دعا رئيس حزب الشعب
الجمهوري المعارض، كمال كليجدار أوغلو، الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، التخلي عن
تنظيم الإخوان الإرهابي، واصفًا علاقة بلاده بالإخوان بـ«السلبية».
كما دعا أوغلو إلى
طرد الإخوان من تركيا قائلًا: «من هؤلاء الإخوان؟ نحن نعيش في تركيا، ومصلحة تركيا
تعلو فوق كل شيء».
كما دعا زعيم المعارضة
التركية إلى التصالح مع مصر، قائلًا: «عليك (أردوغان) أن تتصالح مع مصر، لماذا نتصارع
مع مصر؟ نحن لدينا تاريخ مشترك مع مصر، ولدينا ثقافة مشتركة مع مصر».
وأضاف أوغلو: «إن تركيا تدفع الثمن غاليًا نتيجة هذا الصراع.. لا بد أن نرسل سفيرًا لسفارتنا في مصر،
ولا بد أن نتصالح مع مصر»، متسائلًا: «لماذا ليس لدينا سفير هناك؟».
وفي نفس الصدد، دعا
كليجدار، حكومة أردوغان، للتوقف عن دعم حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، مطالبًا تركيا
بلعب دور الوسيط؛ من أجل إحلال السلام في الأراضي الليبية، وأن بلاده لم يعد لها مبرر
للتصادم مع سوريا.
ضغط سياسي
وتهدف تصريحات كليجدار، إلى ممارسة ضغط سياسي على حكومة الرئيس أوردغان خاصةً مع تردي الوضع الاقتصادي، الذي نجم بالأساس عن زيادة الإنفاق العسكري على مشروعات التصنيع المحلية.
ويظهر بوضوح زيادة الإنفاق العسكري من خلال مقارنة نسب الاكتفاء الذاتي التركي من الصناعات المحلية؛ حيث كانت أنقرة تعتمد على نفسها بنسبة 35% في 2002 مقابل 65% في 2017، وذلك وفق تصريحات نائب وزير الدفاع التركي التي نقلها موقع أحوال تركية.
تصريحات أوغلو، تمثل ضغطًا مباشرًا على أوردغان؛ لأنها تتسق مع سياسة «تصفير المشاكل مع دول الجوار»، التي تبنتها حكومة دواود أوغلو؛ ما يعني أن حزب الشعب الجمهوري لا يقدم بديلًا جديدًا لسياسات الحزب الحاكم بقدر ما يوجه رؤية نقدية لسياسات الحزب الحالية.
تهديد العقوبات الاقتصادية
رغم أن حزب الشعب الجمهوري يرفض العقوبات الأوروبية على تركيا كما جاء على لسان رئيسه، إلا أنه يعي أن الخلاف بين تركيا وأوروبا يرجع لسياسة أردوغان الخارجية التصادمية.
ويقول مراقبون مهتمون بالشأن التركي، وفق موقع تركيا بالعربي: إن حالة تذمر بدأت تسود بين المواطنين الأتراك؛ نتيجة إدراكهم أن تراجع الاقتصاد التركي في الآونة الأخيرة يرجع للصدامات المفتعلة مع قوى إقليمية وخارجية، فعلى سبيل المثال، يرجع تهاوي الليرة التركية إلى خلاف تركيا مع أمريكا؛ بسبب احتجاز القس برانسون؛ ما دفع الأمريكيين إلى فرض عقوبات على تركيا، أدت إلى تهاوي الليرة بشكل غير مسبوق.
مخرج من الأزمة
تمثل تصريحات كليجدار أوغلو مخرجًا للحزب الحاكم من أزماته المتعددة في السياسة التركية، ورغم ذلك، ليس من المتوقع أن يقدم نظام أردوغان على أي تنازلات مستقبلية فيما يتعلق بالدور التركي في مناطق النزاع المشتعلة في الشرق الأوسط؛ لأن التراجع في حد ذاته يعتبر إقرارًا بالخطأ؛ ما سيمنح المعارضة مادة خصبة لتوجيه سهام النقد إلى نظام عكف على استهلاك الموارد التركية في صراعات لا طائل لها.
وتبقى احتمالية بحث النظام التركي عن بدائل لاندماجه العسكري المباشر قائمة في بعض المناطق، فعلى سبيل المثال، تبذل تركيا جهودًا حثيثة؛ لتسوية الوضع في شمال سوريا بالطرق الدبلوماسية مع كل من روسيا والولايات المتحدة؛ ما سيجنبها القيام بأي أعمال عسكرية.