الناقلة الإيرانية تتأهب لمغادرة جبل طارق.. ومخاوف من ملاحقة أمريكية
بعد احتجازها منذ الرابع من يوليو الماضي، أصبح متاحًا للناقلة الإيرانية أن تغادر جبل طارق وفقًا لما أعلنه رئيس وزراء حكومة جبل طارق فابيان بيكاردو، الجمعة 16 أغسطس 2019؛ حيث قال إنه بوسع الناقلة المغادرة، متى أصبحت جاهزة اعتبارًا من اليوم.
لكن بيكاردو عاد وألمح إلى أن المحكمة العليا لديه ستنظر في أي محاولة أمريكية لمنع الناقلة من المغادرة، وفق ما أوردته وكالة
«رويترز»؛ ما أثار مخاوف لدى طهران من
تعرض ناقلتها للملاحقة الأمريكية.
وقد هددت واشنطن بحظر منح تأشيرات لطاقم الناقلة، ومنعهم من دخول أراضيها، وأعلنت مورغان أورتاغوس المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أن الناقلة كانت تقدم المساعدة للحرس الثوري الإيراني، الذي تعتبره واشنطن منظمة إرهابية، عبر نقلها النفط من إيران إلى سوريا، قائلة: إن أفراد طواقم السفن التي تساعد الحرس الثوري الإيراني عبر نقل النفط من إيران قد لا يكونوا مستحقين للحصول على تأشيرات أمريكية، أو قد يُمنع دخولهم إلى أراضي الولايات المتحدة لتهم تتعلق بالإرهاب.
وأضافت أورتاغوس: على قطاع البحرية أن يدرك أن حكومة الولايات المتحدة تنوي إلغاء التأشيرات التي يحملها أفراد طواقم كهؤلاء، في حال ناقلة النفط جريس 1، سنستمر بالعمل طبقاً لسياساتنا الحالية فيما يتعلق بمن يقدم دعمًا ماديًّا للحرس الثوري الإيراني.
وصباح الجمعة 16 أغسطس 2019، ذكر مساعد مدير مؤسسة الموانئ والملاحة
البحرية الإيرانية في تصريحاته على التلفزيون الرسمي الإيراني، أن الناقلة تم رفع علم
البلاد عليها وإعدادها للإبحار، وأنها ستتجه إلى البحر المتوسط بعد إعادة تسميتها بـ«أدريان داريا» بدلا من «جريس 1».
وكانت سلطات جبل طارق، التابعة لبريطانيا، قررت الإفراج
عن الناقلة، لكنها لم تحدد على الفور موعدًا لذلك أو ما إذا كانت ستُبحر بعد أن طلبت
الولايات المتحدة في اللحظات الأخيرة احتجاز الناقلة.
وتجدر الإشارة إلى أن مشاة البحرية الملكية البريطانية أوقفوا الناقلة في الرابع من يوليو؛ للاشتباه في أنها تنتهك عقوبات للاتحاد الأوروبي بنقل نفط إلى سوريا، وبعد نحو أسبوعين، احتجزت إيران ناقلة ترفع علم بريطانيا في مضيق هرمز، وأعلن مسؤولوها أن «المضيق بالمضيق» أي احتجاز السفن في مضيق هرمز مقابل احتجاز سفينتهم في مضيق جبل طارق.
من جهته، قال رئيس وزراء جبل طارق فابيان بيكاردو: إنه بوسع الناقلة الإيرانية المغادرة بمجرد أن تكون مستعدة، وأن ذلك يتوقف على التفاصيل اللوجستية، معربًا عن استبعاده توجه الناقلة إلى سوريا.
وأعلن رئيس قضاة جبل طارق أنطوني دادلي بأن الإفراج عن الناقلة جاء بعد تأكيدات مكتوبة من إيران بأنها لن تتجه إلى بلدان «خاضعة لعقوبات من الاتحاد الأوروبي».
من جانبه، قال محمد علاء الدين، الباحث المتخصص في الشأن الإيراني: إن واشنطن كونها لن تنجح في احتجاز السفينة الإيرانية فهي تحاول اتخاذ الإجراءات المتاحة لديها ضد طاقم السفينة؛ لأنهم يعملون بمثابة أذرع للحرس الثوري المدرج على لوائح الإرهاب الأمريكية.
وأضاف في تصريحات لـ«المرجع» أن الإجراءات الأمريكية المزمعة ضد طاقم السفينة أدريان داريا تأتي في إطار تطويق وحصار أنشطة الحرس الثوري الإرهابي حول العالم، فالمبعوث الأمريكي للشؤون الإيرانية برايان هوك قال: إن واشنطن فرضت خلال عام أكثر من 25 جولة عقوبات على إيران، شملت أكثر من 1000 فرد ومنظمة.
وتابع: أن تقديم طهران تعهدات مكتوبة لسلطات جبل طارق يكشف زيف الادعاءات بعدم إمكانية حدوث ذلك، ويحرج الغطرسة الإيرانية أمام الداخل والخارج، ولذلك حاولت طهران نفي تعهدها بذلك على لسان المتحدث باسم خارجيتها كي تحافظ على ماء وجهها.





