ad a b
ad ad ad

عائلة من رواد الأعمال «السوريين - الإسبان» الذين جهّزوا جبهة النصرة رهن الاحتجاز في مدريد

الخميس 18/يوليو/2019 - 12:28 م
عناصر جبهة النصرة-
عناصر جبهة النصرة- أرشيفية
جواكيم فليوكاس
طباعة
كرست صحيفة «إلموندو» الإسبانية في عددها الصادر يوم 13 يوليو مقالة طويلة لعائلة إسبانية - سورية تعيش في مدريد، وهي عائلة قطيني.

تدير هذه العائلة عددًا لا يُحصى من الشركات، التي موّلت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام- جماعة إرهابية في محافظة إدلب) في سوريا.

فارس قطيني، رب العائلة، هو أحد مؤسسي اللجنة الإسلامية في إسبانيا، ويدير الجامع الرئيسي بمدينة مدريد، وهو مسجد أبو بكر في منطقة تطوان، المعروف باعتداله عن الجامع السعودي الكبير في المدينة.

إلموندو تروي نتائج التحقيقات
ينظر الوكيل « تي» إلى حزمة من الأوراق ويبتسم، لقد شارك للتو في أكبر ضربة لشبكة تمويل جهادية في سوريا من إسبانيا، «هذه الشبكة تديرها عائلة متشعبة الجذور، تعمل بطريقة مماثلة لشركات كوريا في قضية جورتيل، فلها صندوق البريد الخاص بها، وأموالها القذرة، وحساباتها الموازية، وفواتيرها الكاذبة»، هذا ما يوضحه أحد ضباط مجموعة التدخل الفني، ويقول: إن الفرق بين هذه القضية وقضية جورتيل أنه لم يتم تحويل الأموال إلى السياسيين، ولكن إلى جيوب الإرهابيين في جبهة النصرة (الفرع السوري لتنظيم القاعدة)، والأموال لم تكن الشيء الوحيد الذي تم إرساله.

استحوذت عائلة قطيني الغنية على مستودع في منطقة صناعية بجوار مدينة توليدو العام الماضي، هناك احتفظوا بكل شيء، سيارات مصفحة كبيرة (من ماركة جيب)، وقطع غيار شاحنات قديمة، ومولدات كهربائية، لقد اشتروا كل شيء بشكل قانوني من خلال إحدى شركاتهم، وهي شركة  EmirTrucks Trading، ثم قاموا بنقل السيارات وقطع الغيار إلى ميناء فالنسيا، ومن هناك عن طريق شركة حاويات وهي Transitaria Ibertrans Service قاموا بنقل البضائع إلى ميناء اللاذقية السوري، وتم تفريغ الحاويات في تركيا ودبي والإمارات العربية المتحدة، ووضع جهات مزيفة على خريطة طريق السفينة.

سافرت الشاحنة التي غادرت توليدو مسافة 5000 كيلومتر إلى الشرق، وعُهد بها إلى الميليشيات المتطرفة في مدينة إدلب، آخر معقل للإرهابيين في شمال شرق سوريا.

وقبل أسبوعين، فككت الشرطة الإسبانية خلية إرهابية، واعتقلت 10 أشخاص في مدريد كجزء من عملية كبيرة لمكافحة الإرهاب، وأجرت السلطات تحقيقًا شارك فيه 350 وكيلا، وكانت شركة عائلية هي التي تدير هذه الخلية على رأسها رجل الأعمال فارس قطيني، وثلاثة من أبنائه وهم همام وحسام وعمار.

كانت الشرطة تحقق معهم منذ عامين لاستخدامهم تسع شركات لغسيل الأموال، وتمويل الإرهابيين السوريين، لقد أرسلوا سيارات مدرعة، وقطع غيار شاحنات تم تحويلها إلى أسلحة قتالية إلى الأراضي السورية.

تشير الأرقام الحالية إلى مبلغ مائة ألف يورو تم الاستيلاء عليها من الخزانة، يقول مسؤولو الضرائب الذين شاركوا أيضًا في التحقيقات: «سنتحدث بالتأكيد عن ملايين في المستقبل».

كان رب العائلة فارس قطيني قد وصل إلى مدريد في عام 1969، كان له سبعة أبناء، وكان يعيش مع زوجته في فيلا في بلدية سان فرناندو في مدريد، كان فارس أحد مؤسسي اللجنة الإسلامية في إسبانيا، وكان يدير المسجد الرئيسي في مدريد، وهو مسجد أبو بكر في منطقة تطوان، كما كان يدير أيضًا أماكن الجزارة التابعة للمسجد لذبح المواشي بالطريقة الحلال الموافقة للشريعة الإسلامية؛ حيث كان يلتقي أعضاء عائلته للتعامل مع شحنات الأموال والسيارات الموجهة إلى سوريا.

مفاجأة للجميع
كان ابن فارس قطيني، حسام، هو معاونه الرئيسي، وكان يملك شركة تعمل في مجال الديكور والرسم، أما ابنه همام وهو طبيب أسنان في دمشق، فقد تم اعتقاله عام 2008 لتورطه في هجوم بالقنابل لتنظيم القاعدة قتل فيه 17 شخصًا، وغادر همام السجن عام 2017، وعاد بعد بضعة أشهر إلى مدريد مع عائلته، ومنذ ذلك الحين تركز الشرطة اهتمامها على عائلة قطيني.

يقول أحد الأشخاص القريبين من العائلة: «لقد كانت مفاجأة للجميع، لم يكن لفارس أبدًا أي أفكار راديكالية، كان الجميع يحترمه ويعتبره رجل أعمال ناجحًا، لقد كان مثالًا لنا». أما رياي تاتاري، رئيس اللجنة الإسلامية، وصديق فارس المقرب، فقد عبر عن ذهوله بعد عملية الشرطة وقال: «إذا كان ما قيل عنهما صحيحًا، فلتأخذ العدالة مجراها».

عام 2013 تم إنشاء جزء من الشركة القابضة التي أقامها فارس (والتي تتألف من شركات بيع وشراء شاحنات ومقرها بلدة فوينتي الساز)، واثنان من مطوري العقارات الآخرين (Dreamhome Construcciones و Alva Gestión Patrimonial) تحت إدارة ابنه حسام حتى يوليو 2018، كانت إحدى الشركات، Emirtrucks Trading، تحت إدارة مالكها، فيسينتي لاماركا سانشيز، وهو تاجر مخدرات مشهور تم اعتقاله منذ عامين في فنزويلا بعد فراره من إسبانيا، وتعتبر الشرطة لاماركا قائدًا لبعض منظمات عائلة قطيني.

يقول أحد العملاء الذين شاركوا فيما سمي بعملية وايمور: «تذكرنا الطريقة التي تعمل بها هذه العائلة ببعض أنماط الفساد التي عانت منها إسبانيا من قبل، ومن هذه الأنماط تقليل وتضخيم قيمة الفواتير، وتحويل بعض الأموال، كان لديهم طريقتان لإرسال الأموال باستخدام نظام الحوالة (وهو نظام تحويل غير شفاف لا يترك أي أثر)، كانوا يرسلون الحقائب إلى سوريا مملوءة بالأوراق النقدية».

وكانت الشرطة تسمي أولئك الذين كانوا يحملون الأموال «الحقائب الإنسانية»، وجندت عائلة قطيني مواطنين سوريين، وأرسلت لهم خطابات دعوة لزيارة إسبانيا، أبرم هؤلاء عقود عمل مزيفة في إحدى شركات العائلة، وتم إسكانهم إحدى الشقق حتى يعودوا إلى بلادهم بآلاف اليوروهات نقدًا، لهذا السبب تم اتهام عائلة قطيني أيضًا بالاتجار بالبشر، وتعزيز الهجرة غير الشرعية.

وصلت هذه الأموال إلى مناف قطيني، شقيق فارس وزعيم جبهة النصرة، ومحمد غالب كلجي (المعروف أيضًا باسم أبو طلحة) هو شخصية رئيسية أخرى في هذه المؤامرة، كان قد تم القبض عليه وأدين لكونه أمين صندوق خلية تابعة لتنظيم القاعدة في إسبانيا، على صلة بهجمات 11 سبتمبر، غادر السجن في عام 2006، وبدأ العمل في شبكة فارس التجارية.

ومن بين المعتقلين العشرة في عملية الشرطة، ثمانية لايزالون رهن الاحتجاز، وأمرت محكمة التحقيق المركزية رقم 6 بإبقاء المتهمين خلف القضبان دون كفالة، بحيث لا يمكنهم القضاء على الأدلة؛ لأن المؤامرة تتجاوز بكثير المركبات المدرعة، والأموال المرسلة إلى الإرهابيين في سوريا.
"