ad a b
ad ad ad

«تهديد عالمي».. عودة إرهابيي البلقان تُقلق الدول الأوروبية

السبت 24/أغسطس/2019 - 03:26 م
المرجع
أحمد سلطان
طباعة

أصدر مركز مكافحة الإرهاب بأكاديمية «ويست بوينت» العسكرية الأمريكية دراسة جديدة عن الإرهاب في دول شرق أوروبا وتداعيات عودة المقاتلين في صفوف التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق إلى بلدانهم، وأكدت أن هناك أكثر من 1000 مقاتل من دول غرب البلقان انضموا إلى صفوف تنظيمات مثل داعش، وهيئة تحرير الشام، منذ بداية الأحداث في سوريا.


وجاءت الدراسة بعنوان بـ«المقاتلون الأجانب في غرب البلقان، والجهاديون المحليون الاتجاهات والتداعيات»، وتناولت أوضاع المقاتلين في صفوف التنظيمات الإرهابية المسلحة في سوريا والعراق.


ووفقًا للدراسة فقد قتل حوالي 260 من هؤلاء المقاتلين في العمليات العسكرية داخل سوريا والعراق، بينما تبقى أكثر من 500 مقاتل في مخيمات الاعتقال الكردية، وصفوف التنظيمات الإرهابية، وعاد حوالي 460 إلى بلدانهم.

«تهديد عالمي».. عودة

وحدة الألبانيين

وبحسب الدراسة تعتبر وحدة المقاتلين الألبان أحد أبرز الوحدات المندرجة ضمن تشكيلات ما يعرف بهيئة تحرير الشام -جماعة إرهابية مقربة من القاعدة- وتعمل تلك الوحدة في شمال غرب سوريا، وتحديدًا في محافظة إدلب التي تسيطر عليها الفصائل السورية المسلحة.


وينحدر أغلب مقاتلي وحدة الألبانيين من شمال مقدونيا، وكوسوفو، ويقود هذه الوحدة عبدول الجشاري المستشار العسكري لجبهة النصرة -فرع القاعدة السابق في سوريا، والذي تحول لاحقًا لهيئة تحرير الشام.


ووضعت الولايات المتحدة «الجشاري» على قوائم الإرهاب؛ بسبب دوره في دعم أنشطة تنظيم القاعدة، وظهر اسمه مؤخرًا في الداعين للمصالحة بين هيئة تحرير الشام وبين فصيل أنصار الدين، الذي أسسه مجموعة من المقاتلين المنتمين لتنظيم القاعدة، بعد أن انشقوا عن هيئة تحرير الشام.


ونشرت وحدة الألبانيين في أغسطس من العام الماضي، فيديو بعنوان «القناصة الألبان في بلاد الشام» ظهر خلاله مجموعة من مقاتليها أثناء مشاركتهم في العمليات الإرهابية داخل سوريا.
«تهديد عالمي».. عودة

رافد داعش المتوقف

وبحسب دراسة مركز مكافحة الإرهاب بأكاديمية «ويست بوينت» فإن مقاتلين من صربيا والجبل الأسود وألبانيا وكوسوفو وألبانيا انضموا إلى القتال في سوريا منذ العام 2012، وانضم أغلبهم إلى صفوف تنظيم داعش الإرهابي، وإلى «جبهة النصرة» التي تحولت لهيئة تحرير الشام في وقت لاحق.

وزاد عدد مواطني دول البلقان في صفوف التنظيمات الإرهابية؛ بسبب تعدد حالات المواليد التي حدثت في سوريا والعراق.

وعاد حوالي 460 من المقاتلين إلى بلدانهم بحلول عام 2015، بينما بدأت القوات الأمريكية في إعادة مواطني البلقان إلى بلدانهم عقب انهيار الخلافة المكانية لتنظيم داعش في مارس 2019.

وتشير الدراسة إلى أن المقاتلين من دول البلقان كانوا رافدًا مهمًّا من روافد تنظيم داعش، وشاركوا في عدد من العمليات الإرهابية التي تمت داخل سوريا والعراق، لكن هذا الرافد توقف في منتصف العام الجاري، بعد استهداف قوات التحالف الدولي لقيادات تنظيم داعش الإرهابي المسؤولين عن تهريب الإرهابيين إلى ساحات القتال.

تدفق الإرهابيين في أدنى مستوياته

وتوضح الدراسة أن تدفق الإرهابيين من دول البلقان إلى ساحات القتال في سوريا والعراق، أصبح في أدنى مستوياته، لكنها تحذر في نفس الوقت من مخاطر الموجة الجديدة للإرهاب التي قد يقوم بها المؤيدون للتنظيمات الإرهابية في داخل دول أوروبا الشرقية.

وتلفت الدراسة إلى أن حالة التشدد والتطرف موجودة في دول البلقان، وهي التي سمحت بتدفق كل هذا العدد من الإرهابيين إلى داخل سوريا والعراق، وتذكر أن دول البلقان كانت أفضل في التعامل مع ملف العائدين من سوريا والعراق، وذلك مقارنةً بالدول الأوروبية الأخرى.

وبالرغم من تعامل دول البلقان بصورة مقبولة نسبيًا مع العائدين، إلا أن مركز مكافحة الإرهاب في أكاديمية «ويست بوينت» العسكرية يحذر من التداعيات المحتملة لعودة هؤلاء المقاتلين على أمن الدول الأوروبية.

وتؤكد الدراسة أن هناك جذورًا للتطرف لا تزال موجودة في دول البلقان، موضحةً أن هناك تخوفًا كبيرًا من وجود شبكات داعشية في تلك الدول؛ خاصةً بعد القبض على أحد الإرهابيين عقب عودته من سوريا والعراق، واختفائه عن أنظار قوات الأمن البوسنية لمدة 6 أشهر، وتلمح إلى أن مقاتلي داعش قد يقومون بانتهاج نفس الأسلوب، ليتخفوا عن أعين الأمن، ويخططوا لعمليات إرهابية في دول القارة الأوروبية.
"