«تيكا».. «مسمار أردوغان» في جدار الدولة العراقية
تسعى تركيا إلى التدخل في الشؤون الداخلية للدول بمختلف الطرق، سواء كانت عسكرية أو سياسية أو اقتصادية، ويحاول رجب طيب أردوغان عبر هذه الوسائل المختلفة أن يجد لبلاده موطئ قدم، تمهيدًا لإعادة إحياء إمبراطوريته العثمانية المزعومة.
ويعلم رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم أن الطرق الثقافية والفكرية من أفضل الآليات للتأثير في الشعوب، إذ لا تسبب شعورًا عدائيًّا لدى المواطنين تجاه الدولة المانحة، ولكنه على النقيض يساهم في دعم موقفها.
أداة ثقافية للغزو
تعد مؤسسة "تيكا" من أبرز
المؤسسات الثقافية التركية، وتم إنشاؤها في يناير 1992، وهدفت في بدايتها إلى تنسيق
العلاقات وتقديم المساعدات بين أنقرة ودول وسط آسيا، ومع وصول حزب العدالة
والتنمية إلى السلطة في عام 2002، عمل على تغيير نشاط المؤسسة، واعتمد على توسيع
نشاطها الذي امتد إلى دول آسيوية وأفريقية وكذلك إلى القارات الخمس.
وبعد ذلك أصبحت «تيكا» أداة من أدوات تطبيق السياسة الخارجية التركية، وركزت في بداية عملها علي إنشاء المدارس والمكتبات، ودعم الجامعات بالوسائل التقنية والفنية، وفقًا للموقع الرسمي للوكالة.
تيكا في العراق
حاول حزب «العدالة
والتنمية» التدخل ثقافيًّا في شؤون العديد من الدول حول العالم عبر بوابة مؤسسة «تيكا»، مستغلًا في سبيل تحقيق ذلك فقر الدول واحتياجها إلى مساعدات عاجلة في شتى
المجالات، وكانت الدولة العراقية من ضمن الدول المستهدفة بواسطة المؤسسة الثقافية.
ونشطت «تيكا» في الدولة العراقية، إذ عملت على إنشاء وتنظيم دورات تدريبية مختلفة،
ومنها دورة تدريبية للموظفين الخبراء في وزارة التخطيط العراقية تحت عنوان «نموذج
التعاون بين القطاعين العام والخاص»، 28 أغسطس 2019، وقامت مؤسسات عامة وشركات
خاصة تركية بإجراء عملية التدريب.
وفي 24 مايو 2019، أطلقت «تيكا» مشروعًا لتعبيد الطرق الرئيسية في قضاء
طوزخورماتو، الواقعة في محافظة صلاح الدين العراقية بالتعاون مع مكتب الجبهة
التركمانية العراقية في المنطقة، كخطوة من خطوات جهود إعادة إعمار المنطقة.
وتأتي هذه الخطوات كجزء
من خطوات أكبر للمؤسسة الثقافية التركية في العراق، ما يؤكد أن أنقرة لا تهدف إلى
التدخل العسكري فقط في الشمال العراقي، ولكنها تسعى إلى التدخل الثقافي في كامل
الأراضي العراقية.





