ad a b
ad ad ad

انشقاق «إخوان الجزائر».. الإسلاميون ينقسمون بعد وصول «شنين» لرئاسة البرلمان

السبت 13/يوليو/2019 - 11:40 ص
المرجع
محمود محمدي
طباعة

في الوقت الذي تعيش فيه الجزائر على وقع حراك شعبي مستمر منذ 5 أشهر، يطالب برحيل كل رموز نظام الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة، شهدت البلاد سابقة تاريخية تمثلت في وصول نائب إسلامي لرئاسة الغرفة الأولى للبرلمان «المجلس الشعبي الوطني الجزائري».


وانتخب نواب البرلمان الجزائري، النائب عن الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء الجزائري «سليمان شنين»، رئيسًا للبرلمان الجزائري بالأغلبية خلفًا لـ«معاذ بوشارب» من حزب جبهة التحرير الوطني «الحزب الذي حكم البلاد منذ الاستقلال عن فرنسا في عام 1962».


وقالت «حركة البناء الوطني»- التي أسستها كوادر منشقة عن الحزب المركزي لإخوان الجزائر «حركة مجتمع السلم»- في بيان لها: إن انتخاب نائبها سليمان شنين لرئاسة البرلمان يعد ثورة حقيقية تؤسس لجزائر جديدة، معتبرة أن هذه الخطوة هي بداية انفراج حقيقي للأزمة، ونقل لمطالب الحراك من ساحات النضال والتظاهر إلى ساحات السلطة والمؤسسات.

انشقاق «إخوان الجزائر»..

انشقاق الإخوان

ورغم انسحاب المترشحين كافة أمام «شنين»، إلا أن المعارضة لترشحه جاءت من أعضاء الحزب المركزي لإخوان الجزائر «حركة مجتمع السلم»؛ حيث عبروا عن موقف سلبي إزاء انتخاب «شنين»، وأصدرت كتلة الحزب بيانًا حادًّا اعتبرت فيه تزكية شنين كرئيس للمجلس الشعبي الوطني، عبارة عن عملية تزيينية فاشلة؛ للالتفاف على مطالب الحراك الشعبي.


وأضاف البيان: «شنين رئيس برلمان أمر واقع مثل من سبقه، ولا تمثل تزكيته حالة ديمقراطية؛ إذ هو نتاج هِبة منحتها بقرار فوقي أغلبية برلمانية مزورة ومرفوضة من الشعب الجزائري».


وأوضحت أن قرارها مقاطعة جلسة انتخاب رئيس البرلمان، يعدّ انسجامًا مع مطالب الحراك الشعبي، وإبقاء التزامها بالاتفاق الذي وقع بين الكتل البرلمانية للمعارضة بمقاطعة أشغال المجلس، في شهر مارس الماضي.


بدوره، قال رئيس الكتلة البرلمانية لجبهة القوى الاشتراكية صادق سليماني، في تصريح صحفي: إن إجماع الموالاة على نائب من المعارضة سابقة تاريخية، وهي محاولة فاشلة لإضفاء نوع من المصداقية على المؤسسة التشريعية، مؤكدًا أن كتلة الجبهة لن تكون شريكة في خدمة مخططات غير بريئة تخدع من وكلها نيابته.

انشقاق «إخوان الجزائر»..

الاتجاه الصحيح

على صعيد متصل، قال أستاذ العلوم السياسية، زهير بوعمامة: إن انتخاب سليمان شنين لرئاسة «المجلس الشعبي الوطني»، هي خطوة في الاتجاه الصحيح، وتلك الخطوة كانت بمثابة الحلم قبل الحراك الثوري الأخير، حسب وصفه.


وأضاف «بوعمامة»، في تصريح لـ«المرجع»، «مهما كان ما حدث، مجرد ترأس شخصية غير محسوبة على السلطة للمجلس الشعبي الوطني، وفشل الأسماء المنبوذة في المرور بالأساليب القديمة، هو خطوة أخرى في الاتجاه الصحيح».


وأشار إلى أن صناعة القرار السياسي في البلاد باتت تأخذ مطالب الشعب بالحسبان، إذ إن المطالب الشعبية أصبحت مؤشرًا إضافيًّا على طريقة تفكير أسياد اللحظة، وتصورهم لما هو قادم.


وفي تصريحات صحفية، قال المحلل السياسي عبدالعالي رزاقي: إن رئاسة «شنين» للمجلس الشعبي الوطني، ستفتح الباب أمام أحزاب الموالاة للمشاركة في الحوار الشامل المنتظر، مؤكدًا أن أحزاب الأغلبية المعروفة بدعمها المطلق للرئيس المستقيل، تنازلت عن رئاسة المجلس لشخصية معارضة؛ من أجل إعادة هيكلة نفسها، والمساهمة في الحوار المقبل، والمشاركة في الاستحقاقات المقبلة.

"