يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

بعد الانسحاب الأمريكي.. 4 أزمات تهدد استقرار سوريا

الجمعة 06/سبتمبر/2019 - 01:53 م
المرجع
أحمد سلطان
طباعة

في نهاية عام 2018، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نيته سحب قوات بلاده من المشاركة في العمليات العسكرية بسوريا، لكنه لم يعلن جدولًا زمنيًّا ولا خطة واضحة لهذا الانسحاب.


وبعد مرور نحو 8 أشهر، كشف جيمس جيفري، المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا، أن إدارة ترامب تبحث مع حلفائها إرسال قوات أجنبية لتحل محل القوات الأمريكية هناك.


وقبل نحو أسبوع، قال معهد الشرق الأوسط للدراسات -وهو مؤسسة بحثية أمريكية مستقلة- إن الرئيس الأمريكي أصدر قرارًا نهائيًا بالانسحاب من سوريا، موضحًا أنه لا توجد خطة نهائية حتى الآن للتعامل مع الوضع السوري بعد الانسحاب الأمريكي.


ويشارك نحو 1000 عنصر من القوات الأمريكية حاليًّا في حرب تنظيم داعش داخل سوريا، بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، في المدن الواقعة تحت حكم قسد داخل مدينة منبج والرقة وغيرهما.

بعد الانسحاب الأمريكي..
وبحسب معهد الشرق الأوسط فإن هناك 4 أزمات ستظهر بمجرد الانسحاب الأمريكي من سوريا، يستعرضها المرجع في ما يلي:

أولا: عودة «داعش»


قبيل هزيمته في مارس 2019، سلم آلاف العناصر الإرهابية من تنظيم داعش أنفسهم لقوات سوريا الديمقراطية، ويقبع هؤلاء حاليًّا في مخيمات اعتقال تابعة لـ«قسد».


وقال معهد الشرق الأوسط إن الولايات المتحدة سعت خلال الفترة الأخيرة لإقناع الدول الأوروبية باستعادة مواطنيها المحتجزين في داخل سوريا، لكن تلك الدول لا تزال تُحجم حتى الآن عن اتخاذ القرار.


وأوضح المعهد أن ألمانيا كانت استثناءً في مسألة إعادة المقاتلين الأجانب، إذ استعادت نحو 100 رجل وامرأة وطفل من سوريا، مؤكدًا أنه حتى الآن لا توجد استراتيجية عالمية موحدة بخصوص أزمة المقاتلين الأجانب وعائلتهم المحتجزين في سوريا.


وأشار المعهد إلى أن فكرة تأسيس محكمة دولية خاصة بمقاضاة المقاتلين الأجانب الذين التحقوا بداعش، حازت إعجاب جهات عدة خلال الفترة الماضية، لكنها ستستغرق سنوات للتنفيذ، معتبرًا أن المحكمة الدولية قد ترسل رسالة للعالم بأن من يرتكبون جرائم ضد الإنسانية سيحاسبون في نهاية المطاف، لكنها لن تحل الأزمة الحالية الخاصة باحتجاز هؤلاء المقاتلين في السجون التابعة لقسد.


وطرح كريم خان، المستشار الخاص للأمم المتحدة ورئيس فريق التحقيق للمساءلة عن جرائم داعش، ودول هولندا والسويد وغيرهما من أعضاء الاتحاد الأوروبي فكرة إنشاء محكمة دولية مستقلة لمحاكمة الدواعش المحتجزين في سوريا، لكن حتى الآن لم يتم اتخاذ أي خطوات تنفيذية بخصوصها.


وبحسب تقريرين سابقين لناثان سيلز -أحد مسؤولي مكافحة الإرهاب بالخارجية الأمريكية- ومعهد دراسات الحرب - وهو مؤسسة أمريكية بحثية مستقلة- فإن تنظيم داعش لديه آلاف المقاتلين منتشرين في سوريا والعراق.


وتقدر وزارة الخارجية الأمريكية أن هناك نحو 15: 18 ألفًا من الدواعش منتشرين ما بين البلدين، ويستعدون للعودة إلى المدن التي انسحبوا منها عندما تتاح الفرصة لذلك.

بعد الانسحاب الأمريكي..
ثانيًا: معضلة المنطقة الآمنة

أكد معهد الشرق الأوسط أن المنطقة الآمنة التي تم الاتفاق عليها بين الولايات المتحدة وتركيا، والمقرر إقامتها في شمال شرقي سوريا، لن تكون فكرة ناجحة؛ لأنها لم تُنه المخاوف الأمنية لدى الأكراد أو الأتراك، ولم تضع حلولًا طويلة الأمد لهذه الأزمة.


وشهدت الفترة الأخيرة توترات بين الولايات المتحدة وتركيا، على خلفية شراء الأخيرة لمنظومات دفاع جوي روسية من طراز S- 400، بينما ردت الولايات المتحدة على الخطوة بوقف المشاركة التركية في تصنيع مقاتلات F- 35، وبإلغاء الاتفاق على منح تركيا منطقة آمنة داخل الأراضي السورية.


ووفقًا للمعهد، فإن الأوضاع داخل سوريا ووجود القوات الأمريكية في مناطق سيطرة الأكراد، والصعوبات التي تواجهها تلك القوات في داخل الأراضي السورية ساهم في الحد من ردة الفعل الأمريكية تجاه تركيا، وهو ما سمح للأخيرة بالحصول على صفقة الـS-400 الروسية، والسعي لإقامة المنطقة الآمنة في شمال سوريا.


واعتبر معهد الشرق الأوسط أن اتخاذ تركيا خطوات مشابهة في وقت آخر كان سيواجه بعقوبات أشد من قبل الولايات المتحدة، لكنها قررت أن تقلل من حدة ردة فعلها؛ خوفًا من المخاطر التي قد يتعرض لها جنودها إذا حدث صدام بينها وبين تركيا.


ثالثًا: استمرار الحرب

وفى سياق متصل، أكد المعهد أن الحرب السورية لا تزال دائرة بين الفصائل الإرهابية وبين الجيش السوري الذي أطلق خلال الأيام الماضية حملة عسكرية للسيطرة على ريف حماة ومحافظة إدلب أكبر معاقل التنظيمات الإرهابية حاليًّا.

وبدأ الجيش السوري مدعومًا بالقوات الروسية والإيرانية حملة قصف مكثفة على معاقل الإرهابيين، واستعاد عدة بلدات خلال الحملة العسكرية الأخيرة.


وألمح المعهد إلى أن الجيش السوري لديه القوة والدعم الكافيين لتثبيت الأوضاع في المناطق التي حررها واستعادها في ريف حماة ومحافظة إدلب، موضحًا أنه سيعاود شن هجمات جديدة حتى يستعيد السيطرة على معاقل الفصائل المسلحة.


رابعًا: التغلغل الإيراني

بدأ التحالف بين النظام الإيراني وسوريا منذ اندلاع الثورة الخمينية في عام 1979، وتدخلت إيران في سوريا عسكريًّا منذ عام 2012 دعمًا لنظام الرئيس بشار الأسد، ومنذ ذلك الحين وسعت دولة الملالي نفوذها في داخل سوريا.


واعتبر معهد الشرق الأوسط أن السبيل الوحيد لضمان استقرار الأوضاع داخل سوريا والحيلولة دون اندلاع مواجهات بين القوات الإيرانية أو حلفائها على الحدود مع إسرائيل هو تقوية الدولة السورية بهياكلها الحالية للحدِّ من التغلغل الإيراني داخل سوريا.


ودعا المعهد الإدارة الأمريكية إلى التراجع عن قرار الانسحاب من سوريا، وتوجيه المزيد من الموارد نحو مكافحة تنظيم داعش الذي يعاود نشاطه حاليًّا، ومراقبة الحدود، والحد من الانتشار الإيراني في سوريا.

"