محاكمة «القرن الماضي».. قتلة «المحجوب» من الاغتيال للبراءة!
الثلاثاء 15/مايو/2018 - 06:47 م

الدكتور رفعت المحجوب
محمود عبدالواحد رشدي
مثلما أُطلِقَ على محاكمة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك «محاكمة القرن»، أُطلق على محاكمة قتلة «المحجوب» «محاكمة القرن الماضي»، فمنذ 27 عامًا، تحديدًا في عام 1993م، حكمت محكمة أمن الدولة العليا (طوارئ) بالإعدام شنقًا على المتهمين باغتيال الدكتور رفعت المحجوب، رئيس مجلس الشعب والقيادي بالحزب الوطني الديمقراطي في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك (اغتيل في 12 أكتوبر 1990)، والتي عُرِفَت باسم «محكمة الغرباء»، نسبة لقصيدة «الغرباء» التي نظمها سيد قطب (منظر جماعة الإخوان)، بعد أن ألقاها محمد النجار (أحد المتهمين)، وبعد 100 جلسة من المرافعات خفف الحكم إلى الأشغال الشاقة لـ10 متهمين، والبراءة لآخرين، لعدم كفاية الأدلة.
خطط للجريمة 4 من عناصر ما يُسمى بـ«تنظيم الجهاد المصري»، بعد أن رصدوا تحركات «المحجوب» أثناء توجهه لمقابلة وفد سوري، ليطلقوا عليه وابلًا من الرصاص، (يذكر أن حوالي 85 طلقة ناريَّة اخترقت جسد المحجوب من أصل 450 طلقة بحسب ما كشفت عنه تحريات النيابة حينذاك)، ليلقى حتفه على الفور ومعه 3 من رفقائه.
منفذو العملية
الإرهابيون الأربعة هم: ممدوح علي يوسف، أمير الجناح المسلح في ذلك الوقت (الهارب حاليًّا إلى تركيا)، ومحمد أحمد على أحمد وشهرته (محمد النجار)، ومحمد سيد عبدالجواد، وصفوت أحمد عبدالغني، أحد مؤسسي حزب البناء والتنمية التابع للجماعة الإسلاميَّة بعد ثورة 25 يناير 2011، ومن المفارقات أن الرئيس المعزول محمد مرسي قام بتعيينه بمجلس الشورى (تم حله بعد ثورة 30 يونيو لعام 2013).
وقعت حادثة الاغتيال أمام فندق «سميراميس» أثناء انعطاف سيارته متوجهةً نحو فندق «المريديان»، عند منعطف كوبري قصر النيل؛ حيث استوقف الموكب دراجتان ناريتان تحمل 4 أشخاص، أطلقوا النيران على السيارة التي تقل رئيس مجلس الشعب، وهرب بعدها الجناة إلى المناطق العشوائية القريبة من منطقة بولاق الدكرور.
تورط نظام مبارك
هناك روايات أشارت بأصابع الاتهام إلى نظام «مبارك»، واتهمته بالتورط في حادث الاغتيال، بسبب موقف «المحجوب» الرافض لمشروع الخصخصة الذي بدأه النظام؛ ما أدى لوقوع صدام بينهم، رغم أن «المحجوب» لم يكن منتخبًا من قِبَل الشعب، وإنما كان معينًا (ضمن العشرة الذين يختارهم الرئيس).
منهج الجماعات (التغيير بالعنف)
دائمًا ما تسعى الجماعات الإرهابية إلى نشر العنف والفوضى في البلاد، ولا تعرف من المعارضة السياسية إلا القتل والاغتيال، فمنذ نشأة الجماعة الأم «الإخوان»، عام 1928م، نشأت معها الأفكار المتطرفة التي برزت أكثر على يد مفكرها سيد قطب، ولا نرى حادثة قتل أو اغتيال أو نشأة جماعة مسلحة باسم الدين إلا أن يكون «قطب» الأب الروحي لها.
ويحفل التاريخ الدموي لجماعة الإخوان بالاغتيالات، فقد اغتال التنظيم الخاص لـ«الإخوان» النقراشي باشا (رئيس وزراء مصر في عهد الملك فاروق) عام 1948م، والمستشار أحمد الخازندار (رئيس محكمة استئناف القاهرة في العام نفسه)، واغتالت الجماعة الإسلاميَّة الرئيس الأسبق محمد أنور السادات في احتفال السادس من أكتوبر عام 1981م، وفي سبعينيات القرن الماضي اغتالت أيضًا الشيخ الذهبي (وزير الأوقاف حينذاك)، وآخر الاغتيالات السياسية للجماعات المتطرفة اغتيال النائب العام هشام بركات في يونيو 2015 بواسطة عناصر تنتمي إلى جماعة الإخوان.