ad a b
ad ad ad

بانسحابها الكارثي من سوريا.. أمريكا تمهد لعودة داعش أكثر عنفًا

الخميس 04/يوليو/2019 - 11:19 م
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

توقع خبراء ومراقبون عودة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، بشكل أقوى من أي وقت مضى ما لم تتدخل دولٌ أخرى مع استمرار الولايات المتحدة في تنفيذ عملية  الانسحاب من حدود  البلاد؛ حيث صرح جيمس جيفري، كبير المبعوثين الأمريكيين إلى سوريا وائتلاف التحالف المناهض لداعش، في مقابلة مع صحيفة «ديفنس وان»، ونقلته مجلة فورين بوليسي، توقعات بأن تتولى قوات التحالف معالجة النقص- ونحصل على رد مشجع للغاية منهم».

ترامب
ترامب

على قدم وساق

وأضاف أن انسحاب الولايات المتحدة من سوريا - الذي وعد به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة في ديسمبر، والذي دفع باستقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس - مستمر على قدم وساق.

 

لكن حتى الآن، لم تلتزم أي قوات شريكة في التحالف الذي يضم دولا غربية، بإرسال قوات إضافية لسد الفجوة عندما تغادر غالبية القوات الأمريكية  ما سوف يترك فراغًا أمنيًّا خطيرًا ستستغله التنظيمات الإرهابية دون شك وأبرزها تنظيم داعش.

 

وقالت ميليسا دالتون  المحللة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إنه من دون مستوى معين من الالتزام الأمريكي، سواء السياسي أو في شكل تمويل للعمليات وتحقيق الاستقرار ، فمن غير المرجح أن تتصاعد الحلفاء الرئيسيين إلى هذا المستوى.

 

"نحن حقا بمثابة العمود الفقري السياسي لهذه العملية ولهؤلاء الشركاء للتمكين الحاسم" ، قال دالتون.

 

وقالت دالتون إن الخطوة الأولى نحو الحصول على شركاء  مثل البريطانيين أو الفرنسيين ، لتقديم دعم دعم إضافي هي التوسط في اتفاق بين الأتراك والقوات الديمقراطية السورية لتأمين الحدود.

بانسحابها الكارثي

 مفاوضات حساسة

على صعيد مُتصل قال أحد المسؤولين في المملكة المتحدة لـ«فورين بوليسي» طلب عدم الكشف عن اسمه، إن الفرنسيين، على سبيل المثال، كانوا واضحين للغاية أنهم موجودون لمكافحة الإرهاب ولن يشاركوا في «دور مراقبة الحدود»، متابعًا، أنه في خضم الاستعداد للتوسط في مثل هذا الاتفاق، فإن المفاوضات - التي وصفها المسؤول بالحساسة- معرضة للأحداث الخارجية، كالتدهور الاقتصادي في تركيا، والنزاع السياسي بين واشنطن وأنقرة حول نظام صاروخي روسي، وغيرها من الأحداث.

 

على صعيد متصل، يريد الأتراك تأكيدات بأن قوات سوريا الديمقراطية - التي تتألف في معظمها من المُقاتلين الأكراد وتعتبرها تركيا جماعة إرهابية - لن تستخدم شمال شرق سوريا لشن هجمات على جنوب تركيا، في حين تخشى قوات سوريا الديمقراطية أن يغزو الأتراك البلدات الحدودية الضعيفة.

 

وبحسب تقرير المجلة، فإنه من دون دعم الولايات المتحدة أو الحلفاء للحفاظ على مكاسب الأمن والاستقرار التي حققها التحالف من المحتمل أن داعش ستكون «بمرور الوقت قادرة على التغلب على الإجراءات المحلية»، كما فعلت في الفترة التي سبقت الاستيلاء على 2014 وفي النهاية على «إعادة البناء والقدرة على الاستيلاء على الأراضي».

بانسحابها الكارثي

حسابات وأرقام

اعتبارًا من أغسطس 2018، كان لدى تنظيم داعش ما يصل إلى 30 ألف عنصر إرهابي في العراق وسوريا - أكثر بكثير من 700 إلى 1000 داعشي سبقهم سلفهم (القاعدة) في العراق، وفي عام 2011 عندما انسحبت الولايات المتحدة  انتشرت المجموعة بهدوء في كلتا البلدين وشنت تمردًا قويًّا تدعمه شبكة مالية عالمية وإمدادات كافية، بما في ذلك الأسلحة  مخبأة في أنظمة الأنفاق.

 

ووفقًا لتقرير جديد من قبل معهد دراسة الحرب (ISW)  يحذر من خطر عودة داعش خلال السقوط التدريجي لمشروع الخلافة المزعومة.


«بدأ داعش إعادة بناء القدرات الرئيسية في أواخر عام 2018 والتي ستمكنه من شن تمرد أكثر عدوانية في الأشهر المقبلة، وفقًا للتقرير، الذي أشار إلى أن المجموعة أعلنت بدء حملة عالمية جديدة تسمى «معركة الاستنزاف» في 31 مايو.

 

ويعد السبب الرئيسي لنمو التمرد هو أن الأراضي التي فقدها في العراق وسوريا لا تزال «غير مستقرة ولا آمنة»، وفقًا للتقرير، كما يستهدف التنظيم المسؤولين الحكوميين وقادة القرى من أجل إضعاف هياكل الحكم وإعاقة جهود إعادة الإعمار.

وزارة الدفاع الأمريكية
وزارة الدفاع الأمريكية

سيناريو كارثي

ووضع التقرير سيناريو انسحاب الولايات المتحدة دون غطاء، فمن المحتمل أن ينجح التنظيم في إعادة السيطرة على الأراضي في العراق وسوريا، وبدون وجود أمريكي  ستنهار عناصر قوات الدفاع الذاتي المختلفة، وستتوقف العمليات الاستخباراتية والجوية الحيوية  وقد تغزو تركيا شمال شرق سوريا.

 

وعلى الرغم من التخفيض التدريجي، تصر وزارة الدفاع الأمريكية على أن الجيش الأمريكي ملتزم بالعمل مع شركائه الإقليميين من أجل منع «التهديد الكبير» من عودة التنظيم.

 

قال مايكل مولروي، نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط خلال حدث الأسبوع الماضي: «إن ضمان الهزيمة الدائمة لداعش يظل مصلحة أمنية قومية أمريكية حيوية». «على الرغم من هزيمة الخلافة المزعومة، فإن داعش لا يزال يمثل تهديدًا كبيرًا».

 

وحذر تقرير ISW من أن «الولايات المتحدة تكرر خطًأ حرجًا من خلال تقليص أهميتها لهذا الجهد في لحظة محورية عندما تكون مكاسبنا في أضعف حالاتها».

 

«يجب على الولايات المتحدة أن تتخذ خطوات فورية للحد من عودة داعش إلى العراق وسوريا، بما في ذلك وقف وعكس انسحاب أمريكا المستمر من سوريا».

"