أجواء مشحونة وحرب وشيكة.. مستقبل الهند وباكستان بعد إلغاء الحكم الذاتي لكشمير
مثل إعلان الحكومة الهندية صباح اليوم- الإثنين 5
أغسطس 2019- إلغاء الحكم الذاتي في منطقة كشمير، دستوريًّا، بمثابة افتتاح رسمي لفصل جديد من الصراع الدامي في منطقة جنوب
آسيا.
وقال وزير الداخلية الهندي أميت شاه- أمام البرلمان: إن الرئيس، وقع مرسومًا نصّ على إلغاء المادة 370 من الدستور التي تمنح حكمًا ذاتيًّا لولاية جامو وكشمير ذات الأغلبية المسلمة والواقعة في الهيمالايا، ودخل المرسوم حيز التنفيذ «بشكل فوري».
مشهد مشتعل
وقد سبقت الخطوة الهندية استعدادات وتحضيرات عدة، تمثلت في فرض حظر على التجمّعات العامة وإغلاق المدارس في كبرى مدن الإقليم والمناطق المحيطة بها، وإغلاق الجامعات في ولاية جامو لحين إشعار آخر، ودعت إلى تخزين الطعام والوقود؛ وذلك بحجة وجود معلومات عن تهديدات إرهابية؛ ما أثار الذعر بين السكان الذين اكتظت بهم محطات الوقود والمتاجر وأجهزة الصرف الآلي، حتى تردد أن الوقود نفد من معظم الأنحاء.
واشتعل المشهد في كشمير منذ 10 أيام بعد نشر 10 آلاف جندي هندي على الأقلّ، وبحسب وكالة فرانس برس فقد نشرت الهند خلال الأيام الماضية 70 ألف جندي إضافي أيضًا في الإقليم، مع اتهامها للقوات الباكستانية بمساعدة مسلحين لتنفيذ هجمات على الهندوس في الإقليم، رغم نفي إسلام آباد.
وسبق أن أعلن الرئيس الأمريكي دنالد ترامب الشهر الماضي، أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي فاتحه في أن يتوسط مع باكستان لحل نزاع كشمير، ونفت حكومة الهند ذلك، ورفض وزير الخارجية الهندي، سوبراهمايان جايشانكار، مبادرة الرئيس الأمريكي مشددا على أن أي مشاورات بشأن كشمير، ستجري بين نيودلهي وإسلام آباد فقط، بدون وساطة.
حرب وشيكة
وقال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي على موقع «تويتر» أمس: «اقترح الرئيس ترامب التوسط في كشمير، والوقت مناسب لفعل ذلك؛ لأن الوضع يتدهور هناك وعلى طول خط السيطرة مع اتخاذ قوات الاحتلال الهندية خطوات عدائية جديدة».
ويتبادل الجيشان الهندي والباكستاني بشكل شبه يومي تقريبًا إطلاق القذائف، وقد أدان خان، قصف الهند لكشمير، مطالبًا مجلس الأمن باتخاذ خطوات حيال استخدامها أسلحة محرمة دوليًّا، قائلًا: «أدين الهجوم الهندي على الخط الحدودي الذي طال مدنيين أبرياء، واستخدام نيوديلهي ذخيرة عنقودية في انتهاك للقوانين الإنسانية الدولية.. يجب على مجلس الأمن أخذ هذا التهديد للسلام والأمن في العالم بالحسبان.. حان الوقت لإنهاء المعاناة الطويلة لشعب كشمير المحتلة، يجب أن يُمنح الكشميريون حق تقرير مصيرهم وفقًا لقوانين مجلس الأمن».
وأمس الأحد، أصدرت الحكومة المحلية في الإقليم تحذيرًا من هجمات محتملة، وطلبت من السياح العودة إلى ديارهم؛ ما أدى إلى فرار آلاف السياح والزوار والعمال الهنود، بينما قالت الهند إنها صفَّت 5 مسلحين على الأقل كانوا يحاولون الهجوم على قواتها.
وبحسب التقديرات فقد فر 20 ألف سائح، ومعظم العمال الذين يفوق عددهم 200 ألف من الإقليم.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الهندية الكولونيل راجيش كاليا السبت الماضي: إن مسلحين يعملون انطلاقًا من باكستان قاموا بمحاولات عدة؛ للإخلال بالأمن في منطقة كشمير واستهداف الزوار، لكن باكستان وصفت الأمر بأنه «أكاذيب فاضحة".
وقد خاضت الهند وباكستان حربين من أصل ثلاثة حروب دارت بينهما؛ بسبب كشمير.
كشمير.. وحساسية الطرفين
وفي تصريح للمرجع، قالت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان لا يميل إلى تصعيد النزاع مع جارته الهند، بل بالعكس فإنه منذ أن وصل إلى سدة الحكم ينحو تجاه التهدئة وعدم الانزلاق إلى الصراع، ولكن الأحداث المشتعلة التي حدثت مؤخرًا قد تضطره للدخول في نزاع مع الهند مفروض عليه؛ بسبب حساسية وخطورة مسألة كشمير بالنسبة لباكستان، وهي كذلك أيضًا بالنسبة للهند.
وأضافت الشيخ، أن الهند تبغي من وراء خطوة إلغاء الحكم الذاتي إلى إحكام سيطرتها على إقليم كشمير؛ بسبب التوترات الأمنية التي يعيشها الإقليم في الآونة الأخيرة، فأرادت تعزيز حضورها فيه؛ للقضاء على أي تهديدات محتملة لمصالحها وأمنها.





