ad a b
ad ad ad

الطريق إلى رئاسة أفغانستان.. مرشحون تهددهم «طالبان» وناخبون يحكمهم الشك والخوف

الأربعاء 14/أغسطس/2019 - 12:06 م
المرجع
شيماء يحيى
طباعة

رغم التوترات الأمنية التي ترتقي إلى درجة الخطر وهشاشة الدولة، انطلقت منذ أيام في أفغانستان أولى الحملات الانتخابية الرئاسية المقرر عقدها في 28 سبتمبر 2019، بحضور الرئيس الحالي «أشرف غني»، وأبرز منافسيه رئيس الحكومة «عبدالله عبدالله» في كابول.

18 مرشحًا هم من ضمتهم القائمة الأخيرة للانتخابات، من بينهم أربعة مرشحين بارزين هم:


الطريق إلى رئاسة

1-أشرف غني

وهو الرئيس الحالي للبلاد، اسمه كاملا أشرف غني أحمدزي، ولد عام 1949 بولاية لوغر في أفغانستان، انتخب رئيسًا لأفغانستان في 2014، وكان من المتقدمين للترشح في الانتخابات الرئاسية عام 2009.

كان «غني» عالم إنسانيات أفغاني، ووزيرًا سابقًا للمالية في الفترة بين 2002 و2004، وعميدًا لجامعة كابول، وكذلك شريكًا مؤسسًا لمعهد كفاءة الدولة؛ إضافةً لكونه عضوًا في لجنة التمكين القانوني للفقراء، وفي استطلاع أونلاين عام 2013 كان ترتيبه الثاني من ضمن قائمة لأفضل 100 مفكر في العالم. 

الطريق إلى رئاسة

2-    عبدالله عبدالله

 ولد عبدالله عبدالله، المرشح الثاني في قائمة المرشحين للرئاسة الأفغانية، في عام 1960 بمنطقة كابول، نقلته رحلته السياسية من حياته كجراح ممارس للعين إلى منافس رئاسي، بدأ حياته المهنية في مستشفى العيون بكابول، ولكنه غادر إلى باكستان عام 1982 بعد الغزو السوفييتي، ظل الدكتور عبد الله وزيرًا للخارجية في الحكومة التي يرأسها التحالف الشمالي، ووزيرًا للخارجية في إدارة حامد كرزاي، وتقدم للترشح للانتخابات الرئاسية 2009، وتعتبر هذه هي المرة الثالثة التي يترشح فيها عبد الله للرئاسة. 

الطريق إلى رئاسة

3-زلماي رسول

 ولد في كابول، وهو سياسي أفغاني ووزير الخارجية في حكومة كرزاي في الفترة ما بين يناير 2010 وأكتوبر 2013 حينما استقال من منصبه للترشح في الانتخابات الرئاسية الأفغانية 2014، وكان حليفًا سياسيًّا مقربًا من الرئيس الأفغاني السابق حامد كزراي.

الطريق إلى رئاسة

 4-قلب الله حكمتيار

 ولد في 1947 في ولاية قندز، درس في كلية الهندسة التابعة لجامعة كابول، في عام 1972 اعتقل بتهمة التورط في مقتل طالب بجامعة كابول، وعقب إطلاق سراحه بعفوٍ، انضم إلى منظمة الشباب المسلمين، التي كان لها نفوذ عظيمة في أفغانستان؛ نتيجة معارضتها للنفوذ السوفيتي، ويعد حكمتيار مؤسسًا وزعيما للحزب الإسلامي المنتهج نهج حركة الإخوان الإرهابية.

 


الطريق إلى رئاسة

مرشحون آخرون

وتأتي أسماء بقية المرشحين الثمانية عشر، كالتالي: «أحمد ولي مسعود، حاجي محمد إبراهيم، عنايت الله حفيظ، نور الحق علومي، محمد شهاب حكيمي، نور رحمان، شيدا محمد إبدالي، فارمرز تمنا، سيد نور الله جليلي، رحمات الله نبيل، فاروق نجرابي، محمد حكيم تورسان، لطيف بدران، محمد حنيف».


الطريق إلى رئاسة

انتخابات في ظل التردي الأمني

بموجب المادة 61 من الدستور الأفغاني، يتم انتخاب الرئيس، بأغلبية تزيد على 50 % من الأصوات، عن طريق الاقتراع الحر والعام والسري والمباشر، وتنتهي ولاية الرئيس في  أول الشهر الثالث من العام الهجري الشمسي للسنة الخامسة بعد الانتخابات؛ وتجري الانتخابات لتحديد الرئيس الجديد في غضون 30 إلى 60 يومًا قبل نهاية عمل الرئيس.

ووسط مخاوف أمنية وأزمة ثقة، أُجلت الانتخابات لأكثر من مرة، كان من المقرر أن تتم في 20 أبريل ولكنها في وقت لاحق تم تأجيلها لـ20 يوليو؛ حيث يتم تطبيق القانون الانتخابي بشكل أفضل، وضمان شفافية وتسجيل الناخبين.

وهناك تقارير إعلامية ترجح أن تأجيل الانتخابات كان لمنح الوقت لمفاوضات السلام التي تتم مع «طالبان»، والتي يقودها المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد.

وتسود الشارع الأفغاني حالة من التشكك في إجراء انتخابات عادلة؛ إذ شابت الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها غني شبهات خطيرة بالتزوير، وتدخّلت الولايات المتحدة بعد ذلك لتشكيل حكومة وحدة مع منافسه عبدالله عبدالله الذي عُيّن رئيسًا للحكومة فيما بعد، وأعربوا عن قلقهم حيال الأوضاع الأمنية غير المستقرة، وما قد يحدث من شن هجمات العنف من قبل طالبان أو غيرهم من الجماعات المتمردة.

 


الطريق إلى رئاسة

طالبان والولايات المتحدة

وفي ظل الظروف السياسية غير المستقرة التي تواجهها أفغانستان، تعد هذه المفاوضات من القضايا المهمة على الصعيد الحالي؛ لكونها الحل الأمثل لإنهاء مأساة الشعب الأفغاني، والتخلص من الحرب الدائرة منذ ما يقارب 18 عامًا، وكانت حركة طالبان قد أعلنت أن أهدافها من التفاوض تتلخص في إنهاء الوجود الأمريكي على الأراضي الأفغانية، والاعتراف الدولي بالحركة كمنظمة سياسية، والعفو عن أسماء قيادات الحركة ورفعهم من القوائم السوداء للإرهاب.

 ومن جهة أخرى أعلنت أمريكا عن رفضها سحب قواتها نهائيًا من الأراضي الأفغانية، ومثلما فعلت في العراق، أرادت إبقاء عدد من قواتها في أفغانستان لأمور استخباراتية، الأمر الذي يزيد من تعقيد قضية خروج القوات الأجنبية؛ إذ أن طالبان تريد الخروج كاملًا، وعلى النقيض يسعى الطرف الأمريكي للاحتفاظ بالقوات في المنطقة. 


محمد ربيع الباحث
محمد ربيع الباحث في العلاقات الدولية

مشهد متشابك ومستقبل مجهول

وفي تصريح خاص لـ«المرجع»، قال محمد ربيع، الباحث في العلاقات الدولية، إن المشهد الانتخابي في أفغانستان يشوبه الضباب، خاصةً بعد تأجيل العملية الانتخابية مرات عدة، وهناك احتمالية أن يتم التأجيل مرة أخرى في حالة الحكومة الأفغانية، وما تواجهه من أوضاع؛ إذ القي القبض على رئيس الاستخبارات لحركة طالبان، والذي سيرافقها حدة في التصعيد والهجمات المسلحة، وعلى الرغم من بدء الحملة الانتخابية للمرشحين، إلا أن هناك أحداث عنف استهدفت مكتب المرشح لمنصب نائب الرئيس الحالي «غني»؛ ليذّكر الجميع بالوضع الأمني السيئ التي تعاصره أفغانستان في الوقت الراهن، من عمليات قتل والهجوم على المدنيين، والمرشحيين أنفسهم، والفوضى العارمة التي سادت قبل الانتخابات.

  وأشار «ربيع» لموقف حركة طالبان من الانتخابات الرئاسية، فهي تعتبرها باطلة وتعارضها بشدة، وأعربت- في أكثر من مناسبة- عن رفضها ومعارضتها بتكثيف هجماتها في مدن عدة، بالرغم من وجود مفاوضات سلام تجرى حاليًّا بين الحركة والولايات المتحدة، إلا أن حدة الهجمات التي تقوم بها طالبان من المحتمل أن ترتفع الآن، وخاصةً بعد أن فقدت الحكومات الأفغانية شرعيتها.

 وعن أقوى وأقرب المرشحين للفوز، يرى الباحث، أن الرئيس الحالي «أشرف غني»، والرئيس التنفيذي «عبدالله عبدالله» هما الأوفر حظًا، بالرغم من وجود أسماء أخرى مثل قلب الدين حكمتيار، زعيم الحزب الإسلامي رئيس الوزراء الأسبق ، ومحمد حنيف أتمر، مستشار الأمن القومي السابق.

"