يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«ماراثون الإعادة» باسطنبول.. هل ينطلق «أوغلو» نحو الانتخابات الرئاسية؟

الخميس 20/يونيو/2019 - 06:53 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة

قبل ثلاثة أيام من بدء ماراثون انتخابات اسطنبول المعادة، بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يهدد مرشح  حزب الشعب الجمهوري (المعارض)، أكرم إمام أوغلو، إذ شارك رئيس الجمهورية في برنامج تليفزيوني على إحدى القنوات الفضائية، مدليًا بتصريحات مثيرة للجدل.

 

وعلق «أردوغان» على المزاعم الواردة حول سبّ «أوغلو» لوالي مدينة أوردو، قائلًا: «إذا رفع الوالي في مدينة أوردو الأمر أمام القضاء، فإن القرار الذي سيصدره القضاء – أنا لا أعرفه بالتأكيد- ولكنه سيقضي على آمال إمام أوغلو».


أردوغان
أردوغان

أزمة التدخلات

واعتبرت الصحف التركية المعارضة أن التصريحات التي يلمح فيها «أردوغان» إلى إجراء انتقامي من مرشح حزب الشعب عن طريق القضاء، تعيد طرح أزمة تدخلات زعيم حزب العدالة والتنمية (الحاكم) في عمل الجهاز القضائي وتوجيهاته لهم؛ حيث أثار موجة من الجدل أيضًا في أعقاب انتخابات 31 مارس الماضي، حين توعد وهدد أعضاء اللجنة العليا للانتخابات في حال فوز مرشح المعارضة، لينتهي الأمر بإلغاء نتائج الانتخابات في اسطنبول.

 

وجاء حديث «أردوغان» عقب زيارة مرشح المعارضة لمدينة أوردو المطلة على البحر الأسود شمال تركيا، والتي شهدت مشادة بين إمام أوغلو ووالي المدينة من حزب العدالة والتنمية؛ حيث رفض استقباله في صالة كبار الزوار في مطار المدينة؛ ما تسبب في مشادات كلامية بينهما؛ ليزعم الوالي أن «أوغلو» سبه ووصفه بـ«الكلب»، ودخل صالة كبار الزوار عنوة.


فيما وثّق محرك البحث الأكبر والأشهر حول العالم «جوجل» تزايد شعبية مرشح المعارضة، وفقًا لعمليات البحث المختلفة، موضحًا أن شهرة «أوغلو» أعلى من منافسه المنتمي لحزب العدالة والتنمية بن علي يلدريم بنحو 3.6% بدءًا من إعلان اللجنة العليا للانتخابات قرارها بإلغاء الانتخابات وإعادة التصويت مرة أخرى وحتى الآن.


تزايد شعبية المعارضة

وكشف محرك البحث العالمي  تلك الإحصائية، استنادًا إلى عمليات البحث الأكثر تداولًا من حين لآخر، إضافةً إلى الكلمات المفتاحية الأكثر استخدامًا، ورغم المؤشرات التي تؤكد تزايد شعبية مرشح المعارضة، يرى مراقبون أن استخدام اسم أحد المرشحين أكثر من الآخر ليس دالًّا على أنه سيكون له الحظ الأوفر والنصيب الأكبر من الأصوات خلال عملية التصويت.


كما كشفت نتيجة الدراسة التي أجراها حلمي داشدمير، رئيس شركة «أوبتيمار» للأبحاث واستطلاعات الرأي، بشأن الانتخابات البلدية باسطنبول، تفوق «أوغلو»؛ إذ حصل على نسبة 52 % مقابل 48 % من الأصوات ذهبت لـ«بن علي يلدريم».


للمزيد:«جوجل» يرجح كفة «أوغلو».. وفساد «العدالة والتنمية» يرفع شعبية المعارضة 

ومن المعطيات السابق ذكرها، أكد الكاتب الألماني ماريان بريمر، أن الحزب الحاكم يخشى من وصول رجل يتمتع بالجاذبية -مثل السياسي التركي المعارض أكرم إمام أوغلو- إلى رئاسة بلدية اسطنبول وإلى المسرح اللامع لهذه الحاضرة التركية المليونية، فقد يصبح في عام 2023 منافسًا على الرئاسة لـ«أردوغان» بصورة خطيرة.


وتحت عنوان «انتخابات اسطنبول – هل يصبح ابن الإمام رجل تركيا القوي بدل أردوغان؟»، كتب «بريمر» تقريرًا  عن التوتُّرات حول نتائج انتخابات اسطنبول  التي أظهرت مدى انقسام تركيا حاليًّا إلى معسكرين قوتهما  متساوية تقريبًا.


ولفت النظر إلى أنه كثيرًا ما ينظر إلى اسطنبول التي يعيش فيها ملايين من المهاجرين القادمين من جميع مناطق البلاد، على أنها نسخة مصغرة لتركيا، معتبرًا أن هذا سبب آخر لخوف حزب العدالة والتنمية من أكرم إمام أوغلو، إذ يخشى حزب أردوغان من أن يصل مرشح المعرضة الذي يتمتع بالجاذبية إلى مسرح اسطنبول اللامع، يمكنه أن يصبح في عام 2023 مرشحًا منافسًا خطيرًا للرئيس الحالي.


وأوضح الكاتب الألماني أنه من الممكن أن يُعيد التاريخ نفسه، ولكن هذه المرة لصالح المعسكر المضاد؛ لأن «أردوغان» كان قد صنع لنفسه اسمًا في السابق كرئيس لبلدية اسطنبول قبل أن يصبح أقوى رجل في البلاد.


 للمزيد:هدية «أردوغان» للمعارضة.. إعادة الانتخابات ترفع شعبية «أوغلو» في تركيا

«ماراثون الإعادة»

وما يرجح وجهة النظر السابقة، الشعبية التي يتمتع بها «أوغلو» وانشغاله بالقضايا الداخلية التي تهم المواطن، إضافةً إلى مساندة الأكراد له، إذ شارك أكثر من نصف مليون شخص في حملة التبرعات التي أطلقها «أوغلو» بعدما لم يحصل على دعم من الخزانة لأجل انتخابات الإعادة، وقدم 523 ألف و119 شخصًا الدعم لحملة التبرعات لمرشح الشعب الجمهوري، الذي أقالته اللجنة العليا للانتخابات من رئاسة بلدية اسطنبول الكبرى عقب فوزه في انتخابات مارس 2019

 

وقال نائب رئيس الشؤون الإدارية والمالية بحزب الشعب الجمهوري، أردال باكتاش، إنهم سيواصلون المسيرة بدون الحصول على مساعدات الخزانة في هذه الانتخابات التي تم إلغاؤها دون مبررات قانونية، قائلًا: «انطلقت الحملة في التاسع من مايو، وتلقت تبرعات من الأتراك في العديد من الدول بالخارج وبالداخل»، مضيفًا أنها تلقت غالبية تبرعاتها من الشباب والعاطلين عن العمل، مفيدًا أن إيصالات التبرع تعكس تحول تلك الحملة إلى منصة يُعَبّر خلالها المواطنون عن موقفهم من الظلم.


وقال «أوغلو»: إن قرار الإعادة جعل المواطنين يتضامنون معه؛ لعلمهم أنه صاحب حق، وأن الحزب الحاكم فعل ذلك للتغطية على فشله، واعدًا بأنه سيكسب جولة الإعادة، كما استطاع أن يسترد بلدية اسطنبول من مرشح العدالة والتنمية بعد عقود من السيطرة عليها.

 

يشار إلى أن حزب العدالة والتنمية الحاكم خسر في الانتخابات البلدية التي جرت 31 مارس الماضي، أهم وأكبر المدن التركية وعلى رأسها اسطنبول، التي فاز بها المرشح عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، أكرم إمام أوغلو، الأمر الذي مَثّل هزيمة معنوية كبيرة للحزب الحاكم لما لها من رمزية كبيرة في البلاد، وقررت اللجنة العليا للانتخابات إعادة التصويت في اسطنبول في 23 يونيو الجاري بعد طعون تقدم بها العدالة والتنمية، بزعم وقوع مخالفات تصويتية أثرت على النتيجة.

"