلدية ديار بكر.



وزير الداخلية التركي
وزير الداخلية التركي سليمان صويلو
وزير الداخلية، أكد هذه المرة، أنه لا يوجد أي نوايا لعزل أكرم أوغلو، رغم أنه تجاوز صلاحياته كرئيس لبلدية إسطنبول، حينما أعلن عن دعمه لرئيس بلدية ديار بكر، الذي أُقيل على خلفية تهم تتعلق بدعم الإرهاب.

تصريحات وزير الداخلية جاءت خلال قناة «سي إن إن تورك»، الأسبوع الماضي، في محاولة منه لتوضيح تصريحات سابقة، بدت أنها تشير إلى أن الحكومة المركزية تعتزم عزل إمام أوغلو ورئيس بلدية أنقرة منصور ياواش.

من جانبها، نقلت وكالة بلومبرج عن وزير الداخلية قوله: إن تصريحاته قد اقتطعت من سياقها، وأنه لا يوجد نية لعزل المزيد من رؤساء البلديات، مدافعًا في الوقت ذاته عن قرار الحكومة بعزل رؤساء البلديات الكردية؛ لأسباب تتعلق بالأمن القومي. 

وأشار «صويلو» إلى أن المسؤولين الذين جرى عزلهم مؤخرًا، يواجهون اتهامات بالتعاون مع منظمة «حزب العمال الكردستاني»، وهي مصنفة كمنظمة إرهابية لدى تركيا.
جنان قفطانجي أوغلو
جنان قفطانجي أوغلو
بداية الهجوم على أوغلو 
يذكر أن القضاء التركي حكم على «جنان قفطانجي أوغلو» مسؤولة حزب الشعب الجمهوري، أكبر حزب تركي معارض في إسطنبول، بالسجن عشرة أعوام؛ بتهمة «الدعاية الإرهابية» و«إهانة رئيس الدولة». 

وتعتبر قفطانجي أوغلو مهندسة حملة أكرم إمام أوغلو الذي تغلب على بن يلدرم، مرشح الرئيس رجب طيب أردوغان في إسطنبول في مارس الماضي، ثم في يونيو بعد إلغاء الانتخابات الأولى.

وكما كان متوقعًا، ورغم الإقرار بالهزيمة وتهنئة الفائز، كثفت الحكومة التركية بزعامة حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم من خطواتها الانتقامية، ضد رئيس بلدية إسطنبول الجديد أكرم إمام أوغلو.

وفي أولى تلك الخطوات الانتقامية للحكومة التركية؛ بهدف عرقلة عمل رئيس بلدية إسطنبول والحد من صلاحياته ومنعه من كشف ملفات الفساد السابقة، أصدرت وزارة التجارة، قرارًا يقضي بسحب صلاحية تعيين مدراء الشركات المرتبطة ببلدية إسطنبول من رئيسها.
التقييد بدلًا من العزل
يذكر أن حزب «العدالة والتنمية» يتبع سياسة التقييد بدلًا من العزل؛ لأنه يدرك أن شعبية «أوغلو» الجارفة ستدفع إلى تظاهرات حاشدة في ولاية إسطنبول، إذا صدر قرار العزل تحت أي سبب، الأمر الذي يهدد الوجود السياسي للعدالة والتنمية بشكل عام، ولذلك يعمل الحزب الحاكم على تقييد أكرم أوغلو، من خلال التضييق على دائرة السياسيين المقربة منه، والتي تلعب دورًا هامًا في بلورة سياساته داخل ولاية إسطنبول. 

ويدرك «العدالة والتنمية»، أن عزل أكرم أوغلو سيصعد من التوتر مع الاتحاد الأوروبي الذي تسعى بعض دوله الأعضاء إلى تعليق مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد على خلفية تدهور الوضع الإنساني والحقوقي، فضلًا عن تراجع مستوى الحريات العامة والسياسية.

من جانبه، أكد الباحث محمد حامد، المختص في الشؤون التركية، أن النظام التركي يدرك أن أكرم أوغلو يمثل تهديدًا قويًّا للرئيس أردوغان، خاصةً أنه شخصية شبابية بإمكانها أن تستقطب أصوات العلمانيين والمحافظين على حد سواء.

وأضاف «حامد» في تصريح لـ«المرجع»، أن محاولات النظام التركي لتقييد أوغلو لن تتوقف، كما ستعمل القنوات الموالية للنظام على مهاجمة أكرم أوغلو في محاولة لتشويه صورته؛ بهدف التأثير سلبًا على قدرته على الحشد.
"