يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

باتفاق وارد وصفقة محتملة.. خيارات الحرب تتراجع بين واشنطن وطهران

الإثنين 12/أغسطس/2019 - 08:34 م
المرجع
علي رجب
طباعة

تحول لهيب الصيف في الخليج، إلى نيران سياسية أشعلت الأجواء المتوترة في ظل حرب الناقلات وموجة العقوبات الأمريكية على طهران، والتي طالت أبرز رموز نظام الملالي وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ورغم ارتباك المشهد فإن خيارات الحرب تراجعت، وحلت محلها الرغبة الأمريكية في إبرام صفقة أو اتفاق- يخدم مصالح واشنطن- مع حكومة طهران.


باتفاق وارد وصفقة

دعوة وقناة اتصال

يدل كل من دعوة ظريف لزيارة البيض الأبيض، وتصريحات السفير الأمريكي في العراق ماثيو تولر، على وجود قناة اتصال بين واشنطن وطهران؛ ما يشير بقوة إلى جنوح الطرفين للحوار.


وذكرت صحيفة «نيويوركر» أن السيناتور الجمهوري راند بول، دعا ظريف خلال لقائهما في نيويورك في منتصف يوليو الماضي، للقاء ترامب في المكتب البيضاوي، بينما لم يؤكد البيت الأبيض أو ينفي التقرير.


وقال السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام إنه إذا كانت الأخبار حول دعوة ظريف، إلى البيت الأبيض صحيحة، فإنها ستقوض الموقف الأمريكي الصارم حيال طهران.


كما قال علي ربيعي المتحدث باسم الحكومة الإيرانية: إن البيت الأبيض دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للقاء الرئيس دونالد ترامب خلال زيارته للأمم المتحدة الشهر المقبل، وذلك وفقًا لما ذكره التليفزيون الرسمي الإيراني «برس تي في».


وما كشفه السناتور الجمهوري راند بول عن دعوة ظريف، تتوافق مع ما ذكره السفير الأمريكي الجديد في بغداد، ماثيو تولر، حول أن واشنطن لديها قناة اتصال مباشرة مع طهران لحل الأزمة بين البلدين.


ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية «إيسنا»، اليوم الإثنين، عن السفير الأمريكي الجديد في العراق خلال جلسة مع صحفيين في بغداد عقدت مساء الأحد: «لدينا قناة اتصال مباشر مع طهران، وهناك جهود تبذلها واشنطن لحل الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران».


وفي مايو الماضي، ذكرت قناة «CNN» الأمريكية أن ترامب​ بحث خلال لقائه نظيره السويسري «أولي ماورر» في واشنطن، فتح قناة اتصال مع الإيرانيين.


وكان ترامب عبّر في تصريحات صحفية في مايو الماضي، في تصريحات مثيرة، عن رغبته في أن يتصل قادة إيران به لحل الأزمة، قائلًا، إن إدارته تركت رقم هاتف مع السويسريين؛ كي يتصل الإيرانيون عليه في حال أرادوا التفاوض.

 

 


باتفاق وارد وصفقة

تفاؤل إيراني

من جانبه قرأ العميد أحمد رضا بوردستان، رئيس مركز الدراسات والبحوث الاستراتيجية في إيران، التطورات للملف الأزمة الأمريكية الإيرانية، بأنه يشكل تراجع «احتمال نشوب صراع عسكري في الخليج».


وقال بوردستان لوكالة «مهر» للأنباء، أمس الأحد: «للوهلة الأولى، ما يحدث في منطقة الخليج قد يشير إلى احتمال نشوب صراع عسكري، لكن عندما ننظر إلى عمق الأحداث، نری أن هذا الاحتمال ضئيل للغاية».


وتابع بوردستان قائلًا: «كل الدول التي لدیها مصالح في الخلیج الفارسي لا ترغب في رؤية أزمة أخرى في المنطقة».


وأكد هذا المسؤول العسكري الإيراني، أن «الدبلوماسية» بدلًا من «الحرب»، وقال: «الوضع الحالي يدل على أن دبلوماسيتنا ستؤدي بالتأكيد مهمتها، وستحقق لنا النتيجة المرجوة».

 


باتفاق وارد وصفقة

اتفاق وارد صفقة محتملة

التقارير السابقة تشير إلى احتمال صفقة أمريكية إيرانية جديدة، وهو ما أكدته تقارير صحفية أمريكية وعبرية؛ حيث ذكرت صحيفة «ديلي بيست» الأمريكية، أن الرئيس دونالد ترامب، كلف السيناتور ليندسي غراهام، الذي يعد أحد صقور الكونجرس الأمريكي، ورئيس لجنة القضاء بمجلس الشيوخ، من أجل إعداد مشروع لإبرام اتفاق جديد مع إيران؛ ليحل محل الاتفاق النووي الذي انسحب منه في مايو 2018.


وتحدث غراهام حول خطته للصحيفة قائلًا، إنه يجب على الولايات المتحدة أن تطلب من النظام الإيراني الموافقة على ما يسمى باتفاقية 123، وهو التزام رئيسي ملزم قانونًا، يتطلب من الدول التي تعقد صفقات نووية مع الولايات المتحدة التوقيع على معايير حظر الانتشار النووي؛ حيث وقّع ذلك أكثر من 40 دولة.


كذلك رجح تقرير عبري، اليوم الإثنين، إمكانية التوصل إلى «صفقة ثانية» بين واشنطن وطهران.


وقال نائب رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن «دافيد واينبرغ»: إن «هناك مؤشرات بأن ترامب بدأ يعكس سياسة أقصى الضغوط على إيران، ويسعى للوصول إلى صفقة قبل أن تعلن طهران قبولها بالتفاوض مرغمة».

 

وحذر واينبرغ، في تقرير نشرته صحيفة «إسرائيل اليوم»، من أن «المفاوضين الإيرانيين سيكسبون أي جولة مفاوضات من دون ضغط؛ ما يتيح لهم التوصل إلى اتفاق لصالحهم».


وشدد على أن «هذا ليس الوقت المناسب للتراجع؛ لأن حكام طهران بدؤوا يشعرون بالضغط؛ ما يفسر تهديدادتهم وأعمالهم الاستفزازية الأخيرة في الخليج»، مضيفًا أنه «ينبغي على الرئيس الأمريكي عدم التراجع، فهناك الكثير مما يمكنه عمله لتركيع إيران وإجبارها على التفاوض بشروطه».


من جانبه يرى الخبير في الشؤون الإيرانية الدكتور محمد بناية لـ«المرجع»: إن هناك العديد من المؤشرات على وجود طبخة هادئة لصفقة أمريكية إيرانية بين ترامب وخامنئي.


باتفاق وارد وصفقة

ثمار العقوبات

وأوضح «بناية» أن تصريحات والتقارير الصحفية الصادرة من واشنطن وطهران، تشير إلى الصفقة والتقارب، لافتًا إلى أن التقارير الإسرائيلية تؤكد هذه الأخبار، بل وتكشف عن اقتراب هذه الصفقة للخروج إلى العلن.


وشدّد بناية على أن سياسة العقوبات والضغوط بدأت تأتي ثمارها مع النظام الإيراني، وحديث قادة ايران عن الحوار مع واشنطن يؤكد أن الضغوط  أتت بثمارها، وأن ترامب يقترب من صفقة مع خامنئي.

 

"