ad a b
ad ad ad

برؤية أمريكية.. هكذا فسرت الصحافة اتفاق واشنطن مع «طالبان»؟

الخميس 29/أغسطس/2019 - 05:33 م
اتفاق واشنطن مع «طالبان»
اتفاق واشنطن مع «طالبان»
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تتنامى الأقاويل والتوقعات بشأن اقتراب الاتفاق النهائي بين الولايات المتحدة وطالبان، بشأن إنهاء الوجود العسكري لواشنطن في أفغانستان، والذي استمر قرابة 18 عامًا، وفي وسط التسريبات والآراء حول البنود المحتملة يبقى التفاعل الإعلامي الأمريكي مهمًّا حيال هذه القضية.


إذ يكتنف الاتفاق احتمالات بوجود بنود حول جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من البلاد، يتبعه ضمانات تمنع طالبان وغيرها من استخدام الأرض كمعسكر إرهابي كبير، بالإضافة إلى الموقف تجاه وجود تنظيم القاعدة ورسوخه في البلاد إلى جانب موقف الحكومة الرسمية وامتناع طالبان عن الجلوس معها على طاولة مفاوضات واحدة، ومدى تأثير ذلك على المنطقة واستقرارها، وأمان المصالح الأمريكية.

ليندسي جراهام
ليندسي جراهام
مخاوف متعددة
وعليه تبنت أغلب الصحف الأمريكية اتجاهًا محددًا يشكك في جدية طالبان بالالتزام بالاتفاق إذا تم تمريره، كما تتخوف من مستقبل الولايات المتحدة، وإمكانية الإضرار بمصالحها مستقبلاً؛ إذ نشرت صحيفة «الواشنطن بوست» في تقرير لها 29 أغسطس 2019 آراء لبعض صناع القرار في الكونجرس الأمريكي، وهما السناتور الجمهوري ليندسي جراهام، والجنرال المتقاعد نائب رئيس أركان الجيش الأمريكي، والذي يعمل حاليًّا رئيسًا لمعهد الحرب، واللذان اتفقا على الرأي ذاته.

وأشارا إلى أن الطبيعي حاليًّا أن تحاول الولايات المتحدة البحث عن مخرج لوجودها العسكري في أفغانستان بعد هذه السنوات الطويلة من الوجود هناك، ولكن يبدو أن السلطة السياسية لديها قدر كبير من الاستعجال؛ إذ لا يمكن الوثوق بحركة طالبان كصمام أمان لحماية المصالح الأمريكية.

كما أكد بأن الدولة لا يجب أن تترك أمنها في يد جماعة إرهابية، ففي الماضي قدمت طالبان الدعم للقاعدة، وعملت على حماية قيادتها، ولم تعترف بكونهم المسؤولين عن أحداث 11 سبتمبر، وطوال السنوات التي حاربت فيها الولايات المتحدة طالبان لم تتخل الجماعة عن موقفها تجاه القاعدة، فكيف سيمكنها التخلي حاليًّا متسائلين عن التنازلات التي ستضطر الولايات المتحدة تقديمها لإقناع طالبان بهذا الأمر، مشيرين إلى إمكانية تعرض مصالح الولايات المتحدة للاستهداف في المستقبل؛ لأنهم يشككون في جدية طالبان في الالتزام ببنود الاتفاق.

فيما لفت الباحثان بأن الجانب الأمريكي لا يمكنه حاليًّا الانسحاب من أفغانستان بشكل كامل، فلطالما كانت الحكومة الأفغانية شريكة في القتال ضد جماعات الإرهاب طوال السنوات الماضية، وفقدت الكثير من عناصرها، فلذلك يجب مساعدتها حتى تتمكن من أن تقود عملية السلام وتضمنها خلال المرحلة القادمة، وبناء عليه يمكن للولايات المتحدة تقليل وجودها العسكري بشكل أكبر عندما تصبح القوات الأفغانية أكثر قدرة وكفاءة، ولكن إذا غادرت القوات الأمريكية الآن  قبل أن يكون الأفغان مستعدين للوقوف بأنفسهم في وجه الإرهاب، فسيعتبر ذلك تخليًا عنهم في وقت احتياجهم للولايات المتحدة.
طالبان
طالبان
نظرة إيجابية
وعلى النقيض نشر موقع «conservative American the» وجهة نظر مغايرة معتبرًا بأن الولايات المتحدة قدمت الكثير من التضحيات من أجل دعم الديمقراطيات في العالم، وبالأخص في هذه المنطقة ولكنها في الحقيقة حصلت على الكثير من الضحايا، ولذلك فمن الأفضل لها ترك أفغانستان وإتمام الاتفاق.

كما لفت الموقع إلى أن المباحثات تسير في إطار جيد، وتتطور بشكل كبير، وهناك توافق كبير على المتغيرات والبنود التي يجب أن تكون في إطار حماية المصالح الأمريكية، وضمان عدم استهدافها.
"