عرض المزاعم المشبوهة.. مُدبر «هجمات سبتمبر» يزج بالسعودية إنقاذًا لحياته
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن عرض جديد تقدم به خالد شيخ محمد العقل
المُدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، التي استهدفت أبراج التجارة العالمية ومقر وزارة
الدفاع الأمريكية «البنتاجون».
وأبدى خالد شيخ محمد استعداده للإدلاء بشهادته في القضايا التي رفعها أمريكيون
ضد المملكة العربية السعودية، مدعين أنها تورطت في دعم المجموعات التي نفذت هجمات الحادي
عشر من سبتمبر.
مزاعم
العقل المدبر
وتقدم «شيخ محمد» بعرضه المزعوم
يوم الجمعة الماضي 27 يوليو 2019، في رسالة وجهها محاميه إلى المحكمة الفدرالية في
منطقة مانهاتن، التي تنظر في الدعوى الجماعية ضد السعودية المُقدمة باسم أكثر من
800 شخص من أقارب الضحايا، وأيضًا المتضررين من هجمات 11 سبتمبر.
ورفع هؤلاء دعوى ضد المملكة العربية السعودية،
واتهموا السلطات فيها بدعم شبكة تنظيم القاعدة الإرهابية، المسؤولة عن تلك الهجمات
التي أودت بحياة حوالي 3000 شخص.
وبحسب وكالة رويترز فإن مدبر هجمات 11
سبتمبر عرض الشهادة ضد المملكة العربية السعودية في مقابل صفقة مع القضاء الأمريكي
تضمن له ألا يتم الحكم عليه بالإعدام.
وقال المحامون الذين يمثلون الجهات والأفراد
الذين رفعوا قضايا ضد المملكة العربية السعودية: إن خالد شيخ محمد و4 آخرين موجودين
في السجون الأمريكية، هم من دبروا احداث سبتمبر 2001، مُضيفين أن «شيخ محمد» قد يُدلي بشهادته التي يتوقع أن تدين المملكة على حد وصفهم.
مخزن أسرار
القاعدة
يعتد خالد شيخ محمد واحدًا من أخطر الإرهابيين
الذين تحتجزهم الولايات المتحدة في سجن جونتنامو حاليًّا، وهو العقل المدبر لهجمات
11 سبتمبر، ورئيس اللجنة العسكرية في تنظيم القاعدة سابقًا، وواحدًا من 3 أبرز قيادات
للتنظيم في الفترة التي سبقت اعتقاله.
واعتقلته القوات الباكستانية في عملية
مشتركة مع الولايات المتحدة، هو و2 من القيادات الإرهابية في داخل باكستان، وسلمته
للولايات المتحدة التي نقلته إلى عدد من السجون ضمن برنامج التسليم الاستثنائي -برنامج
سري يتم فيه استجواب المعتقلين خارج الحدود الأمريكية- قبل أن تنقله لاحقًا إلى سجن
جونتانامو الواقع في خليج كوبا.
نصب المكائد
للمملكة
تحاول المؤسسات والأفراد التي رفعت الدعوى
القضائية ضد السعودية، توريط المملكة في هجمات 11 سبتمبر للحصول على تعويضات مالية
من السعودية، بالرغم من تأكيدات سابقة لمسئولين رسميين في الإدارة الأمريكية تنفي هذه
المزاعم.
ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية خلال
فترة حكم الرئيس السابق باراك أوباما، عن المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إرنست، قوله
إن المعلومات التي نشرتها الولايات المتحدة في تقرير الـ28 ورقة الشهير لا تشير إلى
وجود روابط رسمية بين المملكة العربية السعودية وبين إرهابيي القاعدة.
تقرير
الـ28 ورقة
يستند محامو الادعاء الذين يحاولون الاستفادة
من شهادة «شيخ محمد» في القضية التي رفعوها ضد المملكة العربية السعودية
إلى تقرير سري أفرجت عنه الولايات المتحدة في فترة الرئيس أوباما ويعرف بتقرير الـ28
ورقة.
وتقرير الـ28 ورقة هو جزء من تقرير رسمي
طويل أعده الكونجرس الأمريكي عن هجمات 11 سبتمبر.
ونشرت إدارة أوباما التقرير في عام
2015، بعد 13 عامًا من التكتم عليه، لكنها أكدت أنه لا توجد صلة بين مختطفي الطائرات
التي تم استخدامها في الهجوم وبين المسئولين الرسميين في المملكة السعودية.
واعتمد تقرير الـ28 ورقة على معلومات مكتب
التحقيقات الفيدرالي FBI التي قالت إنها وجدت في هاتف أبوزبيدة -أحد قيادات القاعدة البارزين والمحتجز
حاليًا في جوانتنامو- أرقامًا لشركة في أسبن بولاية كولورادو الأمريكية، وهي نفس الشركة
التي كانت مسؤولة عن إقامة السفير السعودي الأسبق في الولايات المتحدة الأمير بندر
بن سلطان.
كما وجد مكتب التحقيقات الفيدرالي في هاتف أبي بزبيدة رقم حارس من حراس
السفارة السعودية، بينما حجبت الإدارة الأمريكية عدة كلمات حول هذه الجزئية في تقرير
الـ28 ورقة.
ويعتبر تقرير الـ28 ورقة أن أقوى دليل
لديه هو تواصل ضابط بالبحرية السعودية تليفونيًّا، عام 2000، مع 2 من مختطفي الطائرات
في 11 سبتمبر، لكنه لم يجد أي أدلة إثبات على وجود نوع من التعاون أو الدعم من المملكة
للإرهابيين.
وقالت صحيفة الجارديان البريطانية تعليقًا
على التقرير إنه لا يوصل لأي دليل عن وجود روابط بين الأمير بندر بن سلطان وبين منفذي
هجمات 11 سبتمبر.
وفى نفس السياق، شككت صحيفة النيويورك
بوست في مقال كتبه بول سبيري عام 2016 في نوايا الإدارة الأمريكية بعد نشر تقرير الـ28
ورقة، قائلًا: إنه لا ينبغي أن يتم خداع الشعب الأمريكي بهذا التقرير.
وأشار «سبيري» إلى أن تقرير
الكونجرس الأمريكي الذي أصدره بعد التحقيق في هجمات 11 سبتمبر يبلغ نحو 100 ألف ورقة،
موضحًا أن الإدارة الأمريكية حجبت معلومات محورية من تقرير الـ28 ورقة وركزت على تواصل
من وصفهم بـ«المسؤولين السعوديين» مع 2 من أصل 15 سعوديًّا شاركوا في الهجوم
الإرهابي.
واشنطن
تخدع الشعب الأمريكي
واعتبر الكاتب الأمريكي أن حكومة بلاده
تحاول خداع الشعب الأمريكي وعدم الإفصاح عن كامل التفاصيل المدونة في تقارير الكونجرس
والمخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي حول هجمات 11 سبتمبر.
سامح عيد: الولايات المتحدة تحاول ابتزاز السعودية بـ«خالد شيخ محمد»
وفي تصريح للمرجع، قال سامح عيد الخبير
في شؤون الجماعات الإسلامية: إن الولايات المتحدة تستغل خالد شيخ محمد في ابتزاز المملكة
العربية السعودية والضغط عليها، مُضيفًا أن مقدمي الدعوى القضائية يحاولون الحصول على
تعويض من المملكة العربية السعودية، التي دفعت بالفعل تعويضات كبيرة لأمريكا، وأن عرض
خالد شيخ محمد قد يكون ابتزاز للسعودية لكي تدفع مزيدًا من الأموال للولايات المتحدة،
موضحًا أن هناك مفاوضات مع محامي خالد شيخ محمد لتوجيه القضية في مسار معين للضغط على
المملكة.





