يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

تمدد «داعش» بعد هزيمته.. بداية جديدة أم نهاية محتومة؟

الثلاثاء 23/يوليو/2019 - 08:14 م
المرجع
أحمد سلطان
طباعة

عقب هزيمته الأخيرة في قرية الباغوز السورية، بدأ تنظيم داعش الارهابي مرحلة جديدة من العمليات الدموية في أكثر من دولة حول العالم؛ للإيحاء بأنه لم يهزم أو ينته، ولم يكتف التنظيم بعملياته النوعية تلك، بل أعلن إقامة 3 ولايات جديدة- عقب «هزيمة الباغوز» - هي ما يعرف بـ«ولاية الهند، وولاية باكستان، وولاية وسط أفريقيا».



تمدد «داعش» بعد هزيمته..

داعش والهيكل الجديد


وعن الهيكل التنظيمي الجديد  لداعش، نشر المركز الدولي لمكافحة التطرف، دراسة جديدة أعدها الباحث في شؤون الإرهاب كولين كلارك  بعنوان: «ماذا تخبرنا إعادة الهيكلة التنظيمية لداعش؟».


وقال «كلارك» في الدراسة المذكورة: إن التنظيم الإرهابي يتجه نحو مزيد من اللامركزية في الفترة الحالية، بدلًا من السياسة المركزية التي كان تعتمد على مراكز الثقل في قلب ما يعرف بـ«الخلافة المكانية».


ويسعى التنظيم خلال الفترة الحالية إلى إيجاد معاقل جديدة له، بعد خسارة معاقله الرئيسية في سوريا والعراق، وهو ما يفسر اتجاه التنظيم لفتح جبهات جديدة في كشمير وباكستان، ودولة الكونغو الديمقراطية، وموزمبيق، وذلك بحسب المركز.


كما يعمل التنظيم على تثبيت نفوذه في داخل سوريا والعراق، عقب الهزائم المتتالية التي تعرض لها، عبر الحفاظ على الخلايا الأمنية المنتشرة في تلك المناطق.


ونشرت وسائل الدعاية الداعشية خلال الأسابيع الماضية سلسلة من الإرشادات لعناصر التنظيم حول كيفية شن هجمات إرهابية باستخدام العبوات الناسفة، وتنفيذ عمليات القنص والاغتيال.


 داعش.. شركة متعددة الجنسيات


ويصف المركز داعش بأنها تشبه «شركة متعددة الجنسيات» تعمل على توسيع نطاق عملياتها في بعض الدول، وتقليلها في أماكن أخرى، موضحًا أن الاتجاه نحو اللامركزية في التنظيم الإرهابي غير مصحوب بتوزيع الموارد والأسلحة.


وأكد المركز الدولي لمكافحة التطرف، أن فروع داعش تتبنى استراتيجيات تتوافق مع ظروفها المحلية، وتعمل على إعادة هيكلة نفسها بنفسها وفق ظروف كل فرع في تلك المناطق بما يتواءم مع الأوضاع التي تمر بها.


وتكشف الهجمات التي شنها التنظيم في جزيرة سريلانكا عن استعداد تنظيم داعش الإرهابي مع مجموعات صغيرة مثل حركة التوحيد الوطنية، التي نفذ عناصر منها هجمات أحد الفصح في سريلانكا.


ويمكن أن تؤدي إعادة هيكلة داعش الجديدة لمزيد من عدم الاستقرار في عدد من الدول التي تنشط فيها خلايا التنظيم، كما سيسعى الجهاز الدعائي للتنظيم الإرهابي؛ للاستفادة من الهجمات في المناطق التي لم يكن بها موطئ قدم للتنظيم الإرهابي من قبل.


وذكر «الدولي لمكافحة التطرف»، أن زعيم التنظيم «أبوبكر البغدادي» يمكن أن يفقد بسبب التحول الأخير سيطرته على بعض أفرع التنظيم، كما حدث مع زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، مضيفًا، أن البغدادي واجه محاولة انقلاب داخلية في سبتمبر 2018، لكن جرى إحباطها بعد معركة استمرت لعدة أيام.


واعتمد البغدادي على إرسال قيادات إرهابية موالية له؛ لإنشاء خلايا جديدة في المناطق التي تمدد لها التنظيم في أفريقيا وآسيا؛ ليضمن أن تكون أفرع التنظيم مشابهة للمجموعة الرئيسية الموجودة في سوريا والعراق.


ويتوقع المركز، أن ينهار داعش إذا قُتل «البغدادي» أو حاول التنظيم التمدد بسرعة كبيرة دون وجود روابط قوية مع الفروع الإرهابية.

تمدد «داعش» بعد هزيمته..
التمدد.. بداية جديدة أم نهاية محتومة؟

بحسب دراسة االمركز الدولي لمكافحة التطرف، فإنه كلما زاد عدد القيادات الداعشية المقتولة، ضعفت الروابط الموجودة بين التنظيم الإرهابي وفروعه، وربما يؤدي هذا إلى تبنى الفروع لمنهجية خاصة بها، كما حدث سابقًا مع تنظيم القاعدة وفرعه المركزي في العراق الذي قاده أبومصعب الزرقاوي، والذي رفض توجيهات أسامة بن لادن وأيمن الظواهري بخصوص القتال في العراق، وقادت تصرفات الزرقاوي التنظيم الإرهابي؛ ليصبح بصورته الحالية المتمثلة في «داعش».


وألمحت الدراسة، إلى أن النظر في الخطوات السابقة التي اتخذها تنظيم القاعدة يساعد على التنبؤ بما قد يفعله تنظيم داعش في الفترة المقبلة.


وأعلن تنظيم القاعدة، تمدده إلى السعودية في عام 2003، والعراق في 2004، والجزائر في 2006، واليمن في 2007، بينما أعلن عن تشكيل فرعه في الصومال في 2010 وسوريا في 2012، إضافةً لإعلانه عن أحدث فروعه المعروف باسم القاعدة في شبه القارة الهندية في عام 2014.


واعتمد تنظيم القاعدة على طريقتين في التمدد في تلك الفترة، أولهما تأسيس خلايا ومجموعات تابعة له في تلك البلدان، أو التحالف مع مجموعات محلية أخرى في مقابل تعهدها بالولاء لـ«القاعدة».


وتدخل المعركة ضد داعش في الفترة الحالية مرحلةً حرجةً، ويرتبط جزء كبير منها بالمسؤولين عن «القيادة والسيطرة» في التنظيم الإرهابي، ويحتمل أن تتمكن أفرع التنظيم في السيطرة عليه وإدارة العمليات الإرهابية خلال المرحلة المقبلة، كما حدث مع تنظيم القاعدة الذي اختبأت قيادته في «خراسان» بينما تطورت فروع أخرى كالعراق واليمن؛ لتشكل مجموعات مستقلة ذات قدرة عملياتية كبيرة، في حين كانت قيادة القاعدة في خراسان تحاول الهرب من الاستهداف عبر غارات الطائرات بدون طيار التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية.


ويعتبر المركز، أن تمدد داعش وسعيه لإنشاء فروع جديدة، قد يكون خطيئة تؤدي للقضاء عليه، مضيفًا أنه يركز على الكم وليس الكيف، ويسعى للوصول لجماعات جديدة في أفريقيا والصحراء الكبرى، وقد لا تكون تلك الجماعات على اتفاق مع الاستراتيجية التي يتبناها التنظيم الإرهابي.


ووفقًا لـ«الدولي لمكافحة التطرف»، فإن الضغط الزائد على التنظيم الإرهابي قد يؤدي إلى انتهاجه لاستراتيجية «التوسع في التمدد» والتي قد تؤدي لضعف الروابط بينه وبين الفروع التابعة له، أو فقدان السيطرة عليها في بعض الأحيان.


ويراهن داعش خلال الفترة الحالية على أن أيدولجيته والدعايا التي ينشرها ستساهم في «إعادة إحياء التنظيم» بعد خسارته الأخيرة لمناطق سيطرته.


وينشط مناصرو وأتباع التنظيم الإرهابي عبر الإنترنت ويدافعون عن الهجمات الإرهابية التي يقوم بها، ويسعى التنظيم الإرهابي لتجنيد «الجيل الجديد» من الإرهابيين عبر شبكة الإنترنت.


ويشير المركز، إلى أن تطور تقنيات الاتصال والتشفير، ستساهم في بقاء التنظيم الإرهابي على الساحة العالمية، وستمكن المتشددين في خارج معاقل داعش من التواصل مع عناصر التنظيم.


ويؤكد عدد من الباحثين، أن «الخلافة الافتراضية» عبر شبكة الإنترنت ستسهم في تأييد دعاوى التنظيم الإرهابي التي تزعم بقاء الخلافة المكانية بالرغم من خسارة المعاقل الداعشية.


وتوقع المركز الدولي لمكافحة التطرف، أن تعود ما تعرف بـ«الحركة الجهادية العالمية» إلى سابق عهدها من الاقتتال بين الجماعات المسلحة وبعضها، إضافةً للسعي للوصول إلى مناطق جديدة، والتركيز بصورة أكبر على النزاعات المحلية والإقليمية.

"