وقف إطلاق النار.. نقطة حاسمة لإنهاء حرب الـ«17» عامًا في أفغانستان
تنتظر واشنطن اتفاقًا مع
حركة «طالبان» الأفغانية، لتنهي حربًا دامت في أفغانستان بعد 17 عامًا، لكن مفاوضات
الطرفين تنتظر نقطة حاسمة تتعلق بوقف إطلاق النار الذي تريده واشنطن وتتخطاه
الحركة.
وقال مسؤول حكومي أمريكي كبير، اليوم الإثنين، لوكالة «رويترز»، إن واشنطن ملتزمة بسحب القوات الأجنبية من أفغانستان لإنهاء حرب دامت أكثر من 17 عامًا.
وأضاف المسؤول، بعد محادثات سلام استمرت ستة أيام بين فريق أمريكي وممثلين لحركة طالبان الأفغانية، إنه تم إحراز «تقدم كبير» في المحادثات التي جرت خلال الأيام القليلة الماضية مع حركة «طالبان» في قطر وتناولت سحب القوات الأجنبية، لكنه أضاف أن هناك حاجة لإجراء مزيد من المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار وتوقيته.
وقال: «بالتأكيد لا نسعى لوجود عسكري دائم في أفغانستان.. هدفنا المساعدة على تحقيق السلام في أفغانستان ونرغب في شراكة مستقبلية يتم تحديدها مع حكومة ما بعد السلام... نود أن نترك إرثا طيبًا».
لكن «واشنطن» ترى أنه لا يمكن أن يحدث انسحاب دون وقف إطلاق النار، ويبدو أن القضية ستكون مسألة شائكة في الجولة المقبلة من المحادثات المقرر أن تبدأ يوم 25 فبراير، اذ يقول مسؤول أمريكي إن مفاوضي «طالبان» يريدون انسحابًا كاملًا قبل وقف إطلاق النار.
ورغم وجود قوات أجنبية بقيادة أمريكية تقوم بتدريب ومساعدة نظيرتها الأفغانية، إلا أن «طالبان» تسيطر على نصف أفغانستان تقريبًا وتنفذ هجمات شبه يومية على الحكومة المدعومة من الغرب وقواتها الأمنية.
وقال الرئيس الأفغاني «أشرف غني» الأسبوع الماضي إن 45 ألفا من قوات الأمن لقوا حتفهم منذ توليه الرئاسة في عام 2014.
وذكرت تقارير الشهر الماضي أن الولايات المتحدة تفكر في سحب نصف قواتها تقريبًا، لكن متحدثا باسم البيت الأبيض قال إن الرئيس دونالد ترامب لم يصدر أوامر بالانسحاب، لكن الإدارة الأمريكية لم تنكر التقارير.
وأشاد المسؤولون الأمريكيون والجماعة المتشددة، بعد المحادثات مع المبعوث الأمريكي الخاص للسلام زلماي خليل زاد، بالتقدم الذي تحقق، وقال المبعوث لصحيفة «نيويورك تايمز» إنه تم الانتهاء من مسودة إطار عمل لكن ما زالت هناك حاجة لإتمام العمل على التفاصيل.
فيما قالت مصادر في حركة طالبان: إن الولايات المتحدة وافقت على انسحاب القوات الأجنبية في غضون 18 شهرًا من توقيع اتفاق، لكن المسؤول الأمريكي قال إنه لم يتم بحث جدول زمني، مضيفًا أن تقدمًا تحقق على صعيد معالجة المخاوف الأمريكية من استخدام أفغانستان قاعدة لتنظيم القاعدة أو تنظيم «داعش» لتنفيذ هجمات على الولايات المتحدة وحلفائها.
وبعيدًا عن مسألة وقف إطلاق النار الشائكة، لم تناقش طالبان ضرورة إجراء محادثات مع الحكومة الأفغانية للتوصل إلى تسوية سياسية، وهو أمر تعتقد الولايات المتحدة أنه جزء أساسي في أي اتفاق.
والتقى خليل زاد، وهو دبلوماسي أمريكي ولد في أفغانستان، مع «غني» لأربع ساعات يوم الأحد لإطلاعه على التقدم والسعي لدعمه، وفي رده، قال «غني» في كلمة تلفزيونية إن وجود القوات الأجنبية قائم على اتفاق دولي وإنها لن تكون مطلوبة للأبد، مضيفا: «الأفغان لا يريدون القوات الأجنبية في بلادهم على المدى الطويل».





