بات مشروع الإخوان ينحصر ويتراجع في الجنوب اليمني، مع سيطرة قوات النخبة
الشبوانية على مدينة عزان الاستراتيجية في محافظة شبوة جنوب اليمن الغنية بالنفط،
وسيطرت حالة من الارتباك على ميليشيات حزب الإصلاح في مديرية الروضة، وسط
فرار العديد من إرهابيي الإخوان وعناصرهم إلى محافظة مأرب.
النخبة الشبوانية
وتمكنت قوات النخبة الشبوانية من السيطرة على مدينة عزان في مديرية «ميفعة» بمحافظة شبوة جنوب شرق اليمن، بعد طرد ميليشيات الإخوان الإرهابية من المدينة.
وأكدت مصادر بالمجلس الانتقالي لـ«المرجع» سيطرة قوات النخبةعلى مدينة عزان ثاني أكبر مدن محافظة شبوة، بعد اشتباكات استمرت 6 ساعات، قبل أن تحكم قوات النخبة سيطرتها على المدينة وفرار ميليشيات الإخوان.
كما استطاعات قوات النخبة تأمين الطريق بين «بلحاف» ومدينة «عزان» في محافظة شبوة.
وأوضحت المصادر، أن النخبة الشبوانية تقترب من السيطرة على مديرية الروضة القريبة من عزان بهدف تأمينها، ونجحت قوات النخبة تأمين الطريق الرابط بين ميناء بلحاف وعزان.
استنفار إخواني في عتق
وفي عتق صعدت قبائل شبوة مقاومتها ورفضها وجود ميليشيات حزب الإصلاح «الإخوانية» التي اجتاحت المحافظة؛ بهدف نشر الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار وإعادة الإرهاب إلى المناطق المحررة.
وذكرت مصادر يمنية، أن ميليشيات الإصلاح في مدينة عتق تعيش حالة استنفار في صفوفها بعد سيطرة قوات النخبة الشبوانية على مديرية عزان.
وتعرضت أرتال عسكرية تابعة للميليشيات الإخوانية القادمة من مأرب تحت مسمى «القوات الشرعية» إلى هجمات وكمائن على طول الطرقات الواصلة إلى مدينة عتق مركز شبوة.
كما تعرضت قوات أخرى تابعة للإصلاح لكمين مسلح في منطقة خديْرة بأبين، تزامنًا مع كمين ثالث في منطقة العرِم في مديرية حَبّان.
وسجلت انهيارات متسارعة في قوات حزب الإصلاح الإخواني، بعد سيطرة قوات الحزام الأمني على عدد من مدن المحافظات الجنوبية، كما أظهرت مقاطع فيديو فرارًا جماعيًّا لميليشيات الإصلاح المنضوية تحت القوات الحكومية.
وتعتبر محافظة شبوة، ذات أهمية جيوسياسية، فهي أولى المحافظات اليمنية التي رفضت الإعلان الدستوري للحوثيين في يناير 2015، كما أنها ترفض وجود جماعة الإخوان، إضافةً إلى موقعها الجغرافي؛ حيث تقع على الحدود مع «مأرب»؛ ما يجعلها نقطة إستراتيجية في تصدير النفط وكذلك تهريب السلاح للحوثيين، كما تضم المحافظة أكبر مشروع اقتصادي في البلاد، يتمثل بمشروع ميناء «بلحاف» النفطي؛ ما يعني تحكم النخبة الشبوانية في عمليات تصدير النفط الخام.
كما تنتج «شبوة» أكثر من 50 ألف برميل نفط يوميًّا، وهو ما يشكل هدفًا استراتيجيًّا لميليشياالإخوان، بالسيطرة على ثروات المحافظة.
رد فعل اليمنيين على تحرير عزان
من جانبه بارك نائب رئيس المجلس الانتقالي هاني بن بريك، سيطرة قوات النخبة على مدينة عزان ثاني أكبر مدن محافظة شبوة جنوبي اليمنن قائلًا: «بارك لنا عودة عزان، ولن يقبل أهل شبوة الغزاة».
وأضاف «بن بريك» في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «توتير»، أن «التحالف السعودي الإماراتي صامدٌ ومستمرٌ وباقٍ، وهو التحالف الذي غير وجه المنطقة وأغاظ كل أعداء العرب -إيران، تركيا، وجماعة الإخوان ونظام الحمدين في قطر وحاشا قطر العروبة - ومن أهم أهدافه القضاء على الإرهاب القاعدي والداعشي والحوثي».
وفضح السياسي الجنوبي، ياسر اليافعي، الأهداف الخبيثة لميليشيات حزب الإصلاح، ونائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، لهجومهم على الجنوب وخاصة محافظة شبوة.
وقال اليافعي في تغريدة له على موقع التواصل الإجتماعي «توتير»: «سنة كاملة وقبائل حجور تناشد قوات علي محسن الأحمر تنقذهم من بطش الحوثي، لم يتحرك لهم طقم واحد ولا حتى هشتاق أو فتوى حتى سقطت هذه المناطق بيد الحوثي».
وأضاف السياسي الجنوبي، قائلًا: «ولأن الجنوب فيه ثروات وباب المندب، أرسلوا ألف طقم وأكثر من 5000 مقاتل وأصدروا الفتاوى التكفيرية ضد الجنوب».
وأكد اليافعي، أن «النخبة الشبوانية هي مستقبل شبوة والناس لن تفرط بمستقبلها لمجموعة من المرتزقة، أرادوا إسقاط النخبة لتظل شبوة في فوضى مثل ما كنت من قبل؛ لينهبوا ثرواتها وخيراتها ويعطوا المرتزقة الفتات».
في معقل القاعدة
وحول تطورات المشهد اليمني، أكد الكاتب الجنوبي الصحفي صالح أبو عوذل، في تصريح للمرجع، أن قوات النخبة الشبوانية المتخصصة في مكافحة الإرهاب، نفذت عملية عسكرية صباحًا في بلدة عزان، التي كانت معقلًا رئيسيًّا لتنظيم القاعدة خلال الأعوام الماضية، وقد نجحت القوات في تحقيق انتصار نوعي وتمكنت من طرد الخلايا الإرهابية، ثم انسحبت ضمن استراتيجية عسكرية تقوم بها القوات هناك.
وأضاف «أبو عوذل»، أن المليشيات الإخوانية تحت العاصمة عتق وتنشر الرعب في صفوف السكان، وقد انتشر ليل الأحد مسلحون بلباس أفغاني في المدينة وحذروا الأهالي من حمل الأسلحة، معتبرين أن من يحمل سلاحًا سوف يتم قتله.
وتابع رئيس تحرير صحيفة «اليوم الثامن»: أن هذه المليشيات نفذت حملة واسعة ضد أبناء شبوة، ونقلت المئات من الشباب إلى معتقلات سرية في مأرب، وتم سرقة أملاك المواطنيين وسياراتهم، وسط صمت من حلفاء الأحمر المحليين في شبوة الذين جدوا
أنفسهم عاجزين في القيام بأي إجراء حيال نقل المدنيين من أبناء شبوة إلى مارب.
وقال«أبو عوذل»: لكن إجمالًا، يمكن القول: «إن إخوان اليمن أعلنوا رسميًّا حربًا شعواء على الجنوب، ويحاول أن يكسب الكثير من الأطراف الشمالية إلى صفه، هناك فتوى تكفير جديدة أصدرها علماء الإخوان، أجازت قتل الجنوبيين بدعوى أنهم متمردون، وهي فتوى تعيد إلى الأذهان فتوى التكفير الشهيرة التي أصدرت من نفس الشيوخ وأجازت قتل الجنوبيين ونهب أملاكهم بدعوى أنهم ماركسيون وشيوعيون.
واختتم قائلًا: لكن هذا لا يعني أن الجنوب وحده من يجب أن يتصدى لهذه الجماعة الإرهابية، المصالح الدولية باتت في تهديد فيما إذا استمر الإخوان في السيطرة على الجنوب، هناك تحالف حقيقي بين مختلف التنظيمات الإرهابية، واعتقد أن الولايات المتحدة قد تنبهت مبكرًا لذلك، فهي تقوم بغارات جوية مكثفة على مواقع وتحركات التنظيمات الإرهابية، واليوم الإثنين شنت طائرات أمريكية مسيرة غارات على مواقع وتحركات للإرهابيين في حبان شبوة وعقبة القندع الواقعة بين محافظتي شبوة والبيضاء».