«ملكة بونيتا» تدخل سباق تحدي ناقلات النفط الإيرانية
الخميس 22/أغسطس/2019 - 05:20 م
إسلام محمد
في تطور جديد في أزمة الناقلات الإيرانية كشفت شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية عن أن ناقلة نفط إيرانية تحمل اسم «ملكة بونيتا» تتجه صوب سوريا، في خرق جديد للعقوبات الأمريكية على طهران.
ونقلت الشبكة عن «مصادر استخباراتية غربية»، أن الناقلة تتزود حاليًا بالوقود، لتبدأ رحلتها إلى سواحل سوريا، إذ أن هناك ناقلتي نفط سوريتين تنتظران الإيرانية في البحر المتوسط، لتفرغ حمولتها فيهما، ومن المتوقع أن تصل الناقلتان
المحملتان بالنفط إلى سوريا خلال الأشهر المقبلة، بحسب الشبكة.
وحُمّلت الناقلة بـ600 ألف برميل من النفط الخام ومن المرتقب أن تلتف حول القارة الإفريقية للوصول إلى مياه البحر المتوسط، على غرار الناقلة «جريس1».
ويأتي هذا بعد أيام من إصدار وزارة العدل الأمريكية مذكرة لاحتجاز «جريس 1»، التى تعرضت للاحتجاز من قبل السلطات البريطانية في أثناء مرورها من مضيق جبل طارق، في 4 يوليو الماضي، لمخالفتها العقوبات الأوروبية على النظام السوري.
حسن روحاني
وقد حذر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، من محاولات تصفير صادرات نفط بلاده، مؤكدًا أنه في تلك الحالة لا يمكن التعويل على أمن الطرق البحرية كما كان في السابق.
وقال «روحاني»، خلال لقائه مع المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي: «القوى الدولية تعلم أنه في حالة فرض عقوبات شاملة وتصفير صادرات النفط الإيراني، فإن الطرق البحرية الدولية لن تكون آمنة كما كانت في السابق، وذلك حسب وكالة الأنباء الإيرانية إرنا».
الكاتب الصحفي أسامة الهتيمي
من جانبه قال الكاتب الصحفي أسامة الهتيمي، الباحث المختص فى الشأن الإيراني أن المحاولات الإيرانية المتكررة هي جزء من خطة الرد على المواقف الأمريكية التي لا يمكن لإيران أن تتوقف عنها وإلا اعتبرت واشنطن أن ذلك يعد بمثابة تراجع إيراني سيتبعه بكل تأكيد ووفق التصور الإيراني خطوات تصعيدية من قبل أمريكا ضد طهران، الأمر الذي يتحسب له نظام الملالى بشدة أولا ليؤكد لدى الطرف الأمريكي أن إيران ليست لقمة سائغة تخضع للضغوط والإملاءات الأمريكية بل على العكس فإنها قادرة على الصمود والتحدي والسير في طريق التصعيد دون أن تلقي بالًا للتهديدات الأمريكية، التي على ما يبدو أن الإيرانيين أدركوا سقفها النهائي وأنها لا يمكن أن تصل إلى حد الحرب لاعتبارات عديدة.
ويضيف الهتيمى فى تصريح لـ«المرجع» أن إيران تبدو قوية أمام وكلائها والموالين لها، وأن لديها القدرة على مواجهة الغطرسة الأمريكية دون ضعف أو لين وهو بعد في غاية الأهمية بالنسبة لنظام الملالي على المستويين السياسي والأيديولوجي.
وأشار إلى أن مسألة تصدير النفط الإيراني إلى سوريا يمكن أن يتخذ سبلًا أخرى لا تحمل في طياتها مستوى التحدي الذي تحمله طريقة تصديره عبر ناقلات نفط في عرض البحر وبشكل علني، إذ من المعلوم أن لإيران نفوذًا لا محدود في العراق، وللعراق حدود طويلة مع سوريا، ومن ثم كان يمكن أن يتم تصدير هذا النفط بطريقة أو بأخرى عبر الميليشيات العراقية الموالية لإيران في العراق إلى سوريا، وهو بلا شك يحدث سواء تم الإعلان عنه أم لا يتم الإعلان عنه.
ويرى أن ثمة دلالة يمكن أن نستشفها من مسألة التصدير عبر البحر، إذ ليس من المستبعد أن يكون الهدف الإيراني هو لفت النظر وإشغال أمريكا وحلفائها بعيدًا عن الوسائل الأساسية والرئيسية التي تتعاطى بها إيران مع هذا الملف، ولفت إلى أن رد الفعل الأمريكي على مثل هذه الخطوة لن يختلف كثيرًا عن ردود الفعل الأمريكية السابقة التي لن تخرج عن إطار التصعيد الكلامي من بعض المسئولين الأمريكيين إذ تتحسب القيادة الأمريكية أن يكون الرد الإيراني على أي فعل أمريكي سببًا في حدوث تطورات خطيرة تكون نتائجها كارثية على المنطقة والعالم بأكمله.
وبحسب الباحث فى الشأن الإيرانى فإن الولايات المتحدة يمكن أن تلجأ إلى حيلتها المعهودة مثل تشديد إجراءات العقوبات أو ضم شخصيات وكيانات جديدة لقائمة العقوبات، أو إرسال المزيد من القطع البحرية إلى منطقة الخليج، أما ما يخص مخالفة إيران بهذه الخطوة للعقوبات فهي بالطبع مخالفة صريحة غير أن إيران لم تعد مشغولة بما تقوم به الإدارة الأمريكية، فما تحرص عليه هو التحايل عليها وعدم تحقيق الهدف الأمريكي الخاص بتصفير تصدير النفط الإيراني لسببن سياسي يتعلق بموضوع التحدي وتفريغ العقوبات من مضمونها، واقتصادي كون أن النفط يمثل نسبة كبيرة من المدخولات الإيرانية.





