وسط تصاعد المعارك في أفغانستان.. تستمر مفاوضات «واشنطن» مع طالبان
لليوم الثاني على التوالي، تتصاعد المعارك الضارية في أفغانستان بالتوازي مع استكمال حركة طالبان مباحثاتها مع مسؤولي الولايات المتحدة الأمريكية بالمكتب السياسي للحركة في الدوحة، من أجل إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان والذي طال لسنوات.
اجتياح في المقاطعات
وبينما يجلس قادة طالبان مع الفريق الأمريكي برئاسة
زلماي خليل زاده للتفاوض حول مستقبل الطرفين، تنفذ العناصر المتطرفة هجمات واسعة
وعمليات اجتياح داخل مقاطعات البلاد، فمع صباح يوم الأحد 30 يونيو، هاجمت طالبان
إحدى المناطق بقندهار في جنوب البلاد عن طريق أربع سيارات مفخخة بالقرب من مكتب
حكومي خاص بالانتخابات ما أدى إلى مقتل ثمانية موظفين، وعلى اثر ذلك استدعى الجيش
الأفغاني قواته ليشن هجومًا حادًا على العناصر المنفذة للهجوم ويقتل العشرات منهم.
علاوة على ذلك، نفذ الجيش هجمات على مخازن أسلحة
ومعسكرات تدريب تابعة للتنظيم، كما هاجمت الحركة بالأمس 29 يونيو 2019 تجمعًا لعناصر موالية للحكومة الأفغانية ما أسفر عن مقتل 26 مواطنًا وإصابة 12 أخرين، بيد
أنها قد نشرت الأسبوع الماضي تهديدًا لموظفي وسائل الإعلام بالبلاد للتوقف عن بث
رسائل معادية للحركة توجهها الحكومة للمواطنين وإلا استهدفتهم بشكل مباشر.
وعلى صعيد المفاوضات الجارية، صرح المتحدث الرسمي باسم
مكتب الحركة بالدوحة، سهيل شاهين، اليوم الأحد أن الجولة السابعة من المحادثات
المشتركة «جدية وحاسمة»، ويأمل الجانبان التوصل إلى نتائج ملموسة لوضع الخطوات
الأخيرة لإنهاء أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة، فيما أكد المتحدث باسم طالبان
ذبيح الله مجاهد أن الطرفين قد توصلا إلى تفاهمات جادة بشأن الطلبات المرجوة فيما
بينهم ولكن توجد بعض الضمانات والتفاصيل لم يتم حسمها، وهو ما سيتم التركيز
عليه خلال المفاوضات الحالية.
مفاوضات جارية
وتتطلع الولايات المتحدة من خلال جولة المفاوضات الجديدة
التي بدأتها بالأمس لوقف القتال الدائر بالمنطقة وإبرام اتفاقية سلام شاملة تضم
جميع الأطراف، بالإضافة إلى سحب قواتها عبر جدول زمني محدد مع ضمانة عدم تحول
الأراضي الأفغانية إلى منصات لتهديد مصالح الأمريكان أو التدريب المسلح لشن هجمات
عليها من قبل أي مجموعة متطرفة، بينما ترغب طالبان في الإخلاء النهائي للعناصر
الأمريكية من أفغانستان إلى جانب رفع أسماء عناصرها من قوائم الإرهاب الدولي
والإفراج عن جميع معتقليها بالسجون الأمريكية مع تمسكها بعدم السماح للحكومة
الأفغانية بحضور جلسات المباحثات كطرف سياسي شريك في العملية إذ أنها لا تعترف
بشرعيتها وتتهمها بالخضوع التام للحكومة الأمريكية.
وحول مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وطالبان
وتأثير ذلك على المنطقة في ظل المفاوضات المتتالية، ذكرت دراسة نشرتها مجلة
السياسة الخارجية أن الحكومة الأمريكية عادة ما تخطئ في اختيار السياسات الأفضل
للتعامل مع القضية فهي تعول على أفراد وتقوم بدعمهم لمواجهة الحركة، ثم تنفذ
الحركة ضدهم هجمات عنيفة لقتلهم مثلما فعلت من قبل مع قائد شرطة قندهار الجنرال
عبدالرزاق الذي تم قتله في أكتوبر 2018، وعليه تدفع الورقة البحثية إلى صعوبة
التوصل لحل نهائي للأزمة خلال المرحلة الحالية بل سيكون الأمر مجرد تهدئات.





